د. محمد الصياد* في الفترة ما بين يناير ويونيو 2018، بلغ صافي صادرات الغاز الطبيعي من الولايات المتحدة 0.87 مليار قدم مكعبة في اليوم، أي أكثر من ضعف متوسط صافي الصادرات اليومية خلال عام 2017 بأكمله (0.34 مليار قدم مكعب في اليوم). وقد أصبحت الولايات المتحدة مصدّراً صافياً للغاز الطبيعي على أساس سنوي في عام 2017 لأول مرة منذ ما يقرب من 60 عاماً، حيث صدّرت أكثر من وارداتها في خمسة من الأشهر الستة الأولى في عام 2018.ويعود الفضل في زيادة صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي في المقام الأول إلى المرافق الإضافية لتصدير الغاز الطبيعي المسال التي أقيمت في الولايات ال 48 السفلى. فارتفعت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال خلال النصف الأول من عام 2018 بنسبة 58٪ مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017، حيث بلغ متوسطها 2.72 مليار قدم مكعبة في اليوم.وقد بلغ إجمالي الطاقة التصديرية للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة 3.6 مليار قدم مكعبة في مارس الماضي. وهناك 4 مرافق أخرى للغاز الطبيعي المسال قيد الإنشاء، ومخطَّط لها أن تدخل الخدمة بحلول نهاية عام 2019، ما سيزيد في نهاية المطاف من طاقة تصدير الغاز الطبيعي الأمريكي المسال إلى 9.6 مليار قدم مكعب في اليوم. وتذهب تقديرات أخرى إلى أن صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال يمكن أن تصل إلى 8 - 9 مليارات قدم مكعب بحلول 2020، والى 12 - 14 مليار قدم مكعب في اليوم بحلول عام 2025، وربما أكثر من ذلك.وقد جاء تصريح الرئيس المكسيكي الجديد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بأنه سوف يحظر أنشطة التكسير الهيدروليكي بمجرد دخوله إلى القصر الرئاسي في الأول من ديسمبر المقبل، ليوفر للغاز الطبيعي الأمريكي فرصة جديدة للتوسع في السوق المكسيكية اللصيقة وبتكلفة نقل بالأنابيب تنافسية. وهناك توقعات أخرى تصب في مصلحة مستقبل الغاز الأمريكي، ومفادها أن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال سيواصل نموه بمعدله السنوي البالغ 5-7٪، والذي كان عليه منذ عام 2000. أيضا، وبحسب وكالة الطاقة الدولية، فإنه في الوقت الذي ستبقى فيه أستراليا من بين أكبر المصدرين المنافسين في أسواق استهلاك الغاز الطبيعي المسال العالمية، فإن الولايات المتحدة قد تصبح أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2025 إذا وُضع قرار الاستثمار النهائي لمشاريع الغاز الجديدة موضع التنفيذ خلال العامين المقبلين.ومنذ البدء، نشطت محطات تصدير الغاز الأمريكية لاتباع سياسات تسويقية مرنة لمقارعة منافسيها الشرسين في السوق والتكيف مع متطلبات المشترين. فقد قام مشروع تصدير ماجنوليا للغاز الطبيعي المسال الذي تبلغ تكلفته 3.5 مليار دولار بإنشاء محفظة نموذجية يستطيع العميل فيها الاحتفاظ بإمدادات الغاز الطبيعي المسال في صورة عقد طويل الأجل بنسبة 40٪، و 40٪ في صورة عقد متوسط الأجل، و 20٪ في صورة مشتريات فورية. كما يحاول الأمريكيون أن يعرضوا أسعاراً تنافسية مغرية، تقل قليلاً عن أسعار محطة هنري، وهي محطة خط أنابيب للغاز الطبيعي بولاية لويزيانا مملوكة لشركة Sabine Pipe Line. وهذه المحطة تعد موقع التسليم الرسمي للعقود الآجلة في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس)، حيث تتمتع بإمكانية الوصول إلى العديد من أسواق الغاز الرئيسية في الولايات المتحدة، ومتواصلة مع أربعة خطوط أنابيب داخل الولاية وتسعة خطوط بين الولايات. ويخطط الأمريكيون أيضا لعرض سعر 8 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية على اليابانيين ابتداءً من عام 2023، مقارنة ب 9 دولارات تم رصدها في التسعير الأخير للبلاد. وتتجاوز أطماع مصدري الغاز الأمريكيين، أوروبا وكوريا الجنوبية واليابان والهند والصين الى بيع الغاز الطبيعي المسال للمملكة العربية السعودية، معولين في ذلك على توقعات ارتفاع الطلب العالمي على الغاز بنسبة 50٪ خلال العقدين القادمين. *كاتب بحريني
مشاركة :