إنجاز إماراتي كبير في مجال الفضاء

  • 10/29/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

يطلّ علينا اليوم الاثنين الموافق الـ 29 من أكتوبر 2018، حاملاً في ثناياه كل مسببات الفخر والعزّ التي تضاف إلى سجل دولة الإمارات العربية المتحدة الناصع، مبهرة العالم بمنجزاتها المتواصلة، وإبداعاتها التي وصلت حدود السماء، وذلك ببزوغ فجر جديد، رسمته أيادٍ إماراتية، يشرق على العالم هذا الصباح، ليتحقق الحلم بإطلاق القمر «خليفة سات» المشروع الوطني الضخم، بجهوزية تشغيل عالية، لكل أجهزة ومكونات القمر الصناعي الذي ارتبط اسمه باسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي واصل دعمه ومساندته لشباب الإمارات، الذين أثبتوا ريادتهم في الابتكار والإبداع. ويأتي إطلاق القمر الصناعي «خليفة سات» إلى مداره اليوم، ليؤكد الإنجاز الكبير الذي تحقق لدولة الإمارات ومواطنيها، بوصفه أول قمر صناعي يطور بالكامل فيها، وأيقونة تقنية متطورة تم تطويرها داخل مختبرات تقنيات الفضاء في مركز «محمد بن راشد» للفضاء، بأيادٍ محلية بنسبة 100%، حيث وصل عدد فريق التصنيع إلى 70 مهندسة ومهندساً إماراتياً، تراوحت أعمارهم بين الـ 27 و28 عاماً، إذ سينطلق من المحطة الأرضية في مركز «تانيغاشيما» الفضائي في اليابان، الأمر الذي يُدخل دولة الإمارات عصر التصنيع الفضائي الكامل، ويحقق لها المكانة المنشودة كمركز إقليمي لمشاريع وأبحاث الفضاء. إن أهمية «خليفة سات»، تكمن في أنه سيقدّم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على المستوى العالمي، والتي تفيد في متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني، ما يتيح الاستخدام الأفضل للأراضي وتطوير البنية التحتية، ومتابعة المشاريع الهندسية والإنشائية الكبرى، ورصد التغيرات البيئية على المستويين المحلي والعالمي، ورصد التغيرات البيئية لدعم الجهود العالمية في الحفاظ على البيئة، وتقديم صور مفصلة للقمم الجليدية تسهم في اكتشاف التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري، ما يجعل منها مصدراً مهماً وبارزاً لكل ما يحتاجه قطاع الفضاء من بيانات تستشرف المستقبل، وتسهم في تطوير المعرفة والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، وترتقي بمكانة الإمارات في سباق الفضاء العالمي. كما شكّل الإعلان مؤخراً عن اسمَي أول رائدَي فضاء إماراتيَّين، هما هزاع المنصوري وسلطان النيادي، لحظة تاريخية وعلامة فارقة في مسيرة دولة الإمارات، وضعتها بين الكبار على الخريطة العالمية في قطاع الفضاء، حيث تضمّن «البرنامج الوطني للفضاء» الذي أُطلِق في عام 2017، مشاريع كبرى عدّة، أهمها «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»، لرسم مسار واعد للتنمية البشرية المواطنة المؤهلة، وإعداد فريق من الإماراتيين، سيتم تدريبهم وإعدادهم للسفر إلى الفضاء، وهو ما يتوافق مع تحقيق رؤية القيادة الرشيدة بمنح الوطن إرثاً علمياً، يلهم الأجيال الشابة في استشراف المستقبل القائم على المعرفة والعلوم والتقنيات المتطورة. نجحت دولة الإمارات في التأسيس لاقتصاد متنوع ومستدام، يقوم على المعرفة والابتكار، ويعزز الجهود في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة الشراكات الدولية في قطاع الفضاء، وفق خطط استراتيجية شاملة، وتوقيع مذكرات تفاهم عدّة مع أبرز الجهات الفاعلة في قطاع الفضاء عالمياً، من دون إغفال أهمية بناء وتطوير موارد الدولة البشرية، المدرّبة والكفؤة، الأمر الذي يشير إلى التركيز على استثمار طاقات الشباب المواطنين الذين يَحظون بثقة القيادة الرشيدة بهم، ودعمها لهم. إن اهتمام دولة الإمارات بأشكال العلوم المتقدمة كافة، خاصة ما يتعلق بقطاع الفضاء، جعلها تقوم بإقرار العديد من التشريعات والاستراتيجيات الداعمة لتطويره، إذ جاء اعتماد القانون المنظم لقطاع الفضاء في الدولة، ليمثل خطوة كبيرة ومهمة لفتح آفاق مستقبلية تقوي من متانة الاقتصاد الإماراتي الذي بات يركز على توطين العلوم المتقدمة والاستثمار فيها. فقطاع الفضاء من القطاعات الداعمة لخطط دولة الإمارات المستقبلية، والتي تحقق لها مزيداً من التنافسية في مواكبة المستجدات والتغيرات المتسارعة عالمياً، والانتقال من مرحلة استهلاك المعرفة إلى صناعتها، ما يعزز من تنافسية القطاعات والخدمات والتكنولوجيا على اختلافها، ويدفع بعجلة التنمية المستدامة إلى الأمام. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

مشاركة :