في خطوة غير مسبوقة وجريئة، أسّست وزارة الأوقاف الكويتية مركزاً للفنون الإسلامية في مسجدها الكبير، انطلق عمله من أن الفنون على مر الزمن هي رمز الرقي ومقياس التقدم والأثر الباقي، بعد أن تنطوي القرون وتتعاقب الأجيال، وكانت دائماً سجل الحضارات الذي يلخص تاريخها وقيمتها ويرصد تقدمها في طريق المجد. وأدت الفنون الإسلامية هذا الدور على أكمل وجه، فكانت معلماً لحضارة امتدت ظلالها على مساحة شاسعة من الأرض، مِن طنجة غرباً إلى جاكارتا في الشرق، ومن أواسط أفريقيا جنوباً إلى تخوم فرنسا والنمسا شمالاً. والغرض من إنشاء مركز الكويت للفنون الإسلامية هو أن يتولى مهمة دعم وتنمية وتعزيز تلك الفنون بمختلف أشكالها ومجالاتها وتنميتها ومنحها المكانة اللائقة بها. وتتضمن رسالة ذلك المركز المنفتح على العالم بأسره، تعزيز الهوية الثقافية الفنية الإسلامية من خلال أنشطة التوعية والتعليم. وتشمل أهدافه تفعيل دوره كمؤسسة فنية رائدة محلياً وعالمياً، والمساهمة في تكوين مرجعية ثقافية متخصصة في الفنون الإسلامية (مركز المعلومات)، والتواصل مع المؤسسات المختصة والأفراد. وكذلك العناية بالمواهب الواعدة والعمل على تنميتها، وتعليم ونشر الفنون الإسلامية داخل الكويت وخارجها، وإنشاء مركز معلومات متخصص يوفر المراجع البصرية والسمعية والكتب المعنية بالفن الإسلامي، ومد جسور التواصل مع الهيئات والمؤسسات الثقافية التي تهتم بالفن الإسلامي في مختلف أنحاء العالم. أما مهام المركز، فتتمثل في إقامة المعارض والملتقيات التي تروج الفنون الإسلامية، ترجمة وطباعة ونشر الكتب والأبحاث والنشرات في هذا المجال، تعريف الجمهور بتلك الفنون من خلال دورات يشرف عليها أساتذة من داخل الكويت وخارجها، الدروس الأسبوعية المنهجية في تعليم الخط العربي، الديوانية الشهرية للخط العربي والتي تتناول الاهتمام بالجانب النظري في هذا المجال لخلق جو من التواصل بين الخطاطين. ولتحقيق تلك الأهداف سيقيم المركز عدداً من الأنشطة والفعاليات التي تخدم مختلف شرائح المجتمع، من أهمها: إقامة مسابقة الكويت لفن الخط العرب، والتي تهدف إلى توفير جو من التنافس الإيجابي بين الخطاطين على الساحة المحلية بما يرفع من المستوى الفني العام، كما تهدف في الوقت نفسه إلى اكتشاف المواهب الجديدة والعمل على دعمها بكل الوسائل الممكنة ليمثلوا رافداً مهماً ينمي حركة الفنانين بالكويت مستقبلاً. وقدم المركز ما يزيد على خمس دورات من المسابقة وجاءت المسابقة الخامسة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي تمهيداً لإطلاق المسابقة عالمياً مع الدورة السادسة. ونظم مركز الكويت للفنون الإسلامية عدداً من المعارض والملتقيات تنبع من الحرص على تعزيز مكانة المسجد الاجتماعية وتنشيط دوره التربوي والثقافي المعاصر في مختلف مجالات بناء الإنسان والمجتمع والدولة. وأقام المركز دورات متتالية من ملتقى الكويت الدولي للفنون الإسلامية شارك فيها أكثر من 350 خطاطاً وفناناً من مختلف بلاد العالم. ويركز الملتقى في كل دورة على تطبيق معين من تطبيقات الفنون الإسلامية، وقدم المركز حتى الآن تطبيقات الفنون الإسلامية على الخشب والخزف والنسيج والسجاد. ومن أهم أهداف إقامة المعارض، عرض المنهج الوسطي المعتدل للإسلام والذي تعزز وجوده في جوانب الحضارة الإسلامية كافة. وكذلك تقديم الفنون الإسلامية للجمهور بصفتها أحد ركائز الهوية الحضارية الإسلامية. إضافة إلى تعزيز التعاون بين الكويت والدول الأخرى لا سيما في المجال الثقافي. ومن نماذج معارض وأنشطة المركز: معرض الخط العربي للخطاط أمير فلسفي، معرض الزخرفة الإسلامية للفنان محمد هنرور، معرضان للفن الإسلامي في هنغاريا، وتتارستان/ روسيا، والمشاركة في ملتقى مجمع الملك فهد في المدينة المنورة لأشهر خطاطي المصحف الشريف، معرض الخطاط حسن جلبي (تركيا)، معرض نور القلم في بودابست (هنغاريا)، مؤتمر الفن في الفكر الإسلامي في الأردن، والمشاركة في معارض ومهرجانات دولية في فن الخط العربي والزخرفة الإسلامية في كل من دبي/ الشارقة/قطر/ فرنسا/ بريطانيا/ الجزائر. وكذلك المشاركة في معارض ومهرجانات دولية للحرف اليدوية في كل تبريز/ الشارقة، أصفهان، الرياض وقرغيزستان، والمعرض الهولندي لملتقيات جامعة ليدن للفنون الإسلامية. المطبوعات والإصدارات وتوفر مكتبة المركز عدداً من المراجع المهمة في مجالات الخط العربي والزخرفة الإسلامية وعدد من الفنون الأخرى. ويسعى المركز إلى إثراء المكتبة بكل الإصدارات من مراجع ودراسات ودوريات لإتاحة الفرصة للباحثين والمهتمين للاطلاع على تراثنا الفني الأصيل المتجدد. كما تتوفر مجموعة متميزة من الإصدارات والمطبوعات الخاصة بالمركز منها: 1- كتب توثيقية للفعاليات والمعارض التي ينظمها المركز نذكر منها: الكتالوغات الخاصة بملتقى الكويت الدولي للفنون الإسلامية وكتالوغ الخطاط حسن شلبي. 2- كتب متخصصه بالفنون الإسلامية وتطبيقاتها نذكر منها: كتاب خطوط المصاحف وكتاب كسوة الكعبة المشرفة. 3- كراسات تعليمية للأطفال تعنى بالخط والفنون الإسلامية نذكر منها: سلسلة اكتشف الفن الإسلامي وتعلم ولون. أضف إلى ذلك ما يوفره المركز لزوار معارضه وملتقياته من مطبوعات قيمة لكبار الخطاطين. كما يصدر المركز أفلاماً وثائقية للورش الفنية التي يرعاها، مثل ورشة فن الأبرو للفنان أحمد جوكتان، وورشة الزخرفة الإسلامية للفنان محمد رضا هنرور وغيرها، منتجة على أقراص DVD. ويقدم المركز في فعالياته ومعارضه ومشاركاته ورشاً فنية يشرف عليها أبرز الخطاطين والمزخرفين الذين يشاركون الجمهور من خلالها خلاصة تجاربهم وتقنياتهم الفنية والحرفية. وتقسّم هذه الورش كالتالي: - الورش الفنية المبرمجة: وهي الورش التي يقدمها الخطاطون والمزخرفون ضمن فعاليات المعارض والملتقيات وفي المجمعات التجارية، ومنها: ورش ترتيل المشق والتي قدمت ضمن فعاليات معرض رحلة المصحف الشريف. - الورش المتخصصة: هي الورش التي يقدمها الخطاطون والمزخرفون للمهتمين والمتخصصين والتي تكون مدتها الزمنية من أسبوع إلى شهر ويمنح المشاركون من خلالها شهادة مشاركة، ومنها ورشة الدكتور صلاح الدين شيرزاد في الزخرفة وورشة الخطاط وسام شوكت. - ورش الأطفال والنشء: يولي المركز اهتماماً خاصاً بفئة الأطفال والنشء، لذلك يقدم في جميع معارضه وملتقياته ومشاركاته ورش متنوعة بالفنون الإسلامية تم تصميمها بعناية من قبل مختصين فنيين تربويين، يُنَمى من خلالها المهارات التشكيلية والفنية والتواصلية للأطفال والناشئة، ويشاركنا في هذا الركن مؤسسات محلية متميزة نذكر منها على سبيل المثال: بيت السدو ووزارة التربية في دولة الكويت.
مشاركة :