أبرزت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية تأثير العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران وعلى حلفاء طهران الإقليميين. وبحسب تقرير للوكالة ـ ترجمته "عاجل" ـ فإن أبرز المتضررين حزب الله اللبناني، الذي كثف جهوده في الشهور الماضية لجمع تبرعات؛ حيث تتعرض هذه الميليشيا وداعمتها الرئيسة إيران لضغوط مالية متزايدة في ظل عقوبات من إدارة ترامب. وتابعت "تُظهر الملصقات العملاقة في شوارع وضواحي بيروت الشيعية الجنوبية مقاتلًا مسلحًا من حزب الله يرتدي الزي الرسمي ويحمل راية الجماعة الصفراء والعلم الوطني اللبناني ، إلى جانب أرقام الهواتف التي يمكن أن يتبرع عبرها المؤيدون للحركة المسلحة". وفرضت واشنطن عقوبات على الجماعة المسلحة منذ عقود؛ لكن موجة جديدة هذا العام تبدو أكثر جدية بشأن استهداف قيادة حزب الله وكذلك رجال الأعمال والشركات التي تقول واشنطن إنها تمولها. وبحسب الوكالة "جاءت الضربة الأخيرة في 15 أكتوبر، عندما أدرج المدعي العام الأمريكي جيف سيشن حزب الله كواحد من خمس مجموعات تعتبر أكبر تهديدات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية". وأضافت "كما أن إيران ، التي تواجه أزماتها المالية، قد خفضت أيضًا تمويل حزب الله والميليشيات الشيعية التي تدعمها في العراق". وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في يوليو إن إيران أنفقت أكثر من 16 مليار دولار منذ عام 2012 لدعم الأسد ووكلائه في العراق واليمن، كما أنها تمنح 700 مليون دولار سنويًا لحزب الله. كما أنها أعطت الحكومة السورية 4 مليارات دولار في شكل ائتمان. ومضت "أسوشيتد برس" تقول "لقد تضررت ميزانية حزب الله منذ أن أصبح متورطًا بشدة في الحرب الأهلية في سوريا عام 2013، حيث أرسل المقاتلين لدعم قوات الأسد والمساعدة في تحويل الصراع لصالحه. وقتل ما يقدر بنحو 2000 من مقاتليه وجرح الآلاف، وبعضهم يعاني من إعاقات دائمة. وهذا يزيد فقط من التكاليف؛ حيث يدفع الحزب رواتب إلى عائلات الذين لقوا حتفهم في الصراع ويوفر الرعاية الصحية للمقاتلين". وأردفت "في الآونة الأخيرة، بدأت قيادة الحزب في الاعتراف علنًا بالضغط". ونقلت عن زعيم الحزب الشيخ حسن نصر الله قوله في كلمة في أغسطس "لن أقول إن العقوبات لن يكون لها تأثير.. سيكون لها تأثير بالتأكيد". وفي اجتماع مغلق في نفس الوقت، أخبر كوادر حزب الله: "علينا تشديد الأحزمة قليلًا"، وفقًا لإبراهيم بيرام، الخبير في الشؤون الشيعية الذي يكتب عن حزب الله لصحيفة "النهار" اللبنانية. ويتخذ الحزب إجراءات لخفض النفقات، مثل خفض عدد المقاتلين في سوريا، خاصة بعد أن استعاد جيش الأسد مساحة أكبر من خصومه، حسب ما قال بيرام لوكالة أسوشيتد برس؛ لكنه قال إنها لا تقلل من رواتب العائلات والرعاية الطبية ومدفوعات التقاعد. وقال مواطن لبناني لديه أقارب في الحزب إنه سحب بعض المقاتلين في سوريا، رغم أنه يحافظ على وجوده في شرق محافظة دير الزور وفي الجنوب؛ حيث يستمر القتال مع تنظيم داعش، وفي القصير، بلدة بالقرب من الحدود مع لبنان الذي كان معقل حزب الله لمدة 5 سنوات. كما طلب من بعض المقاتلين المتفرغين قضاء مزيد من الوقت في المنزل عندما لا تكون هناك حاجة لهم، وخفض حركة السيارات لخفض تكاليف النقل. ومضت الوكالة الأمريكية تقول "يستعد حليف آخر لإيران، وهم المتمردون اليمنيون المعروفون باسم الحوثيين، أيضًا لأوقات عصيبة، خاصة أن التحالف العربي بقيادة السعودية يحاصر ميناء الحديدة، وهو مصدر رئيس للدخل للمجموعة المتمردة. وقام المتمردون بزيادة الضرائب على التجار والشركات". وأضافت الوكالة "أما الميليشيات المدعومة إيرانيًا في العراق فهي بمنأى إلى حد ما من أي أزمة مالية لأنها تحصل أيضًا على تمويل من حكومة بغداد".
مشاركة :