استخلص تحليل شامل نُشر أخيراً أن مكملات أحماض أوميغا 3 تحدّ من أعراض القلق في حالة البعض. يظهر القلق وحده أحياناً كاضطراب قلق أو كجزء من اضطراب عقلي آخر مثل الكآبة. بدورها تعمل التدخلات الدوائية، مثل مثبطات استرداد السيروتونين، على الحد منه. لكن المرضى يخشون غالباً الاعتماد على هذه الأدوية وتأثيراتها الجانبية. تشمل الخيارات الأخرى علاجات الكلام، إلا أنها تتطلب كثيراً من الوقت وقد تكون مكلفة. لذلك فإن التوصل إلى طريقة آمنة قليلة الكلفة لضبط القلق يعود بفائدة كبرى على ملايين الناس. تتوافر أحماض أوميغا 3 الدهنية غير المشبعة المتعددة في زيت السمك. وبمرور السنوات، عزا الباحثون مجموعة واسعة من الفوائد الصحية إليها، مع أنها لا تحظى كلها بدعم الأدلة العلمية. في الأعوام الأخيرة، اختبر بعض العلماء قدرة أحماض أوميغا 3 على الإسهام في علاج الحالات النفسية، من بينها اضطرابات المزاج والقلق. أظهرت الدراسات التي تناولت تأثيرات أحماض أوميغا 3 الدهنية غير المشبعة المتعددة المضادة للقلق في نماذج حيوانية بعض النجاح. على سبيل المثال، اكتشفت دراسة أُجريت على الفئران أن النظام الغذائي الغني بنوع من أحماض أوميغا 3 الدهنية غير المشبعة المتعددة يُدعى حمض الإيكوسابنتاينويك يحدّ من السلوك الشبيه بالقلق. أما في حالة البشر، فتسلط الأبحاث الضوء على علاقة بين معدلات أحماض أوميغا 3 الدهنية غير المشبعة المتعددة والقلق. على سبيل المثال، كشفت إحدى الدراسات أن مرضى اضطرابات القلق يحملون معدلات متدنية من أحماض أوميغا 3 الدهنية غير المشبعة المتعددة في دمهم. كذلك كشف بحث آخر أنها تحدّ من الالتهاب والقلق لدى طلاب الطب في أوقات الامتحانات. مراجعة منهجية لكن هاتين الدراستين وغيرهما من دراسات تُعتبر محدودة بسبب صغر حجمها. وبغية تصحيح هذا الوضع، أجرى باحثون أخيراً أول مراجعة منهجية لهذا الموضوع. يوضحون هدفهم: «تفحصنا تأثيرات أحماض أوميغا 3 الدهنية غير المشبعة المتعددة المضادة للقلق في حالة مشاركين يعانون أعراضاً مرتفعة في نتائج تجارب سريرية، ذلك بغية تحديد فاعليتها بغض النظر عن التشخيص». اعتمد الباحثون على بيانات من 19 تجربة سريرية ضمَّت 1203 مشاركين. بعد التحليل، دعمت الاكتشافات التي توصلوا إليها نظريتهم الأولية. صحيح أن الدراسات اختلفت كثيراً في نوع المشاركين فيها وطرائق قياس القلق، إلا أن الباحثين لاحظوا تراجعاً في الأخير في المجموعات التي عولجت بأحماض أوميغا 3، مقارنةً بالمجموعات التي تناولت العلاج الوهمي. برهن معظم الدراسات التأثيرات الإيجابية لأحماض أوميغا 3 الدهنية غير المشبعة المتعددة في القلق، مع أن حجم عدد منها لم يُعتبر مهماً. ولكن عندما ضُمت البيانات معاً، صارت التأثيرات المجموعة معاً مهمةً إحصائياً. يذكر الباحثون: «تشير هذه المراجعة إلى أن أحماض أوميغا 3 الدهنية غير المشبعة المتعددة قد تسهم في الحد من أعراض القلق السريري. لكننا نحتاج إلى مزيد من الدراسات المصممة بإتقان بغية تفحص المجموعات التي يشكل القلق عارضها الرئيس». من اللافت أن تأثيرات أحماض أوميغا 3 الإيجابية بدت بارزة، خصوصاً في حالة مَن شخّص الأطباء سريرياً إصابتهم بحالات نفسية. ولكن قبل البدء بتناولها بكثرة، يشير الباحثون إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسات الواسعة النطاق. أما السؤال الآخر الذي يبقى من دون جواب: كيف تؤدي هذه الأحماض الدهنية تحديداً إلى هذه التأثيرات الإيجابية؟ تتوافر أحماض أوميغا 3 في أغشية الدماغ. وكما يشير معدو الدراسة، قد «تتدخل وربما تتحكم في عدد من العمليات العصبية-البيولوجية، من بينها أنظمة النواقل العصبية، واللدونة العصبية، والالتهاب». يسهم هذا الأمر في توضيح تأثيرها في الأعراض النفسية. لكننا نحتاج إلى كثير من الأبحاث الإضافية بغية تحديد الآليات المحددة المعنية. في المقابل، يُقر معدو الدراسة بوضوح إلى أن لتحليلهم هذا بعض الحدود، خصوصاً صغر حجم العينة نسبياً. لذلك يشددون على ضرورة «عدم استنتاج الخلاصات من هذه الدراسة من دون تأملها بعناية». لا شك في أن أبحاثاً كثيرة ستلي هذه الدراسة. وإذا تبين أن تدخلاً بسيطاً مثل مكملات أوميغا 3 قد يحد من معدلات القلق، فلا شك في أنه سيخفف من معاناة عدد كبير من الناس. الحاجة إلى مزيد من الأبحاث تتوافر أحماض أوميغا-3 في أغشية الدماغ. وكما يشير معدو الدراسة، قد «تتدخل وربما تتحكم في عدد من العمليات العصبية-البيولوجية، من بينها أنظمة النواقل العصبية، واللدونة العصبية، والالتهاب». يسهم هذا الأمر في توضيح تأثيرها في الأعراض النفسية. لكننا نحتاج إلى كثير من الأبحاث الإضافية بغية تحديد الآليات المحددة المعنية. في المقابل، يُقر معدو الدراسة بوضوح إلى أن لتحليلهم هذا بعض الحدود، خصوصاً صغر حجم العينة نسبياً. لذلك يشددون على ضرورة «عدم استنتاج الخلاصات من هذه الدراسة من دون تأملها بعناية». لا شك في أن أبحاثاً كثيرة ستلي هذه الدراسة. وإذا تبين أن تدخلاً بسيطاً مثل مكملات أوميغا-3 قد يحد من معدلات القلق، فلا شك في أنه سيخفف من معاناة عدد كبير من الناس