يتأهب نادي برشلونة متصدر الدوري الاسباني اليوم الأحد لمقارعة كبير اسبانيا وأوروبا نادي ريال مدريد في المباراة رقم «239» بين الفريقين في إحدى أكبر المواجهات العالمية وأكثرها إثارة ومتعة وندية والتي باتت تعرف في السنوات الأخيرة بما يسمى «كلاسيكو الأرض» لما لهذه المباراة من خصوصية تاريخية ورياضية وسياسية للإسبانيين عامة. وربما تشهد هذه المباراة نهاية عهد ميسي/ رونالدو في مباريات الكلاسيكو إذ سيغيب البرغوث الأرجنتيني ليو عن فريقه برشلونة لكسر تعرض له في ذراع يده اليمنى، أما الدون كريس فقد انتقل الى يوفنتوس ما يعني أنه لن يتواجد في أكبر مباريات الدوري الأسباني مرة أخرى. وظهر الملكي المدريدي بشكل بائس في الأسابيع الأخيرة – أربع هزائم في آخر ست مباريات – كادت أن تكلف الأسباني جوليان لوبيتيغوي مهمه كمدير فني للفريق لولا الفوز المتواضع على فيكتوريا بلزن في منافسات دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي. أما برشلونة الذي يبدو منتشيا بصدارته لليغا وكذلك ظهوره بشكل أكثر من رائع أمام إنتر ميلان في التشامبيونزليغ الأربعاء الماضي فيحاول تكرار تجربته الجميلة لمعرفة إمكانيات الفريق ككل واللاعبين خاصة دون وجود قائد الفريق الأول «معنويا» ممثل بميسي اللاعب الأفضل في تاريخ اللعبة حسب ما يصفنه الكثيرون من النقاد والمحللين الرياضيين. وعاش الميرينغي في السنوات الثلاث الماضية إحدى أجمل فتراته بعد أن توج رفقة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان بلقب دوري أبطال أوروبا لثلاث مرات كما أنه خسر آلته التهديفية الممثلة بكريستيانو رونالدو ( سجل 451 في آخر تسعة مواسم) ما جعل الضغوط تنهال على لوبيتيغوي في إيجاد تشكيلة أكثر تجانسا وتماسكا بدون رونالدو في ظل امتلاكه عدد من اللاعبين العالميين أمثال كريم بنزيما، غاريث بيل أحد أغلى اللاعبين في العالم وكذلك الشاب الصاعد ماركو أسنسيو الذي تعول عليه الجماهير المدريدية كثيرا في أن يكون نجم الفريق الأول خلال السنوات القادمة. ومن المحتمل أن يخسر لوبيتيغي مهمته كمدرب للفريق الأول في العالم إن فشل في تحقيق الفوز على الكتالونيين ما قد يجعلنا نتوقع أن مصيره سيكون كمصير المدرب السابق رافا بينيتيز قبل ثلاث سنوات، أما في حال الفوز فربما تكون هذه بداية التحول للمدريديين وتحسن المستوى نحو الأفضل. وتلقى ريال مدريد أخبارا سارة بإمكانية مشاركة فينيسيوس جونيورز الذي تم تعديل أوضاعه بعد أن تم إيقاف تعليقه ليكون متاحا للمشاركة ضد البلوغرانا اليوم الأحد، وذلك بعد أن طرد في مباراة فريقه ريال مدريد «ب» نهاية الأسبوع الماضي في دوري الدرجة الثانية. ويطمح النادي الكتالوني لتأكيد صدارته لليغا وتربعه على عرش الكرة الاسبانية وإثبات أحقيته بذلك بعد أن يتمكن من الإطاحة بغريمه الأزلي ومنافسه التاريخي ريال مدريد. وسيفقد برشلونة خدمات الأسطورة ليونيل ميسي في هذا الكلاسيكو للمرة الاولى منذ ما يربو على العشرة مواسم، ما يعني أن هذه المواجهة ستفقد إحدى أهم أيقوناتها في العقد الأخيرة رفقة رونالدو طبعا. ويبدو أن الفريق يعيش حالة من الاستقرار والثقة العالية بالنفس بعد أن قدموا أداء جيدا دون مشاركة ليو معهم في آخر مباراة لهم نهاية الأسبوع الماضي أمام إنتر ميلان. ولخص عدد من الصحفيين والنقاد الرياضيين في إسبانيا مشكلة النادي الملكي بعدم تسجيل المزيد من الأهداف لسبب بسيط وواضح وهو أن رونالدو كان الهداف الرئيسي للفريق، ومن الطبيعي أن تتراجع قوى الفريق الهجومية بعد رحيله خاصة، وأن رئيس النادي فلورنتينو بيريز لم يتعاقد مع لاعب هداف داخل الصندوق من أمثال روبرت ليفاندوفسكي نجم بايرن ميونخ أو ماورو إيكاردي هداف إنتر ميلان، بل اكتفى باستعادة لاعب أكاديمية ريال مدريد سابقا ماريانو من ليون الفرنسي. وانتقدت جماهير الملكي سياسية بيريز القائمة على الاحتفاظ بالمال وتخزينه في سبيل تجديد ملعب الفريق «سانتياغو برنابيو» بدلا من إنفاقه لشراء بعض اللاعبين الكبار وهو السبب الذي رجحه الكثيرون لاستقالة زيدان من تدريب الفريق خصوصا وأن طلباته في استثمار اللاعبين لم يتم الاستجابة لها. ولا تتوقف الانتقادات عن مدريد فحسب، بل ان برشلونة ظهر في أكثر فترات هذا الموسم بشكل متذبذب ولا يرتقي للتطلعات التي ينظر اليها لفريق هيمن وسيطرة على الكرة الأوروبية والإسبانية بشكل مطلق في العقد الأخير. وكان ميسي المنقذ – الدائم والأول – للمدرب إرنستو فالفيردي الذي طالبت أعداد من جماهير النادي الكتالوني إقالته في الأسابيع الأخيرة وسيعيش البلوغرانا في هذه المباراة اختبارا حقيقيا من دونه رغم نجاحهم في الاختبار الأول ضد إنتر ميلان. ويعاني برشلونة من نقطة ضعف قد تكون قاتلة لو استطاع مهاجمو ريال مدريد استغلالها وهي الهفوات الدفاعية التي عانى منها الفريق هذا الموسم وسببت له العديد من الأزمات. ويملك المدريديون لاعبين بجودة عالية سيشكلون خطرا كبيرا على المرمى الكتالوني إن كانوا في يومهم وقمة مستواهم، لكن يبقى لبرشلونة بمقارنة مستوى الفريقين هذا الموسم الأفضلية النسبية في تحقيق الفوز. تاريخيا تواجه الفريقان في الليغا بـ 177 مباراة، فاز ريال مدريد في 72 منها وتفوق برشلونة في 70 أخرى وحصل التعادل 35 مرة، وفي مجموع المواجهات التاريخية بين الفريقين 239 مباراة أيضا هناك أفضلية مدريدية بـ 95 انتصار و93 هزيمة مقابل 50 تعادلا.
مشاركة :