التفكر والتدبر في آيات الله من العبادات العظيمة

  • 10/27/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. ماهر المعيقلي: إن التفكر والتدبر من العبادات العظيمة، والأعمال القلبية الجليلة، التي يغفل عنها كثير من الناس، فالنظر في آيات الله، مما يزيد في إيمان العبد ويقينه؛ فلذا كان تدبر كلام الله، من أعظم مقاصد إنزاله. وأضاف في خطبة الجمعة أمس من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن أعظم الناس هداية، وأسلمهم عاقبة في الدنيا والآخرة، مَن طلب الهدى في كتاب الله، فالمؤمن إذا تلا كلام الله، تأمله وتدبره، وعرض عليه عمله، فيرى أوامره فيتبعها، ونواهيه فيجتنبها، ويحلّ حلاله، ويحرّم حرامه، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، وما خوّفه به مولاه من عقابه خافه، وما رغّب فيه مولاه، رغب فيه ورجاه، فمن كانت هذه صفته، رُجي أن يكون تلاه حق تلاوته، وكان له القرآن شاهداً وشفيعاً، وأنيساً وحرزاً، ونفع نفسه، وعاد عليها بكل خير في الدنيا والآخرة. وقال المعيقلي: إذا كان القرآن هو كتاب الله المسطور، فإن الكون كتابه المنظور، فكل شيء فيه خاضع لأمره، منقاد لتدبيره، شاهد بوحدانيته وعظمته وجلاله، ناطق بآيات علمه وحكمته، دائم التسبيح بحمده، كما قال جل في علاه، وكلما كان الإنسان أكثر تفكراً وتأملاً، كان أكثر علماً وخشية لله تعالى. وأضاف: لقد أمرنا الله عز وجل في مواضع كثيرة من كتابه، بالنظر في السماوات والأرض، نادباً إلى الاعتبار بهما، ومثرّباً على الغافلين عنها، فلنتفكر في عظمة هذا الكون واتساعه، فمن تدبر ذلك، علم صِغرَ حجمه وهوانه وضعفه، وقلة حيلته، وكُسر كبرياؤه، وتواضعت نفسه، وإذا تفكر الإنسان في حاله وأصل خلقته، وأنه لم يكن شيئاً مذكوراً، ثم مرّ بأطوار مختلفة، حتى استوى خلقه، وشق الله فيه سمعه وبصره، علم مقدار ضعفه وعجزه وأيقن بفقره إلى ربه. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام، أن من التفكر المحمود التأمل والتدبر في حال الدنيا، وسرعة زوالها، فمن تأمل ذلك لم يتعلّق قلبه بها، ونظر إلى الآخرة وإقبالها ودوامها، وعلم أن ما عند الله خير وأبقى.

مشاركة :