يواجه الأطباء صعوبة بالغة في معالجة بعض أنواع السرطان، ويحاولون قدر الإمكان مكافحة المرض وتخفيف أعراضة بالأدوية التقليدية، ومن هذه الأنواع المايلوما المتعددة التي تعتبر من أخطر أمراض سرطان الدم، ولكن دراسة حديثة اكتشفت وجود بروتين له دور في نمو الخلايا السرطانية لهذا المرض، وفي حالة استهداف هذا البروتين فسيصبح من الطرق العلاجية الفعالة لهذا السرطان.وتنمو خلايا المناعة في النخاع العظمي بصورة لا يمكن السيطرة عليها في مرض المايلوما المتعددة، مما حفز العلماء للبحث عن تطوير طرق علاج جديدة، وركزوا في الدراسة الحالية على بيانات أدق عن التغييرات الجينية التي تسبب هذا المرض.ونجح الباحثون منذ فترة، في التوصل إلى وجود آلية غير معروفة تسبب المرض، ولها ارتباط بتغير كيميائي غير طبيعي يحدث في بروتينات مرتبطة بالحمض النووي، وتسمى هذه البروتينات بالهستونات، ووظيفتها تنظيم طريقة التعبير الجيني.وسعى الباحثون في الدراسة الحالية لكشف معلومات أكبر عن بروتين جديد، هو المسبب للتغيرات الكيميائية التي تحدث للهستونات، وفي حالة علاج المصاب من خلال تثبيط هذا البروتين، فسيتم تحجيم انتشار الخلايا السرطانية بصورة جيدة.ودرس البحث نشاط أعداد كثيرة من الجينات الموجودة في خلايا هذه الأورام، والتي تم علاجها بمثبطات البروتين، وتبين وجود نشاط أقل في 4 من جينات الورم الأساسية، مما يدل على أن تثبيط البروتين أسلوب فعال في علاج المايلوما المتعددة.واكتشف الباحثون أن هناك آلية أخرى تحدث عند تثبيط هذا البروتين، وهي ارتفاع النشاط الجيني، نتيجة تناقص معدلات التغير الكيميائي، حيث زاد التعبير على نشاط بعض عوامل الجينات التي تسمى الرنا الميكروية، ويرجح الباحثون أن هذه العوامل هي المتحكمة في جينات الورم.ويؤدي تثبيط البروتين إلى تناقص التغيرات الكيميائية في الهستونات، وزيادة تعبير جينات الرنا الميكروية، مما يفتح الطريق لإنتاج المزيد من الرنا الميكروية، ومن ثم انخفاض نشاط الجينات التي تساعد على نمو خلايا الورم.
مشاركة :