يستضيف برشلونة غريمه اللدود ريال مدريد غدا في الجولة العاشرة من الليجا على ملعب كامب نو في مواجهة كلاسيكو تحمل نكهة مختلفة يغيب عنها لأول مرة منذ 11 عاما كل من البرتغالي كريستيانو رونالدو بعدما انتقل ليوفنتوس الإيطالي والأرجنتيني ليونيل ميسي بسبب الإصابة. ولا يعد غياب النجمين الأمر الوحيد الذي يكسب هذه المباراة نكهة مختلفة بل عدة نقاط أخرى أبرزها احتلال ريال مدريد للمركز السابع ووجود مستقبل مدربه جولين لوبيتيجي على المحك. تصب كل المعطيات في صالح النادي الكتالوني صاحب الأرض ومتصدر المسابقة لكن الكلاسيكو لا يعترف بالمنطق ولا أي سلسلة نتائج سلبية أو إيجابية وببساطة كل شيء قد يحدث. ما يقوله المنطق في الوقت الحالي هو أن برشلونة- حتى في غياب ميسي- هو المرشح للفوز على ريال مدريد الذي يقدم لعبا فقيرا ويعاني من أجل التهديف ولهذا فإن تحقق النصر الكتالوني سيزداد الجرح الملكي انفتاحا أما لو اكتسى الفوز باللون الأبيض فقد تتلاشى الشكوك أو تتأجل. لكن خير دليل على أن المنطق مجرد عامل ثانوي في مباريات الكلاسيكو هو أن برشلونة حقق خلال العقد الأخير نتائج أفضل من ريال مدريد على ملعب سانتياجو برنابيو في حين أن النادي الملكي حصد نقاطا أكثر من برشلونة على ملعبهم كامب نو. وتعد الإشكالية الرئيسية في قوام الفريق الذي سيدفع به المدرب إرنستو فالفيردي في المباراة هوية اللاعب الذي سيعوض غياب ميسي.. تسير كل المؤشرات، خاصة بعد مباراة إنتر ميلانو في دوري الأبطال نحو أن المدرب سيكرر الدفع بنفس تشكيل المواجهة الأوروبية على أن يعوض رافينيا ميسي. وبدون ميسي في مواجهة إنتر، اعتمد البرسا على انتشار بدني أكبر وتقديم خط الضغط واحتاج لمشاركة أكبر من اللاعبين في صناعة اللاعب كما أن لويس سواريز ورافينيا ألكانتارا ضاعفا من مجهوداتهما. وأمام إنتر تمكن برشلونة من الحفاظ على نظافة شباكه بعد مباريات عدة اهتزت فيها ولعب بثقة كبيرة أمام منافس واسع الحيلة في الهجوم وتألق في المباراة البرازيلي أرثر ميلو القادم من جريميو والذي كان من أفضل اللاعبين أمام إنتر. وإذا لم تحدث مفاجآت سيعود فالفيردي للدفع بنفس التشكيل الذي خاض مواجهة إنتر بوجود بيكيه ولونجليه في قلب الدفاع في ظل إصابة أومتيتي وفيرمايلين على أن يلعب سيرجي روبرتو وجوردي ألبا كظهيرين وبوسكيتس كارتكاز وأمامه راكيتيتش يمينا وأرثر يسارا مع هجوم مكون من رافينيا وفيليبي كوتينيو ولويس سواريز. ومن ضمن الأرقام السلبية لإرنستو فالفيردي هو أنه منذ توليه لقيادة البرسا لم يتمكن من الفوز على ريال مدريد على ملعب كامب نو، أما على صعيد المستجدات بالنسبة للفريقين فإن مواجهة الغد ستكون أول كلاسيكو يشهد استخدام تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR). وتعد مواجهة الغد هي الطلقة الأخيرة الموجودة في خزانة مسدس مدرب الفريق جولين لوبيتيجي، بعدما دعمه اللاعبون وأكدوا ثقتهم فيه رغما عن النتائج السيئة، لكنه في حاجة ماسة لتحقيق نتيجة جيدة وتقديم انطباع مغاير عن الأداء المهترئ الذي ظهر به الفريق منذ بداية الموسم. ومع العقم التهديفي، الذي عاني منه ريال مدريد لمدة ثمان ساعات ودقيقة تظهر أزمة غياب الثقة الناجمة عن النتائج السيئة، إذ أن ريال مدريد نجح في تحقيق نقطة وحيدة من أخر 12 ممكنة.. شهر وستة أيام دون تحقيق انتصار واحد في الليجا. وتمكن ريال مدريد من إنهاء أزمته، أو بالأصح تجميل صورتها، بالفوز على منافس أوروبي صغير هو فيكتوريا بلزن التشيكي (2-1). ربما تكون هذه الخطوة بمثابة محاولة أولى نحو التعافي وقد يظهر أثرها في كامب نو، فإن عاد النادي الملكي من سُباته أمام غريمه الأزلي قد يتغير الوضع كثيرا، خاصة مع الأخذ في الاعتبار بأن الـ"ميرينجي" لم يخسر في زياراته الأربعة الأخيرة لملعب كامب نو. وبناء على فكر اللعب السريع والمرتدات، يظهر اسم الويلزي جاريث بيل الذي تسببت مشكلاته العضلية في انخفاض مستواه ودوره القيادي، لكنه رغم ذلك ما يزال يعد أكبر أمل هجومي للوبيتيجي الذي سيراهن بكل تأكيد على الدفع ببنزيمة زميلا له. ويمكن القول على أي حال إن تشكيل ريال مدريد في المباراة متوقع، باستثناء مركز الظهير الأيمن نتيجة لإصابة داني كارباخال، لكن ربما تميل الكفة للدفع بناتشو بسبب خبرته وإجلاس ألبارو أدريوزولا على الدكة. التشكيل المحتمل: برشلونة: تير شتيجن وسيرجي روبرتو وبيكيه ولينجليه وألبا وبوسكيتس وراكيتيتش وآرثر ورافينيا ولويس وسواريز وكوتينيو. ريال مدريد: كورتوا وناتشو وفاران وسرخيو راموس ومارسيلو وكاسيميرو وكروس ومودريتش وإيسكو وبيل وبنزيمة. الحكم: خوسيه ماريا سانشيز مارتينيز. المصدر: وكالات
مشاركة :