بعد عدة نجاحات وإنجازات طبية تمكن د. عبدالله العتيبي من ابتكار جهاز طبي جديد يساعد في القضاء على مشاكل خشونة المفاصل التي يعاني منها الملايين حول العالم، لينال على اثرها براءة اختراع من مكاتب البراءات في المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، فيما حظيت «اليوم» بحوار خاص معه اطلعنا من خلاله عن فكرة الاختراع.* حدثنا عن اختراعك الخاص بحل مشكله احتكاك المفاصل.- المنتج عبارة عن طرف صناعيّ لاستبدال الغضاريف المتضررة في المفاصل، وذلك من دون قصّ أيّ جزء من العظم، وهذا على عكس ما هو متعارف عليه اليوم، فهذا المنتج يحافظ على الشكل الطبيعي للمفصل ويتخلص من مضاعفات الطريقة العلاجية الحالية، وحصل هذا المنتج على براءة اختراع سُجلت في مكتب البراءات السعودي، ومكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع، والعلامات التجارية التابع لوزارة التجارة الأمريكية.* ما الدافع الذي جعلك تركز على إيجاد حلول لمشاكل احتكاك المفاصل؟- نظرا لما تسببه هذه المشكلة من آلام كثيرة للمصابين بها وتؤثر على طريقة حياتهم اليومية، لذلك كان الدافع الرئيسي هو إيجاد حل لهذه المشكلة العامة، التي يعاني منها الملايين حول العالم، والتي تنتج عنها صعوبة في حركة المفصل مصحوبة باحتكاك؛ مما يسبب آلامًا شديدة ومرهقة للمصاب بهذه المشكلة أو المرض، وما يزيد صعوبتها أنَّ المريض يشعر بهذه الآلام في عدة مواضع منها: مفاصل الركبة والحوض والكاحل، وفي حالات الكتف والمرفق، وجميع هذه المواضع تقع تحت ضغوط الحركة الناتجة من الوقوف أو الجلوس أو المشي أو صعود الدَّرج، إضافة إلى الاعتماد الكبير عليها أثناء العمل اليومي المعتاد؛ مما يزيد من حدة المشكلة وتفاقُمها.* كيف نشأت الفكرة وما أبرز الصعوبات التي واجهتك؟- بالطبع، الحاجة هي أمُّ الاختراع، فأنا كنت أحد المصابين بهذه المشكلة، أثناء دراستي بالمرحلة الثانوية - عانيتُ من آلام مزمنة في الركبة استمرتْ معي لسنواتٍ، وعندما التحقتُ بكلية الطب كانت تشغلني بعض التساؤلات، وبفضل الله، ثم الأشخاص الداعمين من أعضاء هيئة التدريس والزملاء توصلتُ لفكرة قابلة للتطبيق، نتج عنها اختراع لمنتَج يعمل على حلِّ هذه المشكلة، واستمر العمل على مدى 3 سنوات انتهتْ بتسجيله رسميا في الجهات المعنية ذات الاختصاص محليا وعالميا.* ما الذي يميز هذا المنتج تحديدًا؟- ما يميز هذا المنتج - على سبيل المثال لا الحصر - كونه ذا شكل طبيعيّ للمفصل، يساعد على الحركة بشكل أفضل بعد تركيب الطرف الصناعي، أما عن المضاعفات فهي أقل مقارنة بالمتبع حاليًا، بالإضافة الى أنَّ تكلفة العملية سوف تكون أقل على المريض والمنشأة الصحية مما سوف يؤدي الى توفير مئات الملايين، كما أنَّ مدة العملية سوف تكون أقلّ؛ مما يقلل من المضاعفات خلال العملية وبعدها.* متى سوف يكون المنتج متوافرًا ومتاحًا للاستخدام على نطاق واسع؟- جارٍ العمل حاليًا على عدد من التصاميم للشكل النهائي لهذا المنتج لاختبارها وعمل التجارب المختبرية والدراسات التجريبية قبل الإطلاق التجاري، وبإذن الله خلال السنوات القريبة القادمة سيكون متاحًا للجميع.* ما أبرز مساهماتك البحثية إلى الآن؟- تخرجتُ في كلية الطب قبل 4 سنوات، وشاركتُ في 11 بحثًا علميًّا، ولدي 20 بحثًا تم نشرها ما بين المجلات والدوريات العلمية والمؤتمرات الطبية، ولا أزال في بداية المشوار المهني. وتم تكريمي عام 2016 من وزير الحرس الوطني السعودي السابق الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وفي عام 2018 من الدكتور بندر القناوي، المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، وذلك لحصولي على المركز الأول في جائزة الطبيب المقيم الباحث.* هل توجد جهة داعمة لجهودك البحثية واختراعك؟- نعم، مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، التابع للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، قدَّم لي الكثير من الدعم.* كلمة أخيرة..- التغيير يبدأ بكَ أنت، غيَّر نفسك للأفضل ثم ساهم في دفع الآخرين للتقدم إلى الأمام، واحرص على الاحتكاك بالإيجابيين والمنجزين فهم عامل مهم جدًا لتقدمك؛ لأنَّ الطاقة الإيجابية مُعدية.
مشاركة :