قال السفير الأميركي السابق في السعودية روبرت جوردان، إن علاقة الولايات المتحدة ليست مع ولي العهد محمد بن سلمان، وإنما مع المملكة التي وصفها بأنها باتت دولة «مارقة» في ظل سياسات ولي عهدها. وأكد جوردان في مقال نشره موقع «ذا هيل» الأميركي، ضرورة أن تعيد واشنطن النظر في علاقتها مع الرياض، عقب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول. وأضاف: «السعودية عقب مقتل خاشقجي يمكن وصفها بأنها باتت دولة مارقة، وأنها حليف خرج عن الطريق»، مطالباً بضرورة وقف المساعدات الأميركية للسعودية في إطار حربها التي تشنها على اليمن.وبين السفير السابق أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ هجمات 11 سبتمبر، مستذكراً في هذا الصدد السؤال الذي وجهه إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز (لم يحدد وقته). وجاء في سؤال جوردان: «كيف يمكن أن يكون 15 شخصاً من بين خاطفي الطائرات (التي نفذت هجمات 11 سبتمبر) يحملون الجنسية السعودية؟ حينها أجاب الملك سلمان أنه لا يوجد سعوديون، وأنها مؤامرة إسرائيلية مدبرة من قبل الموساد». ويضيف: «وفي الأسابيع التي تلت عملية قتل خاشقجي كنا نسمع الإجابة ذاتها من السعوديين؛ لقد أنكروا أنه قتل في داخل مبنى القنصلية، ثم قالوا بعد ذلك إنه قتل نتيجة عملية مارقة، ثم أخيراً القبول بأن هناك عملية قتل مع سبق الإصرار». ويقول إنها «عملية يكاد يتفق الجميع على أنها لا يمكن أن تكون إلا بعلم وإذن بن سلمان، فهذه الوحشية جزء من أسلوبه تجاه معارضيه، حتى الرئيس الأميركي ربما بات مقتنعاً أن ولي العهد هو المسؤول». ويضيف: «تحسب على بن سلمان كل الإخفاقات السياسية التي رافقت السعودية خلال العامين الماضيين، من الحرب الفاشلة في اليمن إلى الحصار المفروض على قطر وتدمير مجلس التعاون الخليجي، وحبس الأمراء السعوديين في فندق ريتز كارلتون». أضف إلى ذلك «خطف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، والعرض المتعثر لشركة أرامكو النفطية، وسجن المنشقين والمعتدلين، بمن فيهم النساء. هذا ما فعله بن سلمان خلال عامين فقط وهو ما زال ولياً للعهد وليس ملكاً». ويعتقد السفير السابق أن واضعي السياسية الأميركية يواجهون قراراً صعباً، «فعندما يذهب حليف رئيسي خلف القضبان (في إشارة إلى بن سلمان والاتهامات له بعد قتل خاشقجي) فإن هذا الحليف يصبح دولة مارقة، وذلك يمثل اختباراً شديداً لقوة تحالف البلدين». قضية خاشقجي، بحسب السفير الأميركي السابق، تذكرنا بأن التحالفات لا تدوم إلى الأبد إلا للضرورة، بل إن المصالح المشتركة يمكن أن تتغير مع مرور الوقت. ويتابع: «يمكن للتحالفات أيضاً أن تتطور إلى علاقات أكثر بعداً عندما تتضاءل المصالح في ضوء سلوك شنيع يقوم به أحد الحلفاء، ويبدو أن هذا الوقت مناسب لرد أميركي على الهمجية البشعة ضد خاشقجي».;
مشاركة :