استشهد إمام وخطيب جامع الشيخ ” المحيسن ” بأشبيليا عادل الكلباني، بحديث نبوي خلال رده على الأصوات الناعقة النابحة ضد المملكة، قائلا:” لا عجب إذا علمتم أن محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، وهو من هو قد قيل له: اعدل، قال: ويحك من يعدل إذا لم أعدل؟ متفق عليه، وفي الصحيحين: خاصَم الزّبَير رجلاً منَ الأنصارِ في شَريجٍ منَ الحَرَّةِ، فقال النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: “اسقِ يا زبَير، ثم أرسِلِ الماءَ إلى جارِك . فقال الأنصاريّ: يا رسولَ اللهِ، أن كان ابنَ عمَّتِك؟ فتلَوَّن وجهه ثم قال: “اسقِ يا زبَير، ثم احبِسِ الماءَ حتى يَرجِعَ إلى الجَدرِ، ثم أرسِلِ الماءَ إلى جارِك”. واستَوعى النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حقَّه في صريحِ الحكمِ، حين أحفَظَه الأنصاريّ، كان أشار عليهما بأمرٍ لهما فيه سَعَةٌ، قال الزّبَير: فما أحسِب هذه الآياتِ إلا نزَلَتْ في ذلك: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يؤْمِنونَ حَتَّى يحَكِّموكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهم}. وفيهما من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قسَم النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قِسمَةً كبعضِ ما كان يقسِم، فقال رجلٌ من الأنصارِ: واللهِ إنها لقِسمَةٌ ما أريدَ بها وجه اللهِ، قلت: أمَا لأقولَنَّ للنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فأتيته وهو في أصحابِهِ فسارَرْته، فشَقَّ ذلك على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وتغيَّرَ وجهه وغضِب، حتى ودِدْت أني لم أكن أخبرته، ثم قال: “قد أوذِيَ موسى بأكثرَ من ذلك فصبَر”، فإذا كان هذا حال بعض الناس مع أعدل الناس وأتقاهم وأخشاهم لله، فما ظنكم بحالهم مع من هو دونه؟”. و قال الكلباني إن”هؤلاء المدّعون للإصلاح المنادون بالثورات، المثيرون للضجيج، النائحون على الحرية والديمقراطية، المتباكون على جدار الكبت والظلم والديكتاتورية الموجهون سهامهم إلى نحر هذه البلاد المباركة الطيبة، نقول لهم: موتوا بغيظكم، فلن تنالوا ما تريدون، وستبقى هذه البلاد بحكامها وعلمائها، وشعبها غصة في حلق المبغضين، وشوكة في يد المعاندين، ولنصبرن على ما آذيتمونا، وعلى الله فليتوكل المتوكلون، والعاقبة للمتقين”.
مشاركة :