أليبيلا (ساحل العاج) – تعكف ماري- فرانس على تصفّح كتابها المدرسي بين الحشرات التي تطير حولها، على ضوء حقيبتها المدرسيّة ذات المصباح المشحون بالطاقة الشمسية. في قرية أليبيلا على بعد نحو مئة كيلومتر شمال أبيدجان حيث يعتاش السكان من زراعة الكاكاو والبنّ والمواد الغذائية، يعيش 400 شخص من بينهم 150 طفلا من دون تيار كهربائي. وتقع مدرسة ماري-فرانس أموندجي نغبسو على بعد خمسة كيلومترات من منازل البلدة. وفي كل صباح يتوجه التلاميذ إليها سيرا على الأقدام ليكونوا على مقاعدهم مع تمام الساعة الثامنة. وهم لا يعودون إلى منازلهم قبل هبوط الليل وحلول الظلام، فلا يبقى أمامهم سوى استخدام مصابيح الوقود أو البطاريات. لذا، قررت منظمة “ييوو زون” أن توزّع على التلاميذ حقائب ذات مصابيح تشحن بطارياتها بالطاقة الشمسية خلال ساعات المشي الصباحي إلى المدرسة، حتى تكفي لإضاءة المصباح ثلاث ساعات في الليل. ويعود الفضل في هذه الفكرة إلى إيفاريست أكوميان بائع الأجهزة المعلوماتية، وقد راودته بعد وقوع عطل في سيارته كان السبب في تغيير حياته. ويروي تفاصيل ما جرى معه قائلا “كان ذلك في 2015، كنت ذاهبا إلى سوبريه (جنوب غرب) وتعطّلت السيارة مع حلول الليل… في هذا الوقت كان التلاميذ يعودون من المدرسة، قلت في نفسي إنه يجب أن أؤمن لهم الضوء ليدرسوا. ينبغي ألا يكون أطفال الريف محرومين من ذلك”. وإذا كانت دولة ساحل العاج تؤمن 80 بالمئة من حاجة الكهرباء فيها، إلا أن الآلاف يعيشون في قرى صغيرة لا يصلها التيار. ويقول أكوميان “أطفال الريف فقراء، يحملون كتبهم في أكياس للأرزّ أو من البلاستيك، لذا كانت الفكرة أن نؤمن لهم حقائب وإضاءة في الوقت نفسه”. وأنشأ أكوميان مؤسسة “سولار باك” قبل سنوات، وقد باع حتى الآن 55 ألف حقيبة، ويأمل في بيع 60 ألفا هذا العام، وبدأ بالتصدير إلى الغابون ومدغشقر وبوركينا فاسو، وإلى منظمات غير حكومية في فرنسا وألمانيا. ويواجه طلبا كبيرا لا يستطيع تلبيته كله، ويأمل في الحصول على مساعدات لمضاعفة إنتاجه، وإنشاء مصنع للتجميع في أبيدجان واستيراد أعداد أكبر من الألواح الشمسية. وتباع الحقيبة الواحدة بعشرين يورو، وهو مبلغ قد يراه البعض من الناس زهيدا، لكنه في الحقيقة باهظ على سكان القرى الفقراء، كما تقول مينيت إيزنلين رئيسة منظمة “ييوو زون”.
مشاركة :