كتب فلاديمير موخين المعلق السياسي لصحيفة نيزافيسيمايا غازيتا، تحت هذا العنوان مقالا عن إعداد موسكو ودمشق الخطة "ب" في حال تصعيد النزاع المسلح في محافظة إدلب. جاء في المقال: تشير نتائج قمة اسطنبول بشأن سوريا إلى أن روسيا وسوريا يمكنهما استخدام القوة ضد المجموعات الإرهابية الراديكالية في منطقة تخفيض التصعيد في محافظة إدلب. تناقش وسائل الإعلام والخبراء تصريح الرئيس الروسي بوتين بشأن استعداد روسيا لتقديم الدعم اللازم للجيش السوري في تصفية الإرهابيين في حال لم تتمكن تركيا من إخراجهم من منطقة تخفيف التصعيد. تفيد المعلومات الواردة من شمال سوريا بأن القوات السورية تقوم بعمليات عسكرية ضد المجموعات المسلحة في مناطق التمان وخان شيخون وحلب وحماة وكانت جميع هذه العمليات ردا على هجمات قامت بها هذه المجموعات الإرهابية. وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاق الروسي-التركي بشأن إنشاء منطقة خالية من السلاح عرضها 15-20 كلم حول إدلب لم يكتمل. فقد أشار الرئيس بوتين إلى أن عملية سحب "الأسلحة الثقيلة والمجموعات الراديكالية مستمرة. والجانب التركي يفي بالتزاماته ولكن لم ينفذ كل شيء بشكل كامل". وكانت وسائل الإعلام التركية قد أشارت إلى أن "جبهة النصرة" والمجموعات المؤيدة لها ترفض الانسحاب من هذه المنطقة، وهي التي تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار. بحسب الجنرال فلاديمير سافتشينكو رئيس المركز الروسي لمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا. وفقا للاتفاق الروسي – التركي ، على أنقرة حتى نهاية السنة الحالية إخلاء المنطقة من السلاح وإجلائها إلى خارج الأراضي السورية. ولكن تعداد هذه المجموعات يفوق كثيرا تعداد القوات الروسية والتركية في سوريا معا. لذلك لا يعرف كيف ستتمكن موسكو وأنقرة من نزع سلاح هذه المجموعات. صحيح يقاتل إلى جانب أنقرة "جيش سوريا الحر" الذي يقاتل في نفس الوقت "جبهة النصرة" والتشكيلات الكردية المسلحة المدعومة من واشنطن. ولكن "جيش سوريا الحر" يشن بين فترة وأخرى هجمات على مواقع القوات الحكومية ولا يعترف بالنظام القائم في سوريا. وكان هذا موقف تركيا أيضا، حتى أن العديد من وسائل الإعلام أشارت إلى أن الأراضي التي تسيطر عليها القوات التركية وتشكيلات "جيش سوريا الحر" ستبقى خاضعة لسيطرة أنقرة إلى الأبد. ولكن من جانب آخر أكد الرئيس التركي أردوغان مع زعماء فرنسا وروسيا وألمانيا على "التزامه الراسخ بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها". ومن جانب آخر أعلن أردوغان في مؤتمر صحفي بعد القمة الرباعية، بأن تركيا ستبقى تدعم القوات التي تحارب ضد الإرهابيين وضد الوحدات الكردية، مشيرا إلى أن أنقرة ستبقى تتعاون مع موسكو في قضية إدلب. وهذا يعني بأن أنقرة تهدف إلى تسوية قضايا الأمن وتطبيع الأوضاع، وأيضا غلى القيام بعمليات عسكرية نشطة. أما الرئيس بوتين فقد أعلن بأن قاعدة حميميم تتعرض لهجمات الدرونات باستمرار فقد تم إسقاط 50 منها خلال 1.5-2 شهر. ويذكر أن أكبر هجوم بطائرات من دون طيار وقع في يناير 2018 وقد أعلن ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي في بكين بأن هذه الدرونات أطلقت من طائرة استطلاع أمريكية. وبالطبع نفى الجانب الأمريكي ضلوعه في هذا الهجوم. يقول الخبير العسكري العقيد شامل غارييف بهذا الصدد، "من غير المرجح أن تتحمل روسيا الاستفزازات أكثر بما فيها هجمات الدرونات على مواقعها، خاصة وان معظمها من محافظة إدلب. لذلك اعتقد بأن لدى موسكو ودمشق خطة "ب" تتضمن القضاء التام على المسلحين هناك، حيث سبق أن أعدت مثل هذه العملية بمشاركة التشكيلات الشيعية. ولكن تركيا والمجتمع الدولي حالا دون ذلك. لذلك أنشئت منطقة منزوعة السلاح حول إدلب. ولكن هل سيؤدي إنشاء هذه المنطقة إلى السلام، وخاصة من غير الممكن نزع سلاح المجموعات الراديكالية. لذلك يجب القضاء عليهم، وهذا يتطلب القيام بعمليات عسكرية نشيطة ومكثفة. وأعتقد عاجلا أم آجلا ستنفذ هذه العملية". المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :