دبي: «الخليج» نظمت ندوة الثقافة والعلوم، بالتعاون مع صالون بحر الثقافة في أبوظبي، جلسة قرائية للسيرة الروائية «المستنقع» للروائي حنا مينة، بحضور عائشة سلطان وعلي عبيد الهاملي ود. عبدالخالق عبدالله، وأعضاء صالون القراءة.كان الحضور متفاعلاً مع العمل، ولقي اهتماماً حقيقياً، وتبايناً في وجهات النظر، وذكرت عائشة سلطان أن المستنقع جزء من ثلاثية السيرة الذاتية للكاتب، وقد طرحها بشفافية، وبساطة، رغم الشقاء والبؤس. ويتسم حنا مينة بغزارة الإنتاج، وما يميز أعماله تعلقه بالبحر، ومفرداته، ويتميز بلغة ثرية، ودقة في الوصف، وكثافة في التفاصيل. والرواية سرد لسيرة حياة الكاتب منذ الطفولة، وحلمه بدخول المدرسة، خاصة في تلك الفترة الزمنية للرواية (مرحلة نهاية الحرب العالمية)، وما كابده من بؤس وشقاء في مختلف أنحاء الوطن العربي. تنوعت شخوص الرواية، إلا أن الشخصيات المحورية لديه كانت الأم التي عانت الكثير من مصاعب الحياة بين زوج سكير، وابنتين أصيبتا بالعمى، وتوفيتا بعد فترة، وتعلم من الأم الجد والكد والصدق وتهذيب النفس، وتضاربت مشاعره تجاه الأب، فهو يحبه كوالد ويمقت سلوكه السكير، وغير المسؤول تجاه الأسرة. ولفت علي عبيد الهاملي إلى أنه يعتبر حنا مينة نموذجاً فريداً، رغم أنه لم ينل قسطاً من التعليم، وأنه رغم تشابه حالة الفقر لدى حنا مينة مع حالة الفقر لدى الروائي المغربي محمد شكري في روايته الخبز الحافي، إلا أن ما يميز حنا مينة أسلوبه الممتع، وتركيزه الشديد على التفاصيل، وتصويره الراقي لحال المجتمع من فقر، وبؤس، بأسلوب يشعرنا بالتعاطف مع هذه الأسرة. وطرح الدكتور عبدالخالق عبدالله ملاحظات قيمة حول تكرار بعض المفردات بشكل مبالغ فيه، مثل الفقر المدقع، ما أضعف قليلاً قيمة الحالة، وهناك شخصيات مهمة في الرواية مثل شخصية سبيرو الأعور وهي شخصية صادمة وشجاعة.
مشاركة :