خاشقجي ليس الأول ولا الأخير على قائمة اغتيالات ولي العهد السعودي

  • 10/29/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - ترجمة الراية : عبر مقال لمراسلتها بيل ترو، أرادت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن تلخص المشهد عن جريمة قتل الصحفي السعودي خاشقجي بالتالي: إنه لن يكون الأول ولا الأخير في قائمة تصفيات المعارضين، وبدأت الصحفية البريطانية بالإشارة إلى آخر الكلمات التي أرسلها إليها الأمير سلطان بن تركي وكانت مشفرة كالتالي: “لو اختفيت فستعرفين ما حدث لي”. ويبدو أن ترو كانت على اتصال مع الأمير المعارض، وبشكل متقطع، بعد أن جعل من أوروبا منفى له، وكانت تحاول فهم موقف العائلة المالكة من صعود ولي العهد محمد بن سلمان، وكان عمره 31 عاماً، وبدأ صعوده السريع، حيث كان أصغر وزير دفاع في العالم. وتضيف الكاتبة أنها تعاملت مع رسالة الأمير سلطان بن تركي على أنها محاولة للمبالغة، حيث زعم أنه تعرض لعملية اختطاف من قبل النظام في جنيف عام 2003، وبعد أسابيع أرسل أحد مساعدي الأمير رسالة إليها، قال فيها إنه كان ينتظر الأمير في القاهرة، لكن طائرته لم تهبط أبداً. وتكشف ترو عن أن الصديق زعم أن الأمير المتمرد أغري بالعودة إلى العاصمة المصرية لمقابلة والده، وأقنعه النظام السعودي بركوب طائرة ملكية، وليس الطائرة الخاصة التي حجزها في البداية، وقال صديقه: “لقد تحدثت إليه قبل ركوبه الطائرة، وقال مازحاً إنه في حالة عدم وصوله فسيكون في الرياض، وعلي دق جرس الإنذار”. وتشير الكاتبة إلى أن أصدقاءه يعتقدون بأنه مغيب عبر وضعه قيد الإقامة الجبرية في الرياض، وتضيف إن “ اختطاف الأمير بدا في ذلك الحين غريباً، ولم ينتبه إليه إلا قلة من الصحفيين، وحتى القصة التي كتبتها لم تثر الاهتمام، مع أن العامين الماضيين كشفا عن أحداث صارت معروفة عن ولي العهد، بما في ذلك الاعتقال الجماعي للأمراء ورجال الأعمال في الريتز كارلتون، واستهداف المدنيين في اليمن، وتم تجاهل هذه التقارير”. وخلال هذه الفترة باعت الحكومة البريطانية أسلحة ومعدات للسعودية بـ 4 مليارات إسترليني. واحتفل العالم بتعيينه ولياً للعهد، وتبين الكاتبة أن “الصدمة والغضب ظهرا عندما دخل جمال خاشقجي قنصلية بلاده في إسطنبول واختفى دون أي أثر، وعندما بدأت التسريبات التي تربط ولي العهد بالجريمة فإنه بدأ الحديث عن التداعيات ووقفت صفقات السلاح، وكان التفسير السعودي بأن ولي العهد لا يعلم شيئاً عن مقتل خاشقجي وهي المرة الأولى التي تساءل فيها العالم عن مصداقية الرواية السعودية”. وتنقل الصحيفة البريطانية عن المعارض السعودي عبد العزيز المؤيد: “ماذا تتوقعين؟ هل هناك من يوقفه؟”، وأضاف: “شن حرب اليمن، وحرض على أزمة قطر وحاصرها، وقام باعتقالات الريتز كارلتون، واتهم باختطاف رئيس الوزراء اللبناني ولم يقف أحد بوجهه.. لهذا تمادى أكثر”. وترى الكاتبة أن غض الطرف عما يجري في السعودية، وهو ما جرأ الديوان الملكي لعمل أي شيء، حتى الزعم بأنه أمر بتعذيب وقتل مواطن داخل القنصلية”. وتلفت ترو إلى أن “التحذيرات كانت هناك لسنوات، فقبل الأمير سلطان اختفى الأمير تركي بن بندر، الذي كان رائداً في الشرطة ونشر فيديوهات ناقدة للحكومة، وفي الفترة ذاتها التي اختفى فيها الأمير سلطان، اختفى سعود بن سيف النصر بعد دعوته لعزل الملك سلمان، ومع أن السلطات السعودية لم تعلق على هذه الأمور، إلا أنها نفت قيامها بعمليات تغييب قسري”. وتفيد ترو بأن هناك عدداً من المغيبين لا يزال مجهولاً، مثل عبدالعزيز بن فهد(45 عاماً)، نجل الملك السابق فهد بن عبدالعزيز، والأمير خالد بن طلال (56 عاماً) شقيق الملياردير الوليد بن طلال، وبدلاً من التعبير عن القلق ضحك الكثيرون من أن الأمراء في قفص ذهبي”. وتذكر الكاتبة أن النائب العام السعودي اعترف بتعمد قتل خاشقجي، بشكل قاد البعض للتساؤل عن عدم معرفة ولي العهد به، مستدركة بأن تورطه في العملية لم يخفف من مظاهر القلق، خاصة أنه وطد دعائم حكمه، وعزل نفسه عن بقية فروع العائلة، وتختم الكاتبة بالإشارة إلى أن كلمات الأمير سلطان حذرت في الماضي، فقال: “لقد اختطفوني من قبل، ويمكن أن يفعلوها مرة أخرى، ويستطيعون عمل أي شيء”.

مشاركة :