تواجه العراق عقبات عديدة قبل استضافة دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم الـ22، وذلك وفق التقرير الذي أعده أمناء مجالس الاتحادات الخليجية أثناء زيارتهم التفقدية برفقة المهندسين إلى البصرة نهاية الأسبوع الماضي، ويبدو أن البصرة غير جاهزة لاستضافة حدث كروي هام ككأس الخليج، بالإضافة للحظر المفروض عليها بإقامة المباريات الدولية للمنتخب العراقي الذي يعد من أبرز العراقيل التي تواجهها قبل الاستضافة، ويسابق الاتحاد العراقي الزمن لتحقيق المعجزة وتخطي العقبة عبر اتصالات مكثفة يجريها مع اتحادات وطنية وشخصيات رياضية لنفوذها وقوتها داخل أروقة الاتحاد الدولي (فيفا). وكان وفد مكون من أمناء سر الاتحادات الخليجية يتقدمهم أمين سر الاتحاد القطري سعود المهندي بالإضافة لعدد من المهندسين قاموا بزيارة تفقدية إلى البصرة تلبية لدعوة من الاتحاد العراقي استمرت ثلاثة أيام حيث أكدت تصريحات أمين سر الاتحاد العراقي لكرة القدم بالوكالة طارق احمد أن انطباعات ومؤشرات ايجابية خرج بها وفد أمناء سر الاتحادات الخليجية. وكان رؤساء الاتحادات الخليجية في اجتماعهم الأخير بالمنامة منحوا العراق مهلة تنتهي في الخامس من أكتوبر القادم لاستكمال جميع التحضيرات والانتهاء من تنفيذ جميع التوصيات والمطالبات التي أكدت عليها اللجنة الهندسية في آخر زيارة لها إلى مدينة البصرة، وشملت زيارة الوفد الخليجي إلى مدينة البصرة العراقية مطار المدينة والمركز الطبي المخصص للبطولة والأسواق العامة والمراكز الشهيرة في محافظة البصرة الجنوبية والمحال التجارية الكبيرة وأماكن سكن الوفود الرسمية والشخصيات الرفيعة. لى صعيد متصل أبدى الاتحاد الكردستاني لكرة القدم في إقليم كردستان استعداده لاستضافة خليجي 22 في اربيل، وذكر سفين كنبي في وقت سابق أن حكومة الإقليم جاهزة لاستضافة وإنجاح الحدث الخليجي إذا ما تقرر نقل البطولة خارج البصرة. وتوجد في مدن الإقليم الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك ملاعب حديثة وفنادق وبنى تحتية متميزة على صعيد كرة القدم، فضلا عن وجود مطارين دوليين في السليمانية واربيل، وتتميز مدن الإقليم بطفرة عمرانية لافتة حتى أصبحت محط اهتمام الاستثمار العالمي ومركز جذب للسياح على مدار السنة خاصة أن اربيل تستعد لاستضافة تصفيات آسيا للشباب مطلع الشهر المقبل، ولم تجد هذه الدعوة أي ردة فعل سواء من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم او باقي المؤسسات الرياضية الأخرى الحكومية وغير الحكومية، لكنها لاقت ترحيبا كبيرا لدى الشارع الكروي في العراق والجمهور الذي يتقاطر على مدن الإقليم للراحة والاستجمام على مدى أيام العام، واللافت أن وزارة الشباب والرياضة تلزم الصمت هذه الأيام إزاء الحديث عن استعداد البصرة لاستضافة خليجي 22. مهمة الوصول للملعب وكان وزير النقل الدكتور جباره بن عيد الصريصري، أوضح لـعكاظ أن وزارته بصدد تشييد 14 جسرا لربطها بتقاطعات مدينة الملك عبدالله الرياضية بمحافظة جدة، بالإضافة الى أربعة جسور أودية تجاوزت كميات الأعمال الخرسانية المسلحة فيها وما يلزمها من أعمال تكميلية 185.000 متر مكعب، لتسهيل مهمة دخول وخروج الجماهير من كافة الجهات مؤكدا أن هذا المشروع وعند الانتهاء منه بإذن الله سوف يحقق الربط المباشر لمدينة الملك عبدالله الرياضية على طريق المدينة المنورة وطريق الحرمين دخولا وخروجا، بالإضافة إلى خدمة المشاريع التي تقع شمال وغرب وجنوب مطار الملك عبدالعزيز الدولي لمركز الأمير سلطان الحضاري ومشروع وزارة الإسكان ومشروع مستشفى الملك فيصل التخصصي، والمشروع الإسكاني لمؤسسة للتقاعد. اجتماع الاستضافة من جهة ثانية، أكد أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد الخميس لـعكاظ أن الزيارة جاءت تفقدية وللاطلاع على المنشآت الرياضية والفنادق بالإضافة للمستشفى الخاص بالدورة والبنى التحتية للملاعب، وأضاف: سجلنا بعض الإيضاحات التي طلبنا من خلالها الاستفسار عن بعض المتعلقات مثل البنى التحتية لملعب مدينة البصرة بالإضافة للخطة الزراعية وأمور فنية خاصة في الملعب من غرف حكام ولاعبين وغيرها وسيتم عرضها في اجتماع في الثالث من أكتوبر. ورفض الخميس الكشف عن الدواعي الأمنية في المدينة مرجعا ذلك إلى اجتماع الخامس من أكتوبر الذي سيتم النقاش خلاله. القدرة على النجاح أوضح المتحدث الرسمي لاتحاد القدم السعودي عدنان المعيبد أن استضافة المملكة لحدثين هامين خلال الفترة القادمة تشكل نقلة نوعية لرياضة المملكة خاصة إذا ما علمنا أن آخر حدث استضافته السعودية قبل حوالى نحو عشرين عاما من خلال كأس العالم للشباب إلى جانب كآس آسيا للشباب قبل نحو خمسة مواسم، وأكد المعيبد أن استضافة هذه الأحداث بحاجة لتجهيزات عالية واستحداث نظام وتخطيط مسبق تحفظ من خلاله الحقوق والشركة الراعية والناقل التلفزيوني. وأضاف: أهم إيجابيات استضافة البطولات هو اكتشاف كوادر وطنية بارزة يستفاد منها في الدوري المحلي بالإضافة لاكتساب المزيد من الخبرات. وامتدح المعيبد تفاعل المقام السامي مؤكدا أنه ليس بمستغرب عليه، مشددا على أن مطالبته للجهات الحكومية الأخرى بالتعاون مع اتحاد القدم واللجنة الأولمبية شيء يدعو للفخر والاعتزاز لشباب الوطن. وتابع: في ما يخص كأس آسيا سنقوم بإعداد ملف كامل قبل أن يتم تسليمه للجهات المعنية ومن خلاله سيتم النظر إلى الملف الأفضل. وعن حظوظ المملكة في استضافة الحدث بين المعيبد أن حقوق المملكة تبقى الأقوى خاصة أنها سبق وحققت اللقب ثلاث مرات خارج أراضيها ولعبت على خمسة نهائيات بالإضافة إلى أنها لم يسبق أن استضافت الحدث الآسيوي وهذا ما سيدعم الملف وبقوة. وتابع المعيبد حديثه: ما يميز المملكة هو اتساعها الكبير في المساحات فهي تتيح لنا الفرصة بشكل أكبر بالإضافة إلى افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة والتحسينات التي طرأت على ملاعب المملكة مثل استاد الأمير عبدالله الفيصل وملعب الملز وملعب القصيم سيزيد من حظوظ استضافة الحدث الآسيوي. وفي ما يخص استضافة كأس الخليج 22، أشار المعيبد إلى أن هذا الموضوع سابق لأوانه ومن الصعوبة الحديث والخوض فيه إذا ما علمنا أن العراق تكثف اجتماعاتها ونشاطها حرصا منها على بقاء حظوظها في الاستضافة. وأردف المعيبد قائلا: العوائد المادية من وراء استضافة البطولات الهامة ستكون مميزة وليس من التأكيد أن تغطي الإيرادات المصاريف، فالقضية ليست قضية بيع منتج كما هو معروف إنما تنظيم وحدث واستضافة يتعلق بأمور كبيرة وخارجة عن التوقعات ومن الممكن أن تصادف مصروفات تكون أكثر من الإيرادات ولكن بدعم المقام السامي الكبير للملف مشكورا أعتقد أن الأمور المادية باتت سهلة بالنسبة للاتحاد، أضف لذلك أن المملكة تستضيف سنويا ملايين الحجاج فمن باب أولى أن نستضيف مثل هذه البطولات.
مشاركة :