واشنطن - لم تتوقف شركات الإنترنت الكبرى طيلة الأشهر الماضية، عن الإعلان عن إجراءات متتالية للحد من انتشار الأخبار الكاذبة وحظر المواقع التي تبثها، إلا أن النتائج والدراسات التي تناولت هذه القضية تثبت أن هذه الجهود محدودة التأثير فبمجرد حظر موقع إخباري مزيّف، سيظهر موقع آخر. وخلص تقرير جديد صدر عن مركز نايت للصحافة بالأميركيتين في أكتوبر الحالي أنّ معظم الحسابات التي كانت تنشر أخبارا مزيفة على تويتر خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لا تزال نشطة حتى اليوم، وأنّ “أكبر وكالات الأخبار المزيفة هذه مستقرة على تويتر بشكل كبير”، لأن تويتر لم يحظرها. وتتفق النتائج مع الأبحاث الحديثة التي أجراها ماثيو جينتزكوف، وهانت ألكوت، وتشوان يو التي وجدت أنه في حين أن الأخبار المزيفة على فيسبوك قد تناقصت، لكنها ازدادت على تويتر منذ الانتخابات. وفق ما ذكرت لورا هازارد اوين في تقرير لشبكة الصحافيين الدوليين. وقد عمل مركز نايت مع شركة تدعى “غرافيكا” لتحليل أكثر من 10 ملايين تغريدة من 700 ألف حساب على تويتر مرتبطة بأكثر من 600 وكالة أنباء للتزييف والتآمر، أثناء وبعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة 2016، وبالاستعانة بقائمة المواقع الإخبارية في المصادر المفتوحة، التي تحتفظ بها ميليستاك زيمدارس من ميريماك الأميركية. وقد صنفت مجموعات الوكالات التي نظروا إليها على أنها إما “مزيفة” أو “متآمرة”؛ كما أن المصادر المفتوحة لها عدد من الفئات الأخرى، مثل “الهجاء” أو “التحيز الشديد”، لكن لم يتم إدراجها. ووجد البحث أنّ أكثر من 80 في المئة من حسابات التضليل في الخرائط الانتخابية لا تزال نشطة حتى الآن. 65 بالمئة من الروابط الإخبارية المزيفة خلال فترة الانتخابات ذهبت إلى 10 مواقع فقط وأشار إلى أنّ 65 بالمئة من الروابط الإخبارية المزيفة والمتآمرة خلال فترة الانتخابات ذهبت إلى أكبر 10 مواقع فقط، وهي إحصائية لم تتغير بعد ستة أشهر. وخلافا لبعض التقارير السابقة، فإن هذه الوكالات الإخبارية المزيفة والمزعجة على تويتر مستقرة إلى حد كبير. وتسعة من أفضل 10 مواقع إخبارية مزيفة خلال الشهر السابق للانتخابات كانت أو لا تزال ضمن أو قرب العشرة الأوائل بعد 6 أشهر. ورأى مركز نايت أنّ تويتر لا يسقط هذه المواقع. بالمقابل، زعم موقع تويتر مرارا وتكرارا أنه اتخذ إجراءات صارمة ضد الحسابات التلقائية التي نشرت الأخبار المزيفة وانخرطت في “سلوك غير مرغوب فيه”. ومع ذلك، فمن بين الحسابات المئة الأكثر نشاطا في نشر الأخبار المزيفة قبل الانتخابات، تشارك الأغلبية العظمى بوضوح في “سلوك غير مرغوب فيه ينتهك قواعد تويتر”، واستمر أكثر من 90 موقعا في نشاطه حتى ربيع عام 2018. بشكل عام، وظلت 89 بالمئة من الحسابات على خارطة وكالات الأنباء المزيفة والمتآمرة نشطة حتى منتصف أبريل 2018. وأشار تقرير مركز نايت إلى موقع مضلل باسم “الاستراتيجية الحقيقية”، وقد كان “ثاني أكثر المواقع ذات الروابط الإخبارية المزيفة على الخارطة الانتخابية”، لكن تويتر وريديت حظراه، و“روابط أخرى مع الاستراتيجية الحقيقية اختفت إلى حد كبير من بيانات ما بعد الانتخابات، بعد الحظر، وانخفض الارتباط بها بنسبة 99.8 في المئة. كما كتب الباحثون أن حالة “الاستراتيجية الحقيقية” تشير إلى أن العمل المتضافر يمكن أن يكون فعالا في الحد بشكل كبير من روابط الأخبار المزيفة والمتآمرة، وتوفير منصات مثل تويتر وريديت مستعدة للعمل بشكل حاسم. وتختلف ديل هارفي، نائبة الرئيس العالمي حول الثقة والأمان في تويتر، مع ما ذكره مركز نايت. وقالت في بيان “لقد تم إنشاء هذه الدراسة باستخدام واجهة برمجة التطبيقات العامة، وبالتالي لا تأخذ في الاعتبار أيا من الإجراءات التي نتخذها لإزالة المحتوى والحسابات التلقائية أو غير المرغوب فيها وعدم مشاهدتها من قبل المستخدمين على تويتر. نحن نفعل هذا بشكل استباقي وعلى نطاق واسع، كل يوم”. وأضافت “ثانيا، كخدمة مفتوحة بشكل فريد، يعد تويتر مصدرا حيويا في الوقت الحالي للأفكار اليومية. نحن فخورون بحالة الاستخدام هذه ونعمل بجد على ضمان أننا نعرض سياقا لأشخاص ومجموعة متنوعة من وجهات النظر مع المشاركة في نقاش حضاري حول خدماتنا”. كذلك فقد حظر تويتر ملايين الحسابات المزيفة المشكوك فيها خلال الصيف، ومن المحتمل أن بعض الحسابات التي تم العثور عليها والتي كانت لا تزال نشطة في ربيع عام 2018 قد حذفت. كما أعلن تويتر مؤخرا أنه “يعمل على تحديث قواعده وتوسيعها بحيث تعكس بشكل أفضل كيفية تحديده للحسابات المزيفة، وأنواع الأنشطة غير الصحيحة التي تنتهك إرشاداته”، وأفاد “قد نقوم الآن بإزالة الحسابات المزيفة التي تعمل في مجموعة متنوعة من السلوكيات الخبيثة الناشئة”.
مشاركة :