اليمين المتطرف الألماني يعيد فتح ملفات معاهدة "فرساي"

  • 10/29/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

برلين – يسعى اليمين القومي الألماني لرد الاعتبار للإمبراطورية الألمانية ودورها في الحرب العالمية الأولى، ليثير من جديد جدلا يعود إلى عقود، مع اقتراب ذكرى مرور مئة عام على الهدنة. ونشرت مجلة “كومباكت” القريبة من الحزب اليميني المتطرف “البديل من أجل ألمانيا” عددا خاصا كرس لمعاهدة فرساي الموقعة في 1919 والتي حمّلت الرايخ مسؤولية الحرب الكبرى وفرضت على البلاد دفع تعويضات هائلة. ويحمل العنوان “عار فرساي: كيف أخضعت الدول المنتصرة ألمانيا” بحد ذاته مغزى كبيرا بتذكيره بالخطاب الانتقامي الذي استخدمه، في عشرينات القرن الماضي، أولئك الذين يشعرون بالحنين إلى الإمبراطورية والنازيين. وتهدف المجلة من خلال ذلك إلى تمجيد الإمبراطورية الألمانية التي تمثل لدى الوجدان الجماعي الألماني منذ عدة عقود أولى القوى المدمرة في القرن الماضي. ويسعى الأستاذ في جامعة هامبورغ فريتز فيشر في كتابه “أهداف حرب ألمانيا الإمبراطورية 1914-1918”، إلى إثبات أن ألمانيا كانت في عهد غيليوم الثاني أول من دفع باتجاه حرب منذ يوليو 1914 لتروي تعطشها للسلطة على الصعيد العالمي. وعزا المؤلف أصول صعود النازية لعدم تحقيق هذا الطموح. وقال يورن ليونهارد الأستاذ في جامعة فريبورغ-ان-بريسغاو إن “هذا التفسير لفيشر الذي يميل إلى تبنيه اليسار أكثر من اليمين، يستند إلى انتقادات حادة وجهت إلى الإمبراطورية الألمانية بسبب نزعتها العسكرية والتوسعية، ويعتبر أن وحدها ديمقراطية قوية يمكن أن تعوض” عن الأذى الذي وقع قبل 1945. أما حزب “البديل من أجل ألمانيا” فيرى أن هذا التفسير يعكس رأي المنتصرين في الحرب ويرى في الرايخ نموذجا إيجابيا.ويهدف اليمين المتطرف إلى جعل “الألمان فخورين بتاريخهم وبالأمة الألمانية وألا يروا في ذلك شبح النازية”، وبخاصة أن الأجيال التي شهدت الحربين العالميتين بدأت بالزوال. وعاد الجمهور العريض من جهته للاهتمام من جديد بالحرب العالمية الأولى مع صدور كتاب “صيف 1914 كيف سارت أوروبا إلى الحرب” للمؤرخ كريستوفر كلارك في 2013. وتقام احتفالات الذكرى المئوية، هذا العام، بحدها الدنيا. وفي برلين أقيم مؤتمر بعنوان “كسب السلام” في منتصف أكتوبر، لكنه لم يفتح للجمهور. كما لن تقام مراسم كبيرة في ألمانيا التي لا تضم إلا عددا ضئيلا من النصب المخصصة لقتلى الحرب العالمية الأولى.

مشاركة :