أثبت قطاع الفضاء الوطني ريادته الإقليمية والعالمية من خلال مجموعة من الإنجازات المتوالية لبرنامج الإمارات الفضائي، أبرزها خلال العام الجاري بالإعلان عن أول رائدي فضاء إماراتيين، واعتماد مجلس الوزراء أول قانون فضاء في الشرق الأوسط، إضافة إلى الإعلان المرتقب عن استراتيجية الاستثمار في القطاع، وهي جميعها منجزات برهنت على قدرة الكفاءات المواطنة على الإنجاز والعطاء. وشهد القطاع محطات رئيسة عدة بعد الإعلان عن تأسيس وكالة الإمارات للفضاء، وإطلاق مركز محمد بن راشد للفضاء خلال عامي 2014 و2015، حيث تم الإعلان عن إطلاق مسمى «مسبار الأمل» على مسبار دولة الإمارات للمريخ، بينما اعتمد مجلس الوزراء السياسة الوطنية لقطاع الفضاء التي تحدد أولويات القطاع ورؤية الدولة تجاهه. وخلال العامين الماضيين، شهد قطاع الفضاء تطوراً متسارعاً ملحوظاً، حيث تم الكشف عن مشروع المريخ 2117، ومدينة المريخ في دبي التي ستشكل أكبر مدينة فضائية يتم بناؤها على الأرض، ونموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ، بينما أعلنت الدولة نهاية العام الماضي إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء. ويشكل العام الجاري، عاماً متميزاً لقطاع الفضاء، حيث تم اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين، كما أقر مجلس الوزراء أول قانون فضاء لتنظيم الأنشطة الفضائية، بينما يعد إطلاق القمر «خليفة سات» تتويجاً للجهود التي بذلتها الدولة بهدف الاستثمار في كوادر الوطن من المهندسين الشباب. وأكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن برنامج الإمارات الفضائي يعيش أياماً استثنائية بفضل الدعم اللامحدود من قبل القيادة الرشيدة ومتابعتها الحثيثة المتواصلة نحو تحقيق مختلف الأهداف الاستراتيجية للبرنامج، واهتمامها بدعم قطاع الفضاء ومختلف الجوانب المتعلقة به. وأضاف في حوار مع «الاتحاد»: أن برنامج الإمارات الفضائي، شهد خلال العام الجاري إنجازات متواصلة ومتسارعة، مثلت دليلاً على ريادة دولة الإمارات إقليمياً في القطاع، حيث تم خلال العام 2018 الإعلان عن أول رائدي فضاء إماراتيين من مخرجات برنامج الإمارات لرواد الفضاء، كما تم اعتماد أول قانون للفضاء، والذي يعد من أوائل قوانين الفضاء دولياً، إضافة إلى قرب الإعلان عن استراتيجية الاستثمار في قطاع الفضاء ومواصلة مختلف المشاريع. وتابع: إن مكونات برنامج الإمارات الفضائي تعمل على تعزيز مساهمة الفضاء في قطاع الاقتصاد الوطني، إضافة إلى الاستفادة من هذه البرامج في إلهام شباب الوطن من أجيال المستقبل للانخراط في مجالات العلوم، حيث تمثل فكرة الفضاء حافزاً ملهماً لهم لتلقي المعارف التي من شأنها توسيع آفاق فكرهم، ذلك أن الفضاء يعد متصلاً بعدد من المجالات الأخرى، ووجود عدد كبير من الكوادر الوطنية في المجالات العلمية له بالغ الأثر على مستقبل الإمارات المشرق. ولفت إلى أن وكالة الإمارات للفضاء تفتخر بكوادرها الوطنية من شبابها الذين يعملون في العديد من المشاريع الفضائية الجارية حالياً، حيث ينفذون مهامهم بكل كفاءة واقتدار، عبر مشاركتهم الفاعلة في مختلف المؤتمرات والملتقيات العلمية، واستعراضهم لأوراقهم العلمية وأبحاثهم، وحرصهم على تلقي الخبرة من كبار المتخصصين والرواد في كبرى وكالات الفضاء العالمية، حيث برهنوا على أن شباب الإمارات يسيرون بخطى واثقة نحو أعلى المراكز في ميادين التنافسية المعرفية. رواد الفضاء وحول برنامج الإمارات لرواد الفضاء، أحد مكونات برنامج الإمارات الفضائي، أشاد الأحبابي بجهود مركز محمد بن راشد للفضاء عبر تنظيمه برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وعمله المتواصل عبر الإشراف المباشر في مختلف مراحل اختيار رواد الفضاء، انطلاقاً من دوره الريادي في قطاع الفضاء بالدولة. وأوضح أن اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين خلال العام الجاري، ومشاركة أول رائد فضاء إماراتي في محطة الفضاء الدولية خلال أبريل من العام المقبل، يعد انعكاساً للجهود المتواصلة التي بذلتها الجهات المعنية، من تأسيس مكونات البرنامج الفضائي الذي تعيشه دولة الإمارات، حيث أصبحنا اليوم من الدول القلائل التي لديها برنامج فضائي مستدام، يهدف إلى تحقيق الاستفادة القصوى من مجالات الفضاء كافة. التعاون الدولي وحول محور الاتفاقيات الدولية، أكد مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن الوكالة تعمل على توسيع اتفاقياتها الدولية، وعملها المشترك مع مختلف وكالات الفضاء الدولية بهدف نقل التجارب وتبادل الخبرة، وتحقيق الاستفادة منها على الصعيد التعليمي والمعرفي، حيث تشارك الوكالة في مختلف المؤتمرات والمواثيق الفضائية. وبين أن الوكالة وقعت خلال الشهر الجاري، اتفاقية مع وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، وذلك لتحديد أطر التعاون بين الجانبين في مجال استكشاف الفضاء ورحلات الفضاء المأهولة، وذلك على هامش فعاليات المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية الذي أقيم مطلع الشهر الجاري بمدينة «بريمن» الألمانية. ولفت إلى أن الاتفاقية توضح أطر التعاون بين الجانبين في مجال البحوث المتعلقة بالبعثات شبه المدارية، والمدار الأرضي المنخفض، والبعثات الاستكشافية المأهولة حول محيط وسطح القمر وما بعده، وتدريب رواد الفضاء الإماراتيين من قبل المتخصصين والخبراء في «ناسا»، وبحث فرص استخدام دولة الإمارات للمرافق المتقدمة على متن محطة الفضاء الدولية، ومساهمة الدولة في مشاريع استكشاف القمر. وأشار إلى أن مذكرات التفاهم التي وقعتها الوكالة منذ تأسيسها، تشمل مختلف نواحي الاستكشاف السلمي للفضاء الخارجي، إلى جانب التعاون المشترك في مجال السياسات، والتشريعات الفضائية، وعلوم الفضاء، والتكنولوجيا، والتطبيقات، وتطوير الكوادر البشرية، وتبادل الخبرات، والدراسات، والاستفادة من الإمكانات الفنية. وأوضح رغبة الوكالة في التعاون مع أبرز الجهات، والوكالات الفضائية العالمية التي تملك برامج فضائية متطورة، وذلك تحقيقاً لمستهدفاتها الاستراتيجية المتمثلة في بناء، وتطوير شراكات عالمية تسهم في دعم برامج، ومبادرات القطاع الفضائي الوطني المختلفة، خاصة في مجال استكشاف الفضاء، وتدريب، وتأهيل الكوادر المتخصصة. عضويات جديدة وبين الأحبابي أن الوكالة حصلت قبل أيام بشكل رسمي على عضوية لجنة أقمار مراقبة الأرض، والتي ستعمل من خلالها إلى جانب الأعضاء من الوكالات الفضائية العالمية على ضمان استدامة الأنشطة المختلفة ودعم لجان العمل الفرعية التابعة لها، كما فازت الدولة بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية، بعد تصويت أعضاء الاتحاد خلال الاجتماع السنوي الذي عقد في إطار فعاليات المؤتمر الدولي للملاحة الفضائية. ولفت إلى أن الدولة فازت أيضاً بعضوية المجلس الأعلى للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، تأكيداً للمكانة المتميزة التي وصلت إليها، وحجم القطاع الفضائي الوطني، ومختلف المشاريع والمهام الفضائية التي تعمل عليها، ووجود خطط تطوير الكفاءات والقدرات التي وضعتها. وبين أن العام الجاري، شهد الاجتماع الدوري الثالث للجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، حيث استعرضت آليات وسبل تعزيز الاستثمارات في مختلف نواحي قطاع الفضاء، من خلال عدد من الخطط والبرامج، قبل مشاركة أعضاء اللجنة أفضل الممارسات العالمية السابقة في هذا الإطار، وجدوى الاستثمار في قطاع منصات الإطلاق، وما الذي يميز الدولة في هذا المجال التنافسي. وذكر أن الوكالة استضافت أيضاً الاجتماع العربي التنسيقي الثاني الخاص بالتعاون في مجال الأنشطة الفضائية، بهدف التنسيق وإيجاد آليات لتعزيز المبادرات العربية الموحدة في القطاع، حيث تسعى الوكالة إلى توحيد القدرات العربية في مجالات الفضاء المتنوعة، بما يؤدي إلى تطور مستوى القطاع الفضائي على مستوى المنطقة. قانون الفضاء وحول اعتماد مجلس الوزراء لقانون الفضاء، أشاد الأحبابي باعتماد المجلس للقانون، حيث يعد إنجازاً تاريخياً، يجسد اهتمام القيادة الرشيدة بالقطاع الفضائي، وإدراكها أهمية وجود إطار قانوني وتشريعي يسهم في الارتقاء بالقطاع وإمكانياته في المستقبل. ولفت إلى أن القانون يتضمن تنظيم عملية الأنشطة الفضائية، والتسجيل، والدخول للشركات، مما من شأنه أن يقوم بحماية حقوق مختلف الشركات المحلية أو الأجنبية، كما أنه يساهم في تشجيع الاستثمار في القطاع الفضائي، وتوفير البيئة المثلى لمختلف الجهات للمشاركة عبر دعم القطاع بالمبادرات، والأنشطة المحفزة. وأوضح أن القانون يعزز البرامج الفضائية بوجود التشريعات الواضحة، والدعم الحكومي المستمر من أعلى المستويات، والرؤى الواضحة المشجعة في هذا المجال. إضافة إلى تحديد التزام كل جهة، حيث يسهل على مختلف الجهات العمل في القطاع، وآلية المشاركة، والتفاعل في القطاع الفضائي، مما له مردود إيجابي على الدولة مستقبلاً. وأشاد الأحبابي بجهود مركز محمد بن راشد للفضاء، ودوره الفاعل ضمن منظومة العمل في قطاع الفضاء بدولة الإمارات، عبر إشرافه على برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وعمل مهندسي المركز من كوادر الوطن على مشروع «خليفة سات»، إضافة إلى المشاريع المستقبلية الفضائية المقبلة، مؤكداً أن المركز يعد وجهاً مشرفاً وحضارياً لدولة الإمارات في المحافل العلمية، عبر جهوده المترسخة في مختلف الميادين العالمية. وأشار إلى أن نجاح المركز في إنجاز الأهداف الاستراتيجية لقطاع الفضاء الوطني، يؤكد مستوى الاهتمام المبذول من قبل العاملين بالمركز، وامتلاكهم لروح التنافسية الإيجابية التي دفعت بدولة الإمارات لأن تكون نموذجاً ملهماً لدول المنطقة، حيث يحظى المركز بمكانة دولية رفيعة، انطلاقاً من دوره المهم في تمكين قطاع الفضاء الإماراتي. وثمن الأحبابي دور شركة الياه سات والثريا ضمن منظومة قطاع الفضاء الوطني لدولة الإمارات، حيث تم مطلع العام الجاري إطلاق القمر الصناعي الياه 3، حيث ساهمت الكوادر الوطنية من خلال مثابرتهم ومساهمتهم الفاعلة، بإنجاح مهمة القمر الصناعي. واختتم الأحبابي حديثه عن برنامج الإمارات الفضائي، بالتأكيد على أن وكالة الإمارات للفضاء وبالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية، تواصل دورها الفاعل في تحقيق المستهدفات الاستراتيجية لبرنامج الإمارات للفضاء، متوقعاً أن تشهد الأعوام المقبلة المزيد من الإنجازات في المسار المشرق للبرنامج. توقعات المستقبل المشرق من ناحيته، أشاد الدكتور محمد الجنيبي، المدير التنفيذي لقطاع الفضاء في وكالة الإمارات للفضاء، بالإنجازات المتوالية لقطاع الفضاء الوطني، عبر مختلف المشاريع التي أنجزتها وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء والجهات المعنية بالقطاع، حيث جاءت هذه الإنجازات تأكيداً على مدى الاهتمام الذي يحظى به القطاع لدى القيادة الرشيدة. وأضاف الجنيبي لـ«الاتحاد» أن مستقبل قطاع الفضاء في الإمارات يعد مستقبلاً مشرقاً بفضل اهتمام القيادة الرشيدة، حيث تستلهم الوكالة من كلمات القادة معاني الإخلاص في العمل والإتقان في إنجاز المهام، والمواصلة بالإيجابية والتفاؤل، والمضي قدماً إلى أفضل المراكز في سباقات المعرفة، حيث احتفينا خلال العام الجاري بعدد من أهم المحاور الداعمة للقطاع، وسنحتفل مستقبلاً بالمزيد، بوجود الهمة والإرادة لتحقيق أفضل المراكز فضائياً. وأضاف: إن قطاع الفضاء الوطني يشهد تطوراً في مختلف الجوانب، ونعتز في وكالة الإمارات للفضاء بدورنا الداعم لمختلف المشاريع والمهام الفضائية، عبر المشاركة وتمثيل الدولة في مختلف الأنشطة الدولية ذات العلاقة بالقطاع، إضافة إلى بحث التعاون المشترك مع العديد من وكالات الفضاء الدولية لتحقيق الاستفادة المثلى. وأكد أن الوكالة تعمل ضمن استراتيجيتها على تعزيز استقطاب الطلبة اتجاه علوم الفضاء من خلال استضافة رواد الفضاء، وتنظيم زيارات ميدانية للمدارس ومحاضرات تثقيفية لعدد منهم في الدولة، للتحاور معهم مباشرة حول أهمية الالتحاق وتلقي العلوم، وأهمية أن يكون الشخص متسلحاً بالعلم والمعرفة في دروب التميز، حيث استضافت الوكالة مؤخراً رائد الفضاء مايكل لوبيز الغريا، وآخرين خلال العام الجاري. وأشار إلى أن الانطباعات ومخرجات هذه الندوات والزيارات، أدت إلى تعزيز توجه الطلبة نحو بذل المزيد من الجهود طلباً للتعلم، وهو ما التمسناه في قطاع الفضاء عبر ما أظهره الطلبة من رغبة كبيرة في التعرف على اختصاصات وكالة الإمارات للفضاء ودورها الداعم وما تقوم به، وأثر الفضاء على دولة الإمارات واقتصادها الوطني وجوانبها المعرفية. ولفت إلى أن الوكالة فاعلة أيضاً في تقديم الأبحاث العلمية من خلال مهندسي وكالة الإمارات للفضاء الذين يشاركون بعروضهم التقديمية ورسائلهم العلمية وتجاربهم المعرفية في مختلف الفعاليات المحلية والدولية، حيث يستحوذ الفضاء اليوم على النصيب الأكبر من المناقشات الدولية، نظراً لآثاره البالغة الإيجابية التي التمسها العالم عبر التوصل للعديد من الحلول التقنية والتكنولوجيا، إضافة إلى تجاوز التحديات التي نعايشها انطلاقاً من أفكار نفذت لأجل مشاريع الفضاء. وبين أن الوكالة حصدت خلال العام الجاري، وضمن مشاركتها في وفود دولة الإمارات للمؤتمرات إشادة دولية من قبل كبار قادة وخبراء قطاع الفضاء، الذين أثنوا على ما استطاعت الإمارات الوصول إليه من مكانة دولية رفيعة المستوى وترسيخها لهذه المكانة وحرصها على الاستمرارية بتواجدها المستمر، وهو ما يمثل حافزاً كبيراً لكافة العاملين بالفضاء للمواصلة والاستمرارية. وتوقع الجنيبي أن يشهد قطاع الفضاء الوطني ارتفاعاً متزايداً للكوادر الوطنية الشابة الملتحقة بالقطاع خلال السنوات المقبلة، إضافة إلى تعزيز حصة الاستفادة الاقتصادية من قطاع الفضاء، عبر مختلف البرامج والدراسات وورش العمل التي تهدف إلى التوصل لأفضل الأفكار ليتم تنفيذها لتحقيق أفضل النتائج المثمرة، التي تسهم في كتابة فصل جديد من فصول النجاح لعصر الإمارات الفضائي. مشاريع أقمار جديدة من جهته، أكد خالد الهاشمي مدير إدارة المهمات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء، أن إنجاز دولة الإمارات للمشاريع الفضائية يأتي تأكيداً على تنفيذ برنامج الإمارات الفضائي، وفقاً للأوقات المستهدفة وضمن خطط العمل الاستراتيجية، وما حققه البرنامج من منجزات خلال فترة وجيزة من الزمن. وأشار إلى أن المهمات الفضائية تلعب دوراً مهماً في مختلف المجالات والقطاعات بما تحتويه من مخرجات تستفيد منها البشرية، لافتاً إلى أن نجاح برنامج الفضاء الإماراتي يمثل دعماً رئيسياً لمزيد من النجاحات في مختلف المشاريع المقبلة. ولفت إلى أن الوكالة تعمل بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء في الإشراف على مشروع «مسبار الأمل»، حيث تتواصل المراحل التنفيذية المختلفة خلال العامين المقبلين، وصولاً إلى يوم الإطلاق، تأكيداً على نهج الإمارات المستدام في قطاع المهام الفضائية من خلال تعدد المهام والأهداف والنتائج المستخلصة والآثار المتوقعة منها في مختلف الجوانب. وأضاف: إن إدارة المهمات الفضائية تعمل على إطلاق مختلف المبادرات التي تهدف لترسيخ ثقافة الابتكار لدى الطلبة، وإتاحة الفرصة أمامهم لاكتشاف مواهبهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، حيث يعتبر تشجيع الطلبة على دخول القطاعات العلمية من الأهداف الاستراتيجية للوكالة. وتابع: إن مختلف البرامج الخاصة بتطوير الجوانب المعرفية للطلاب، تتماشى مع الجهود الرامية لتحقيق رؤية الإمارات 2021 في تطوير الكفاءات المواطنة التي ستقود مرحلة التحول للاقتصاد المعرفي، بالإضافة إلى بناء جيل المستقبل من المهارات الإماراتية القادرة على قيادة القطاع الفضائي والقطاعات التكنولوجية المصاحبة له. وبين أنه يتم حالياً دعم وتنفيذ عدد من مشاريع البحث العلمي في جامعة خليفة والشارقة والإمارات، إضافة إلى الجامعة الأميركية في رأس الخيمة ونيويورك أبوظبي وجامعات أخرى للعمل على استكمال العنصر البشري اللازم نحو إجراء التجارب والأبحاث العلمية الفضائية، بهدف إشراك أكبر عدد ممكن من الطلبة في التجارب والمشاريع الفضائية. وذكر الهاشمي أن هذا العام شهد الإعلان عن تصميم وتصنيع قمر اصطناعي مصغر لتحسين جودة المواقع بالتعاون مع المركز الوطني للعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات، بينما تم لإعلان عن القمر «مزن سات» بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأميركية في رأس الخيمة، حيث سيشكل القمر إضافة هامة لمقدرات الدولة الوطنية في مجال الأقمار الاصطناعية، والتي تغطي بعض المجالات من الاستشعار عن بعد لمراقبة الظواهر البيئية للغلاف الجوي والأرض. برامج للطلبة من ناحيتها، أطلقت وكالة الإمارات للفضاء عدداً من البرامج والتحديات التي تستهدف تحفيز الطلبة على الابتكار وتقديم الأفكار من خلال إدارة المهمات الفضائية، بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية بقطاع الفضاء والجامعات في الدولة. ونظمت الوكالة مع جامعة خليفة، وشركة بوينج، مؤخراً مسابقة تحدي القمر الصناعي الإماراتي الصغير، الذي أتاح للطلاب المشاركة في تقديم أفكار عن حمولات علمية، وتقنية سيتم إطلاقها على متن مركبة فضائية مصغرة، حيث شارك في المسابقة 21 فريقاً من 10 جامعات مختلفة. ونجح التحدي في إشراك طلاب الجامعات خاصة في مجالات الهندسة وعلوم المادة والعلوم الفيزيائية، وغيرها من العلوم ذات الصلة، ومنحهم فرصة تطوير التطبيقات التقنية والتجارب العلمية المتعلقة ببيئة الفضاء الخارجي، بما أتاح لهم امتلاك رؤية واضحة عن الأرض والكون وتعزيز الإبداع والتعاون والتفكير النقدي في أوساط المبتكرين الشباب، كما أسهم في تجسير الفجوة بين التطبيقات التقنية، والبيئة الفريدة للفضاء الخارجي، من أجل الارتقاء بالبحوث الهندسية. وأطلقت الوكالة بوابة الابتكار الإلكترونية، والتي تضم عدداً من التحديات العلمية والمعرفية التي تواكب مجال الفضاء والقضايا المتعلقة به بهدف التفاعل مع المجتمعين العلمي والفضائي بالدولة، وتعزيز المقدرات المواطنة وتطويرها، عبر إلهام الشباب الإماراتي لدراسة المواد العلمية، إضافة إلى تطوير مهارات حل المشاكل المعقدة من خلال مهارات التفكير الناقد للطلبة. وتلقت البوابة عبر مختلف التحديات التي أطلقتها الوكالة 105 أفكار من 420 مشاركاً، حيث اشتمل التحدي الأول على مسابقة البالون العالمية، حول تجربة علمية يجرى إطلاقها عبر منطاد مصمم للتحليق على ارتفاعات شاهقة. إشادة دولية من جهته، أشاد مايكل لوبيز الغريا، رائد الفضاء العالمي خلال تواجده في دولة الإمارات مؤخراً، ببرنامج الإمارات الفضاء، مؤكداً أن الإمارات تعد اليوم إحدى الدول الناجحة في قطاع الفضاء عالمياً، عبر مشاركتها الفاعلة في مختلف المؤتمرات والفعاليات والمحافل ذات العلاقة بتنظيم الفضاء، إضافة إلى التواصل المستمر مع كبريات الوكالات العالمية بهدف الاستفادة من الخبرات والبناء على التجارب المختلفة، وصولاً لمختلف أهداف الإمارات في قطاع الفضاء. وأشار إلى أنه لمس مدى الرغبة الكبيرة من قبل طلبة الإمارات للانخراط في مجال الفضاء، من خلال حرصهم على التواجد في الملتقيات الفضائية والمحاضرات التي تختص بالقطاع، مما يثبت اتجاه الإمارات نحو تعزيز مفاهيم القطاع واستقطاب الكوادر الشابة للاتجاه نحو العلوم الداعمة له. ولفت إلى أن برنامج الإمارات الفضائي يعد برنامجاً طموحاً ومتسارعاً عبر الدخول في مجال الأقمار الاصطناعية وتدريب رواد الفضاء والاستثمار الفضائي، والتي أدت جميعها بدولة الإمارات لأن تكون مصدراً ملهماً لدول المنطقة. المساهمة في الاقتصاد الوطني وارتفع إجمالي الاستثمارات الإماراتية في قطاع الفضاء من 20 مليار درهم في العام 2015 ليبلغ أكثر من 22 مليار درهم حتى النصف الأول من العام الحالي وتعد الصناعات الفضائية، خاصة الأقمار الصناعية وخدماتها من أهم المحركات الأساسية لرفع معدل النمو الاقتصادي في الدولة. وحددت وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع الجهات المعنية خلال ورشة أقيمت في العام الجاري مع الجهات المعنية، مزايا برنامج الإمارات الفضائي منها أبرز 7 مزايا، وتشمل دعم سياسة التنويع للموارد الرافدة للاقتصاد الوطني، والتشجيع على الإبداع لتطوير تكنولوجيا جديدة، ودعم بناء صناعات جديدة، وتعزيز القاعدة الصناعية بحيث تكون قادرة على الارتقاء بمستوى عمليات البحث العملي، وبناء كوادر وطنية محترفة في مختلف التخصصات ذات العلاقة بالقطاع، والاستفادة من الصناعات الفضائية وما تقدمه من خدمات، والتي تعد من أهم المحركات الأساسية لرفع معدل النمو الاقتصادي، والاستفادة من النتائج التي سيوفرها البرنامج لمعالجة بعض المشاكل التي تعاني منها البشرية كنقص الغذاء والتلوث والزيادة السكانية، كما تدخل التطبيقات الفضائية في مختلف نواحي الحياة اليومية مثل الاتصالات والملاحة والبث الإعلامي ومراقبة الطقس والكوارث الطبيعية. وأطلقت شركة «الياه سات» المتخصصة في مجال تشغيل الأقمار الصناعية في دولة الإمارات «الياه3» مطلع العام الجاري، وهو القمر الصناعي الثالث في أسطول الشركة. و«الياه 3» هو أول قمر صناعي يعمل بقدرات دفع إلكترونية هجينة، مطور من قبل شركة «أوربيتال إي تي كي»، ويعتمد في تصميمه على منصة جيوستار-3، ويوفر خدمات الاتصالات الفضائية عن طريق نطاق الترددات «Ka » بشكل كامل.
مشاركة :