تستمر عجلة تقدم وتطور التعليم لمواكبة التغيرات التقنية والتكيف مع الأجيال الجديدة، بحيث تشمل هذه التغييرات تصاميم الفصول والتقنيات المستخدمة فيها والمناهج الدراسية وأساليب التدريس والكثير من الجوانب التعليمية. تهدف التغييرات إلى إعداد طلاب ناجحين في الحياة المهنية والشخصية واكتساب مهارات التفكير العليا بما فيها البحث والتحليل والإبداع والتفكير النقدي، إضافة إلى مساعدة الطلاب على تصور مستقبلهم بشكل أفضل بواسطة المشاريع الجماعية والفردية وأن يكونوا جزءا من الحركة التعليمية. توصلت «مكة» من خلال البحث في أكثر من 10 مصادر ضمت أبحاثا منشورة منذ عام 2015 في مجلات علمية وخزائن تفكير ومواقع تعليمية، إلى أن البيئة التعليمية ستتأثر بأربعة متغيرات رئيسة على النحو الآتي: المعلم: دور المعلم: تزداد أهمية المعلم في تحديد اتجاه الدرس وتخفيف التشتت الذهني وتوجيه الطلاب ومساعدتهم على النمو وكشف المشكلات والصعوبات التي تواجههم والعمل على حلها. الخبرة: يحتاج المعلم أن يكون ملما بالتكنولوجيا ووسائل التعليم الحديثة إلى جانب المستوى العالي من المهارات الناعمة مثل التواصل والاستماع وبناء علاقات ممتازة مع الطلاب، إضافة إلى المعرفة العميقة والشغف بالمنهج. الذكاء الصناعي: سيلعب دورا مهما في التعليم باستخدامه لأتمتة أنشطة أساسية مثل توزيع الدرجات وتكييف البرامج التعليمية بحسب احتياج الطلاب، والعمل كمعلم مساعد وتقديم دعم إضافي للطلاب وتحليل بيانات الطالب لتخصيص التعلم بناء على اهتمامات الطالب. المعلم وأولياء الأمور: سيكون أولياء الأمور أكثر اتصالا وتفاعلا من خلال منصات تواصل اجتماعي مخصصة تتيح للآباء متابعة ورؤية ما يحدث كل يوم والواجبات المنزلية وغير ذلك. مدربو التكنولوجيا: يتطلب نجاح دمج التكنولوجيا والتعليم وجود مدرب تكنولوجي واحد على الأقل لكل مدرسة ليتأكد من فهم جميع الأطراف المعنية للتكنولوجيا وتحقيق الاستفادة القصوى منها. الأدوات التعليمية السبورة التفاعلية: توصل بجهاز كمبيوتر كشاشة عرض مع إمكانية الكتابة والرسم عليها بإصبع أو قلم، وحفظ كل التغييرات ومشاركتها مع الطلاب. كاميرا المستندات: تلتقط صورا ومقاطع فيديو عالية الوضوح للمستندات والكائنات المجسمة ثنائية أو ثلاثية الأبعاد، مع وضع تعليقات توضيحية وعرضها أمام الطلاب. الانترنت: يسهل الاتصال بشبكات الانترنت من تواصل المعلمين مع الطلاب وأولياء أمورهم، وكذلك استخدام التخزين السحابي لمشاركة الأعمال والمشاريع والواجبات والوصول لمحتوى تعليمي أكبر. الطابعة ثلاثية الأبعاد: توفر حصول الطلبة على نماذج ثلاثية الأبعاد وأقرب ما تكون للواقع في مجالات عدة، كما تمنحهم فرصة التصميم والإنشاء والتعديل على التصاميم المتوفرة بتكاليف وجهد أقل. الورقة الالكترونية: شاشة مرنة وخفيفة الوزن مماثلة للورق العادي، تساعد الطالب في كتابة الملاحظات والرسم لكميات كبيرة من البيانات دون أن تشغل مساحة مع إمكانية استخدامها كهاتف ذكي أو جهاز كمبيوتر محمول. التكنولوجيا الواقع الافتراضي: يحقق دخول تقنيات مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز إمكانات تعليمية كبيرة ونقل المعلومات من نصوص وصور إلى عالم افتراضي حي، وسيتيح للطلاب فهم العالم والكون من خلال المحاكاة والألعاب التفاعلية والتمثيل المرئي للمسائل الرياضية والهندسية، كما سيمكنهم من التنقل حول العالم وعبر التاريخ لدراسة الأدب وتاريخ الإنسان. الفصول الافتراضية: لا يزال الطلبة بحاجة لأنواع عدة من المعرفة والمهارات إلى جانب المناهج الدراسية ليتلاءموا مع متطلبات المستقبل بحسب مجتمعهم، بحيث تتاح للطلبة دروس متكاملة عبر الانترنت تسمح لهم بالمشاركة والتفاعل فيما بينهم، كما ستسهل على الطلبة فرص الدراسة دون الحاجة للتواجد الفعلي بالمدرسة أو الجامعة، وكذلك التعاون مع أعضاء هيئة التدريس المتميزين حول العالم. الأنظمة الذكية: تساهم في وصف وتحليل أنماط تعلم الطلاب وخطط التعلم الفردية واتخاذ القرارات استنادا إلى البيانات المتاحة، لتحسين النتائج إضافة إلى مراقبة مستوى تعلم الطالب وقياسه في الوقت الفعلي والكشف عن المشكلات التعليمية. المساحات والتصاميم التخطيط المرن: إتاحة المساحة الكافية لتفاعل المعلم مع كل طالب من خلال خيارات متعددة لتوزيع المقاعد مع توفر منطقة تجمع بحسب أنشطة التعلم، بحيث تتوفر محطات عمل خاصة للمهام الفردية ومساحات للمشاريع الجماعية. الأثاث المساعد: يمكن استبدال المكاتب الحالية القياسية بمجموعة متنوعة من مقاعد الجلوس بتصاميمها المختلفة مثل طاولات الوقوف والكرات المطاطية وغيرها، مما يساعد في منح الطلاب المزيد من الاستقلالية في مكان الجلوس. الإضاءة: ستحل الإضاءة الطبيعية من النوافذ والأضواء الخافتة محل الإضاءة الساطعة، لتخفف من شعور الطلاب بعدم الراحة وتسهل من رؤية شاشات العرض. الخدمات الرقمية والتكامل التقني: توفير احتياجات الطلاب التقنية لدعم طرق التدريس متعددة الوسائط ومنافذ الشحن في المكاتب وفي الفصل الدراسي، وإتاحة شبكات الانترنت اللاسلكية الآمنة داخل المدرسة، إضافة إلى برامج التعليم الالكتروني والكتب الالكترونية والتعلم المبني على الألعاب والمسابقات والمختبرات عبر الانترنت.
مشاركة :