«بريكست»..تهدد بريطانيا بفشل سياسي غير مسبوق

  • 10/27/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بات واضحا أن اتفاقية الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي «بريكست» أصبحت صداعا مزمنا في رأس الحكومة البريطانية، وتؤكد الدوائر السياسية في لندن، أن  خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يهدد بأن يكون فشلًا سياسيا غير مسبوق وخيانة قومية تمتد  أصداؤها على مدار العقود، وأن الأسابيع المقبلة ستقرر ما إذا كان بوسع بريطانيا والاتحاد الأوروبي إقامة علاقة ما بعد الخروج تصب فى صالح شعوبهما أم لا، واعتبرت أن النواب يجب أن يقوموا بإعداد خيارات ضخمة في البرلمان، بما في ذلك تصويت ثان على شروط أي اتفاق، وأن بريطانيا يجب أن تحافظ على علاقات مستقبلية أفضل مع أوروبا أكثر مما تفعله رئيسة الحكومة «تريزا ماى» الآن.لكن وصول المفاوضات بين لندن وبروكسل إلى حائط مسدود يثير الشكوك حول ماهية الاتفاق الذي يمكن أن تتوصل إليه الحكومة البريطانية، أو ما إذا كان الاتفاق ممكنا. مطالب بتنظيم استفتاء ثان ومع قرب موعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي المقرر في مارس/ آذار 2019، تواجه الحكومة البريطانية احتجاجا شعبيا واسعا، عبر عنه عشرات الآلاف من البريطانيين المعارضين لـ«بريكست»، المشاركين في تظاهرة «مسيرة تصويت الشعب»، في وسط لندن، الأسبوع الماضي، في مسعى لإقناع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بتنظيم استفتاء ثان.. وسعى المشاركون في التظاهرة إلى توجيه رسالة، مفادها أن «بريكست الذي وعد به مؤيدوه قبل استفتاء يونيو/ حزيران 2016، بعيد كل البعد عما يتم التفاوض حوله حاليا».. وبلغ عدد التواقيع على عريضة تطالب بتنظيم استفتاء ملزم حول أي اتفاق يتم إبرامه قبل موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في مارس/ آذار المقبل، 950 ألف توقيع.رئيسة الوزراء، حسمت موقفها، وأعلنت بوضوح أنها لا تنوي السماح بإعادة النظر في «بريكست».. وقالت: «لن يجري استفتاء ثان، الشعب قال كلمته، وهذه الحكومة ستنفّذ قرار الشعب».. وأضافت يلهجة ساخرة: «يطالبون الآن باستفتاء ثان والعودة للشعب البريطاني ليقولوا له نحن آسفون للغاية نعتقد أنك أسأت الخيار!!».   أهم تغيير إستراتيجى فى بريطانيا منذ 70 عاما واعتبرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن البريكست هو أهم تغيير استراتيجى فى المملكة المتحدة منذ 70 عاما، ورغم أن البريطانيين صوتوا على هذا القرار، إلا أنهم لم يقولوا رأيهم فى شروط الانفصال، تلك الشروط التى يتم التفاوض عليها الآن، وأغلب الظن ستؤثر نتائجها على فرص العمل وفرص الحياة بالنسبة لملايين البريطانيين القلقين حيال مستقبل بلادهم.ويرى خبراء في لندن أن الحكومة البريطانية، تواجه احتمال الخروج من  الاتحاد الأوروبي دون التوصل لاتفاق ينظم العلاقة مع الاتحاد الأوروبي بعد «بريكست»، أو البقاء لسنوات في فترة انتقالية مع تعديلات سيكون أبرزها خسارة بريطانيا قدرتها على التأثير في قرارات الاتحاد الأوروبي، ولا يحظى أي من هذين الخيارين بتأييد كبير، كما أن تبادل الاتهامات على خلفية ما آلت إليه الأمور في بريطانيا يزيد من عزلة رئيسة الحكومة «تريزا ماي» وضعفها.     قصة من الفشل المتواصل والمذل على المستوى الوطنى وانتقدت صحيفة الجارديان، فشل الحكومة منذ اللحظة الأولى لإعلان نتيجة استفتاء الخروج، فى التعامل مع هذا الملف، واصفة ما يحدث بأنه قصة من الفشل المتواصل والمذل على المستوى الوطنى، فرغم تأكيد السلطات بأن المفاوضات ستكون سهلة، وأن الخروج يصب فى مصلحة لندن وأن الدول ستتسارع لعقد صفقات تجارية مع البلاد، إلا أن كل ذلك لم يحدث، بل دب الانقسام ليس فقط مع الاتحاد الأوروبى وإنما بين النواب البريطانيين أنفسهم ، ولهذا ـ بحسب الصحيفة البريطانية ـ فإن انطلاق المظاهرات الرافضة لفوضى حكومة «تيريزا ماى» فيما يتعلق بمفاوضات «بريكست» مع الاتحاد الأوروبى أمر مبرر، لاسيما مع فشل حكومة حزب المحافظين من مراعاة مصالح البلاد على مدار عامين.وإذا كان الوقت لم يعد يحتمل التأخير حتى تغير بريطانيا مسارها فى ملف الخروج «بريكست»، فإن رئيسة الوزراء البريطانية لم يعد فى إمكانها عدم الاستماع إلى أصوات تجاهلتها باستمرار، وكشفت عنها  مسيرة «تصويت الشعب من أجل المستقبل» للتعبير عن رأي عشرات الألاف فى ملف الخروج.

مشاركة :