حرب الرسوم الجمركية تخفّض حركة الشحن البحري 60%

  • 10/30/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن خبر تراجع معدلات النمو في الاقتصاد الصيني مفاجئاً لأولئك الذين يتابعون حركة الشحن البحري حول العالم، والحقيقة أن ذلك الأثر كان واضحاً في بيانات حركة الشحن خلال الأشهر القليلة الماضية.ويمكن للمستثمرين الحصول على صورة الأداء الاقتصادي الصيني من متابعة طبيعة السلع والشحنات والمنتجات وعدد الحاويات التي يتم شحنها من وإلى منافذ الصين في أي وقت، حيث يتم نقل حوالي 90% من تجارة السلع في العالم في حاويات على متن السفن عبر المحيطات، مما يجعل النشاط البحري مؤشراً اقتصادياً رئيسياً، كما أنه مؤشر مهم لشركات مثل «وول مارت»، شركة التجزئة العملاقة التي تعتمد بشكل أوسع على شحن المنتجات التي تبيعها من الخارج.وقال جيري وانج، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة «سي سبان» أكبر شركة حاويات في العالم، إن تباطؤ الاقتصاد في الصين بدأ يظهر في بيانات الشحن قبل ستة أشهر من الكشف الرسمي عنه، وتنخرط الشركة في عمليات شحن بالحاويات تزيد بنحو 200 ضعف عما تنقله شركة شحن سريع مثل «فيديكس» ودخلت تعرفة إدارة ترامب على 34 مليار دولار من البضائع الصينية حيز التنفيذ في يوليو/‏تموز، وقد نشطت حركة التجارة قبلها لعدة أسابيع حيث زادت بنسبة 10% بين يونيو /‏حزيران 2018 وإبريل/‏نيسان. ثم انخفضت بشكل ملحوظ بعد فرض تعرفة إضافية. وانخفضت واردات الولايات المتحدة من الصلب الصيني والألمنيوم بنسبة 53% بعد أن دخلت الرسوم الجمركية على هذه المنتجات حيز التنفيذ في مارس/‏آذار مقارنة مع نفس الشهر من عام 2017، وانخفضت الواردات من السلع الصينية التي بلغت قيمتها 34 مليار دولار بنسبة 21% منذ أن دخلت تعرفة شهر يوليو حيز التنفيذ مقارنة بالسنة السابقة.ومازالت البيانات الخاصة بواردات السلع الصينية الخاضعة للتعرفة والبالغة 16 مليار دولار لشهر أغسطس/‏آب غير معروفة كذلك هو الأمر بالنسبة للتعرفة التي فرضت على سلع بقيمة 200 مليار دولار أخرى في سبتمبر/‏أيلول.يمكن ملاحظة تأثير الجولة الأولى من الرسوم الجمركية من خلال متابعة حركة الحاويات الصينية التي يتم تصديرها إلى الولايات المتحدة، ووفقاً لقاعدة بيانات شركة «أوشين تريد داتابيز»، انخفض حجم السلع المتداولة المدرجة في قائمة التعرفة على سلع بقيمة 34 مليار دولار، بنسبة 21٪ في يوليو مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي، كما انخفض عدد الشحنات المستوردة في يوليو 2018 بنسبة 60٪ عما كان عليه في يوليو 2017.وقال ميشيل لوتن مدير شركة «ماريتايم سيبري كونسالتنج»: «يمكن ملاحظة التحول في نقل البضائع الصينية بعيداً عن الولايات المتحدة إلى دول أخرى حيث تتجه تلك البضائع إلى اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وألمانيا وإيطاليا».بالإضافة إلى حركة الحاويات، هناك طرق أخرى للحكم على صحة اقتصاد الصين منها الطلب على المواد الأولية خاصة الشحن السائب للسلع الجافة والصلبة مثل الفحم والحديد والقمح.وقد خفض مؤشر داو جونز للتجارة العالمية من توقعاته حول حجم التجارة الصينية في سبتمبر أربع نقاط إلى 59 نقطة مبرراً ذلك بالقول إن الاقتصاد الصيني يحقق نمواً ولكن بوتيرة أبطأ.أما تأثير الجولة التالية من الرسوم الجمركية التي فرضت في سبتمبر على 200 مليار من السلع الصينية فسيظهر للمتابعين خلال متابعة أداء الاقتصاد الصيني عام 2019، حيث يتم الكشف عن بيانات الجولة الأولى في نوفمبر/‏تشرين الثاني، أما الجولة الثانية أي 200 مليار دولار فسوف يتم الكشف عنها في ديسمبر/‏كانون الأول. (وكالات)

مشاركة :