الصين واليابان تبرمان 500 صفقة تجارية بـ 2.6 مليار دولار

  • 10/28/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وقّعت الصين واليابان اتفاقيات أمس بقيمة 2.6 مليار دولار وعززتا التقارب بينهما خلال زيارة نادرة لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى بكين، في وقت يواجه فيه البلدان ضغوطا تجارية متزايدة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. وبحسب "الفرنسية"، يرافق آبي في الزيارة التاريخية وفد يضم نحو ألف ممثل عن شركات يابانية أبرموا 500 اتفاق بقيمة إجمالية بلغت 2.6 مليار دولار، بحسب ما قال لي من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. واستقبل الرئيس الصيني شي جين بينج رئيس الوزراء الياباني بعد أن أجرى الأخير محادثات مع نظيره الصيني لي كه تشيانج. ونقلت وكالة "كيودو" اليابانية عن شي قوله لآبي "إن الصين واليابان يتعين أن تتحركا بالعلاقات صوب اتجاه تاريخي جديد، حيث يتزايد عدم الاستقرار والغموض في أنحاء العالم". وتابع شي أن "الجارتين تتقاسمان مصالح مشتركة وهموما أوسع نطاقا وأكثر تعددية". ونقلت "كيودو" عن آبي "أريد أن أرتقي بالعلاقات بين اليابان والصين إلى عصر جديد.. التحول من المنافسة إلى التعاون. اليابان والصين جارتان وشريكتان. لن نصبح تهديدا لبعضنا البعض". وأضاف لي أن "علاقات البلدين عادت إلى مسار طبيعي، وتريد الصين تطويرا مستقرا للعلاقات على المدى الطويل". وتابع لي "بشكل خاص، فيما يتعلق بتعاوننا الاقتصادي والتجاري، نريد بشكل جدي الارتقاء به إلى مرحلة جديدة". وفي السنوات الأخيرة شهدت العلاقات بين البلدين تحسنا بعد أن تدهورت إلى أدنى مستوى في عام 2012 عندما قامت طوكيو "بتأميم" جزر متنازع عليها تؤكد بكين أحقيتها بها. وتعود آخر زيارة رسمية أجراها رئيس وزراء ياباني لبكين إلى 2011، لكن بعد أن فرض الرئيس الأمريكي رسوما جمركية مشددة على 250 مليار دولار من الصادرات الصينية، بدأت بكين تعتبر طوكيو بمنزلة تحوّط في مواجهة الحمائية الأمريكية المتزايدة. وقال شي خلال اجتماعه مع آبي "إن الترابط بين البلدين يزداد عمقا يوما بعد يوم"، متعهّدا بزيادة التعاون الاقتصادي، بحسب صحيفة "بيبلز ديلي" الناطقة باسم الحزب الحاكم. وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع لي، أوضح آبي أنهما اتفقا على "لعب دور بناء من أجل سلام هذه المنطقة وازدهارها". وتابع رئيس الوزراء الياباني "أعتقد أن التجارة النشطة ستعزز العلاقات بين الشعبين الياباني والصيني بشكل أكبر". من جهته، ذكر رئيس الوزراء الصيني أن "الأوضاع الدولية غير مستقرة حاليا، وازدادت الضبابية"، مضيفا أن "التعاون الاقتصادي بين البلدين سيكون مفيدا لتطوير التجارة الحرة عالميا". وتسارع التقارب الصيني الياباني في الأشهر الأخيرة مع استعداد ثاني وثالث أكبر اقتصاديات العالم لمواجهة سلسلة من الإجراءات التجارية الأمريكية غير المواتية تتمثل خصوصاً في زيادة التعريفة الجمركية على البضائع الصينية واليابانية بهدف تخفيض العجز الأمريكي معهما. وأفاد متحدث باسم الحكومة اليابانية أن آبي، وفي موازاة الإيجابية، وجّه رسائل أكثر حازما بتحذيره الصين من أنه "لن يطرأ تحسّن حقيقي في العلاقات من دون التوصل إلى استقرار في شرق بحر الصين الجنوبي". وفي حين ترغب شركات الأعمال اليابانية في تحسين مكانتها في السوق الصينية، تهتم بكين بالحصول على التكنولوجيا والمعرفة التي تملكها الشركات اليابانية. وأشرف الزعيمان على توقيع عدة اتفاقيات تشمل تبادل العملات وآلية لتفادي وقوع حوادث تؤدي إلى مواجهات بين جيشيهما اللذين غالبا ما يحصل تماس بينهما في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وقال هو لينجيوان مدير مركز الدراسات اليابانية في جامعة فوندان الصينية "إن سياسة ترمب التجارية أسهمت في التقارب الصيني الياباني". وأضاف هو أن "ضبابية سياسة ترمب جعلت آبي يشعر بأنه لا يمكنه حصر رهاناته في الولايات المتحدة"، مضيفا "إذا قام بإصلاح علاقته بالصين، فسيكون أكثر قدرة على أخذ المبادرات كما ستكون لديه مساحة أكبر في مفاوضاته المستقبلية مع الولايات المتحدة". وجاء في صحيفة "جلوبل تايمز" القومية الصينية، أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة عامل مؤثر جدا في العلاقات الصينية اليابانية، إلا أن تأثيرها محدود". وتابعت الصحيفة الحكومية "إذا كانت بكين وطوكيو تنويان التخطيط لمستقبل العلاقات الثنائية بينهما بناء على نمط سلوك واشنطن، لما نجم عن ذلك سوى الضياع". وقد تمهّد زيارة آبي التي بدأها الخميس وتستمر ثلاثة أيام لإمكانية قيام شي بزيارة اليابان العام المقبل. ومنذ اللقاء العابر في 2014 بين آبي وشي على هامش قمة، تبادل الجانبان زيارات وزارية وخففا لهجة التصريحات التهجمية. وزار رئيس الوزراء الصيني طوكيو في أيار (مايو)، والتقى لي وآبي الخميس خلال حفل إحياء ذكرى معاهدة الصداقة التي سمحت بإعادة العلاقات بين البلدين في أعقاب الحرب العالمية الثانية. لكن تنازع السيادة على جزر في بحر الصين الجنوبي لا يزال عاملا خلافيا بين البلدين. وقبل أيام فقط من زيارة آبي، قدمت طوكيو شكوى رسمية بعد إبحار سفن صينية حول الجزر المتنازع عليها التي تطلق عليها طوكيو مسمى سينكاكو وتسميها بكين جزر دياويو. ولطالما انتقدت الصين اليابان لعدم تقديمها اعتذارا كافيا عن دورها في الحرب العالمية الثانية، لكن قبل الرحلة، اتخذت بكين موقفا تصالحيا أكبر إزاءها.

مشاركة :