أعلنت دار «سوذبيز» للمزادات في لندن بيع لوحة «مصلين يغادرون المسجد» للفنان السعودي والكاتب القدير عبدالرحمن السليمان، بمبلغ 178.599 دولارا، وذلك من خلال القسم الذي خصصه المزاد «القرن العشرين- الشرق الأوسط»، ويركز على أعمال فناني منطقة الخليج. وتضمن عدداً من الأعمال للفنانين عبدالرحمن السليمان ومنيرة القاضي من السعودية، وحسن شريف ومحمد كاظم من الإمارات. وشارك السليمان بعملين هما: (خروج المصلين من المسجد ومنفذه عام 1981) والآخر هو: (جلسة وقت الضحى وتاريخه 1980)، وعن تفاصيل هذين العملين يقول السليمان: «العملان مرسومان بالألوان الزيتية، ويستعيدان ذاكرة من الحي الذي عشت فيه طفولتي، وهو حي الكوت في الأحساء، «خروج المصلين من المسجد» هي صورة مسجد الحي، ويسمى (المرابده) في تنوع شخوصه، ويتمثل في الصورة عامة الناس صغارا أو كبارا وإمام المسجد وهو يقرأ على صبي وامرأة فقيرة تجلس قريبا من مدخل المسجد، هذه الصورة قد نراها في عدد من الجوامع والمساجد في الأحساء آنذاك»، أما اللوحة الأخرى فهي أيضا استعادة لذاكرة من طفولتي تتمثل أو حاولت فيها رسم والدتي وهي في جلسة شتوية في وقت الضحى وعلى ضوء الشمس تنظف بعض الحبوب». ويضيف السليمان: «الحقيقة كانت اهتماماتي في منتصف السبعينيات إلى عام 1981 نحو الاشتغال على موضوعات من ذاكرتي ولمدينتي الأحساء أستعيد فيها بعض المظاهر والحياة اليومية، وقد استهوتني التكعيبية كمدرسة تحقق هدفي الفني في خلق حيوية وابتكار فني جمالي، أتحرر فيه من قيود المحاكاة والتمثيل، كما كان توجهي حينها مبنيا على قراءاتي واطلاعاتي المبكرة على الفن التكعيبي، الذي ظهر تركيبيا وتحليليا ضمن قراءاتي العامة في الفن. في لوحاتي ميل إلى التحليل والاكتفاء بمجموعة لونية تحقق الفكرة». وعن مشاركته في مزاد سوذبيز وتحقيق القيمة المعلنة للعملين، قال السليمان: «أعتز بهذا الإنجاز الوطني الذي أهديه إلى قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وإلى سمو ولي عهده رعاه الله، وإلى وطني المملكة العربية السعودية الذي قدمني للعالم، وقد كنت واحدا ممن أخلصوا فيه، ولهذا المجال الذي خضته منذ أمسكت بالقلم ثم الألوان رساما في مراحل دراستي الابتدائية فالمتوسطة، واستمراري جادا من خلال مشاركاتي المحلية والعربية والدولية، وتحقيق الجوائز ووصول أعمالي إلى بعض المتاحف والمجموعات الفنية وعروضي الفردية أو الجماعية المختلفة داخل المملكة وخارجها منذ 1971، سعيد بهذا الإنجاز، وهو دلالة على أن الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية بخير، وأن في ساحتنا المحلية فنانين مقتدرين قادرين على تحقيق مزيد من الإنجازات المشرّفة، التي تعكس المستوى الرفيع للفن والفنان السعودي. عبد الرحمن السليمان
مشاركة :