أعرب نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد بن أمين الجفري عن اعتزازه وفخره لما وصلت إليه المملكة العربية السعودية من مكانة رائدة ومرموقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث أصبح لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي، وبات صوتها مسموعًا في مختلف المحافل الدولية، بفضل الله ثم بالجهود المخلصة، التي بذلها قادتها المخلصون منذ أن أرسى أركان هذه البلاد موحدها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه. وقال إن المملكة العربية السعودية شهدت بعد انتهاء ملحمة التوحيد، ملحمة التأسيس والبناء في عهد الملك عبدالعزيز، ثم تابع أبناؤه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد- رحمهم الله جميعًا- مراحل النمو والتطوير لمختلف المجالات في المملكة العربية السعودية عبر الخطط التنموية المتتابعة، التي ترمي إلى الرقي بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، وتحقق الرخاء والرفاهية للمواطنين، وتوفير الأمن والاستقرار لهم في كل ربوع هذا الوطن الغالي. وأكد أن القيادات التاريخية هي من تصنع لامتها مجدها وعزتها وتتجلى معطياتها ومواقفها في الإنجازات العظيمة، والقرارات المصيرية، التي تعزز مكانة شعوبها وأمتها، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- أيده الله- من أبرز هذه القيادات المرموقة عالميًا، والتي حققت إنجازات لبلادها، ولأمتها، وللعالم أجمع، وسيُسجل التاريخ بمداد من نور تلك الإنجازات والمواقف الرائدة المخلصة والصادقة، التي يتبناها –أيده الله- كما هو واضح ومشاهد على الصعيد المحلي في واقع المنجزات الداخلية، وفي المواقف الحكيمة والشجاعة على الصعيد الخارجي، وخاصة وقفته الشجاعة ضد الإرهاب، وقيادته للحوار بين الحضارات، وأتباع الديانات، وتأسيس مراكز لها ودعمها ماديًا ومعنويًا، بعد أن أسس مبادئ الحوار داخل الوطن بإنشائه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ودعمه لمراكز الحوار الوطنية والعالمية ماديًا ومعنويًا لما لها من مردود علي الإنسانية جمعاء. وأضاف «إن ولي أمرنا– حفظه الله- يسابق الزمن بإصلاحاته الرائدة، ويعمل على تحقيق التطلعات التي لم تكن تدور في خلد كثير من المتطلعين للإصلاحات الفورية والمشروعات الحيوية، فأصبح عهده - رعاه الله- ظاهرة جديدة في منعطفات هذا الوطن الكبير، تمثلت في التطور الكبير المتسارع في مختلف المجالات، والتي تجسد إحساس القائد بمكانة وطنه وأمته، وما يطمح لأن تكون عليه من رفعة، وما يسعى له ليتحقق لهذا الوطن من تقدم ورقي ويرتفع ببلاده إلى مصاف البلدان المتقدمة. ولفت النظر إلى أن فئة الشباب هم المكون الأكبر للفئة العمرية للسكان بالمملكة، حيث تشير أحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتخطيط إلى أن فئات صغار السن، والذين هم أقل من (20سنة) يمثلون أكثر من 50% من جملة السكان، لذا فإن المملكة تصنف من ضمن الدول الفتية، وبوصفهم ثروة الوطن، وهدف التنمية ومرتكزها، فقد أولى خادم الحرمين الشريفين هذه الفئة جل عنايته ورعايته من خلال الاهتمام بقطاعي التعليم والصحة وتخصيص نسبة عالية من الميزانية العامة للدولة لتطوير هذين القطاعين، والارتقاء بخدماتهما فجاء مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وارتفع عدد الجامعات الحكومية إلى نحو خمس وعشرين جامعة موزعة في مختلفة مناطق المملكة، إلى جانب الاهتمام بالتعليم التقني العالي حيث أنشأ- حفظه الله- جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتكون منارة علم عالمية وعهد جديد من العلم والمعرفة في المنطقة، يضاف إلى ذلك برامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، والتي وصلت إلى البرنامج التاسع، وتم من خلالها ابتعاث ما يزيد عن (150 ألف) طالب وطالبة. كما أولى –رعاه الله- الإسكان جل عنايته واهتمامه فأمر بإنشاء(500 ألف) وحده سكنية، وإنشاء وزارة للإسكان تتولى كل المهام المتعلقة بهذه القطاع، لمعالجة أزمة السكن التي تواجه شباب الوطن، ودعم صندوق التنمية العقارية، وكذلك دعم البنك السعودي للتسليف والادخار بعشرات المليارات لتوسيع مجال خدمته التي يستفيد غالبيتها فئة الشباب من خلال الحصول على القروض، التي يقدمها البنك للمساعدة على الزواج، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتوجيه جميع ذوي العلاقة لاستحداث ودعم فرص العلم المناسبة للشباب (ذكورًا وإناثًا) في مختلف المجالات. وأشار إلى تسارع وتيرة المشروعات التنموية في مختلف مناطق المملكة, في شتّى المجالات الصحية, والاجتماعية، والنقل, والاتصالات, لتوفير مزيد من الرفاهية لأبناء هذا الوطن, إلى جانب تطوير مرفق القضاء, وتحديث معظم الأنظمة, وإعادة هيكلة بعض الأجهزة الحكومية, وإنشاء أجهزة جديدة بما ينسجم مع التطور، الذي تشهده المملكة, والمتغيرات والمستجدات الحديثة, ومن ذلك دعمه - أيده الله- للهيئة الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد, وتسخير كل الإمكانات لها وتوجيهه الكريم , بعدم استثناء كائنًا من كان في ملاحقة الفساد والقضاء عليه. كما أولى الملك عبدالله بن عبد العزيز الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة مكان الصدارة في اهتماماته اليومية، حيث شهد المسجد الحرام والمسجد النبوي أكبر توسعة لهما على مر التاريخ, حيث سيتسع المسجد الحرام بعد التوسعة لمليوني مصلِ في حين سيتسع المسجد النبوي لمليون وثمان مائه ألف مصلِ بعد انتهاء مراحل التوسعة وأمر -يحفظه الله- بتوسعة المطاف ليضاعف الطاقة الاستيعابية الحالية التي تبلغ 48 ألف طائف في الساعة لتصل إلى 105 آلاف طائف, بتصور يعكس التطلعات والنظرة المستقبلية لحكومة خادم الحرمين الشريفين, كما أمر بتهيئة الساحات المحيطة بالحرم, بما يسهل على ضيوف الرحمن ويمكنهم من أداء مناسكهم في يُسرٍ وطمأنينة. ولفت النظر إلى ما يحظى به مجلس الشورى من اهتمام وعناية من خادم الحرمين الشريفين فهو ـ يحفظه الله ـ يعول عليه كثيرًا, ويحرص على دعم المجلس وتطوير أعماله بما يعينه على أداء دوره في المجالين الرقابي والتنظيمي, ولا أدل على ذلك من قراره التاريخي -رعاه الله- بتعيين (30) امرأة في مجلس الشورى, ليحدث بذلك نقلة نوعية للمجلس, ويمنح المرأة حق المشاركة في صناعة القرار الوطني, والإسهام بعلمها وخبرتها وفكرها في التنمية بمختلف مجالاتها, ولعلنا هنا نستذكر تأكيد خادم الحرمين الشريفين في كلمته التي أفتتح بها أعمال السنة الأولى من الدورة السادسة لمجلس الشورى حرصه على تطوير المجلس, حيث قال -يحفظه الله - «إن هدفنا جميعًا قائم بعد التوكل على الله على تفعيل أعمال المجلس بوعي أساسه العقلانية التي لا تدفع إلى العجلة التي تحمل في طيّاتها ضجيجًا بلا نتيجة».
مشاركة :