العثيمين: نواجه فكراً متطرفاً يولد إرهاباً أعمى وعنفاً مدمراً وتجييشاً طائفياً

  • 10/30/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين، أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات ويحيط بها مخاطر ومشكلات، أبرزها فكر متطرف يولد إرهاباً أعمى وعنفاً مدمراً وتجييشاً طائفياً يقوده تعصب مذهبي غايته تقسيم الأمة فرقاً وطوائف، وإن بقاء هذا الأمر خطر على وحدة الأمة وتهديد لوجودها وبقائها وطمس لهويتها. وقال العثيمين في كلمته أمام مؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي في دورته الـ23، الذي انطلقت أعماله مساء أمس (الأحد) في المدينة المنورة: «الأمة تواجه تحديات خارجية لا تقل خطراً عن التحديات الداخلية، وهي تحديات تحركها أحقاد تعمل على مسخ هوية الأمة وعقيدتها وتقودها أطماع تهدف للسيطرة على مقدرات الأمة وتعطيل مسيرتها وتفلتها، والتحديات الخارجية تتغذى على النزاعات المطرفة والأفكار المنحرفة، كما أن الثورة التقنية الحديثة فتحت المجال أمام بعض الجهال لكي يتحدث عن قضايا الأمة والمسلمين بل ويتجرؤون على الفتوى وهو ما جر نكبة التطرف والإرهاب». وأوضح أن موجة الانفتاح الإعلامي دفعت إلى إثارة حماسة العديد من المتربصين بالدين الإسلامي لإثارة بعض القضايا الفقهية القديمة وتوظيفها في أجندتهم الفكرية والسياسة، ومن هنا يبرز دور مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي تعتبره منظمة التعاون الإسلامي إحدى أجهزتها المهمة في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف وصياغة مفاهيم أصيلة ومستجدة وقابلة للتطبيق على أن تتماشى هذه المفاهيم والتأصيلات مع ثقافة العصر الحديثة وتضرب في الوقت نفسه بجذورها في عمق التراث الإسلامي ومقاصد الشرع الحكيم. ودعا العثيمين أعضاء المجمع إلى تكثيف الجهود في هذا المضمار بالموازنة مع جهود مركز صوت الحكمة للحوار والسلام والتفاهم الذي تأسس في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي للتصدي لخطاب الكراهية وتصحيح المفاهيم المغلوطة والمتطرفة وإشاعة مبادئ وقيم التعايش والتعارف بين الأمم والحضارات على اختلافها. بدوره، اعتبر المستشار بالديوان الملكي رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد، أن الدورة الحالية تعقد في زمن حرج للأمة وهي تشهد الفرقة والتنازع والاختلاف بجانب حالة التشدد الديني والتنطع والجهل والتعصب المذهبي الذي يضعف الأمة ويجعلها في خطر وفريسة سهلة أمام الأعداء، ونؤكد أهمية دور العلماء والفقهاء في معالجة هذه المشكلات وحل المعضلات متسلحين بالعلم الشرعي. وشدد على أنه لا طريق يعيد إلى الأمة نصرها وقوتها وعزتها إلا التزام الاعتصام وعدم التفرق، مشيراً إلى أن مواضيع المجمع تتنوع بين مواضيع السياسة الشرعية والأسرية والطبية والاقتصادية والفكرية، وهي مواضيع تهم الأمة وكتب فيها بحوث قيمة يناقشها المؤتمر والجميع ينتظر ما تخرج عنه المناقشات من توصيات وقرارات تنتهي بإصدار وثيقة المدينة المنورة، مشيدًا بدور الجامعة الإسلامية في تنظيم المؤتمر. بدوره، أوضح أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور عبدالسلام العبادي، أن الدورة الحالية للمؤتمر تتناول مواضيع معاصرة تشمل زواج الصغيرات وختان الإناث وأثر عقد الزوجية على ملكية الزوجين واستكمال أحكام المفطرات في مجال التداوي وأحكام الحلال والإعسار والإفلاس في الشريعة الإسلامية وأحكام الغلبة والتبعية في المعاملات المالية وأحكام التحوط فيها، ومعالجة بعض أحكام الصكوك الإسلامية، بالإضافة إلى استعراض لدراسة الوسائل الفكرية والعلمية التي يواجه بها ما يسمى به الإرهاب في هذه الأيام والتي تندد به الشريعة أيما تنديد وتعمل على محاربته والوقوف في وجهة بكل وسيلة ممكنة. وكان أمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، افتتح مساء أول من أمس، المؤتمر الذي ينظمه المجمع بالتعاون مع الجامعة الإسلامية خلال المدة من 19 إلى 23 صفر الجاري، والذي يعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

مشاركة :