من المعروف أن الأطفال حديثي الولادة يبكون كثيرا، وقد يلاحظ الجميع أن ذلك البكاء عادة ما يكون دون دموع. وقد يحدث هذا البكاء الشديد حتى بعد أن تتأكد من أن الطفل ليس جائعا ولا عطشانا ولا مريضا، وأن حفاظته نظيفة، لذلك قد يذهب البعض إلى القول إن ذلك البكاء الخالي من الدموع قد يكون من باب التظاهر. ولكن الأمر ليست له علاقة بالقدرات العالية للأطفال على التمثيل، ففي الواقع، من الطبيعي ألا يذرف الأطفال دموعا خلال الأشهر القليلة الأولى من حياتهم، وفقا لطبيبة الأطفال، تانيا ريمر ألتمان. وتوضح ألتمان، أن معظم الأطفال يبدأون بالبكاء بعد نحو أسبوعين من ولادتهم، لكن بعض الأطفال الصغار قد يستغرقون وقتا أطول لتطوير قنوات الدموع، عادة في عمر شهرين. وتقول ألتمان إن الأمر متعلق بغدد موجودة تحت الجفن العلوي تنتج الدموع لتليين العين. وأشارت طبيبة العيون الدكتورة فيليبا شروود لماميا: “إنها بالضبط تشبه السحابة التي تمطر، ثم تنزل الدموع فوق العين، وهناك نظام تصريف (القناة المسيلة للدموع) في الزاوية الداخلية للعين، تنزل إلى الأنف”. وأضافت لماميا أن “الكمية التي نبكيها بالفعل تعتمد على مدى جودة نظام التصريف، مقارنة بكمية الدموع التي تنتجها الغدد”. ولكن، لأن الأطفال حديثي الولادة لا يملكون هذه الغدد المسيلة للدموع، فإنهم لا ينتجون كمية عادية من الدموع في الأسابيع القليلة الأولى من حياتهم، نظرا لأن غددهم لم تتطور تماما بعد. ويقول الأطباء إنهم “لا يعرفون لماذا يولد الأطفال من دون هذه الوظيفة”.
مشاركة :