نجحت مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرّمة، ممثلة في مركز العلوم العصبية ومركز جراحات أمراض الصرع، في علاج حالتين كانتا تعانيان اضطرابات الصرع غير المسيطر عليها بالحد الأعلى من الأدوية المساعدة للتحكم في نوبات الصرع، وبفضل الله تكللت العمليتان الجراحيتان بالنجاح. استقبل مركز العلوم العصبية ممثلاً في وحدة مراقبة الصرع حالة لشاب يبلغ من العمر 18 عاماً تم تشخيصه باضطرابات صرع شديدة حيث كان يتناول أربعة أنواع من الأدوية الخاصة بالصرع وكانت تحدث له ثلاث نوبات صرعية في الأسبوع وكان يعاني هذا المرض العضال منذ الثانية عشرة من عمره. وبعد عرضه على الفريق الطبي المختص وإجراء الفحوص والأشعات اللازمة أظهرت وجود بؤرة صرعية في الفص الصدغي المتوسط، تقرر معها إجراء عملية جراحية لاستئصالها تحت إشراف استشاري جراحة المخ والأعصاب وجراحات الصرع الدكتور مبشر أحمد، وتكللت العملية بالنجاح وتمّت متابعة المريض في جلسات عدة، ولله الحمد حالياً لا يعاني أي نوبات صرعية وتقلص عدد الأدوية إلى نوع واحد من أدوية الصرع. واستقبل المركز حالة أخرى لفتاة في الـ ١٥ من عمرها كانت تعاني نوبات صرع جزئية مركبة منذ كانت في الخامسة من عمرها حسب التاريخ المرضي لها وكانت تحصل لها أربع نوبات صرعية في الشهر، حيث تمت متابعتها من قِبل وحدة مراقبة الصرع بالمركز وتم تحويلها إلى مركز جراحة الصرع وبعد مناقشة الحالة تبين أن المريضة تعاني ورماً دماغياً حميداً في الفص الصدغي الأيمن وتم استئصال الورم بالكامل وتكللت العملية بالنجاح وبعد جلسات عدة ومتابعة مستمرة، ولله الحمد، أصبحت المريضة لا تعاني أي نوبات صرعية وتتناول فقط نوعاً واحداً من أدوية مضادات الصرع وهي في تحسن مستمر. وأوضح استشاري جراحة المخ والأعصاب بالمدينة، أن هناك مريضاً آخر تمّت معالجته بطريقة أخرى لم يتم الاستئصال جراحياً؛ بل بتركيب جهاز لتحفيز العصب الحائر (العصب الدماغي العاشر)، مبيناً أن هذه العملية تتم عن طريق زراعة جهاز تحت الجلد في أعلى مقدمة الصدر ولا تستغرق وقتاً طويلاً. وبفضل الله، أدّى ذلك التدخل إلى تحسن حالة المريض بشكل كبير والكثير من الحالات المشابهة. من جانبها، أفادت استشارية علوم الأعصاب والصرع الدكتورة هنادي أبو العلا؛ بأن التعاون بين قسمَي الصرع وجراحة الصرع وتحديد المرضى المؤهلين لمثل هذه العمليات وبكل دقة يؤدي إلى استفادة المريض في المقام الأول وتجنيبه العدد الكبير من الأدوية التي لها مضاعفات جانبية، إضافةً إلى عدم سيطرتها على المرض بشكل كامل، مؤكدةً أن المركز مهيّأ لاستقبال حالات الصرع المستعصية كافة، وذلك لما تمتلكه المدينة من كوادر طبية مؤهلة تأهيلاً عالياً ووجود أحدث الأجهزة الطبية. وبيّنت الدكتورة أبو العلا؛ أن المركز يستقبل عديداً من حالات اضطرابات الصرع التي يقوم بمتابعتها فريق طبي مختص ذو كفاءة عالية وخبرات عالمية، وتم إجراء عديد من العمليات الجراحية للمرضى تكللت جميعها بالنجاح وبنسب شفاء عالية.