ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 36 سنتاً في تداولات، أمس الأول، ليبلغ 74.91 دولاراً مقابل 74.55 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الجمعة الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية. وفي الأسواق العالمية، هبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت أمس، متأثرة باستمرار ضعف أسواق الأسهم العالمية وبإشارات على زيادة الطلب العالمي على الخام على الرغم من العقوبات الوشيكة على صادرات النفط الإيرانية. وكانت عقود برنت الآجلة لأقرب استحقاق عند 77.18 دولاراً للبرميل، بانخفاض 16 سنتاً، أو ما يعادل 0.2 في المئة، مقارنة مع التسوية السابقة. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 15 سنتاً عن التسوية السابقة إلى 67.19 دولاراً للبرميل، ليتقلص فارق السعر بين خامي القياس الرئيسيين إلى أقل من عشرة دولارات للبرميل. الطاقة الدولية من ناحيته، قال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، إن أسعار النفط المرتفعة تضر المستهلكين، وقد يكون لها تداعيات عكسية على المنتجين. وتأثرت بالسلب اقتصادات آسيوية كبيرة ناشئة مثل الهند وإندونيسيا هذا العام جراء زيادة أسعار النفط الخام، التي على الرغم من انخفاضها هذا الشهر ما زالت مرتفعة نحو 15 في المئة منذ بداية 2018. وارتفعت تكاليف استيراد الوقود أكثر جراء انخفاض عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار، مما يعرقل النمو وحتى أثار احتجاجات وأدى إلى قيود حكومية على أسعار الوقود في الهند. وقال بيرول خلال مؤتمر للطاقة في سنغافورة، «العجز في ميزان المعاملات الجارية لكثير من الدول تأثر بسبب ارتفاع أسعار النفط». وأضاف: «هناك عاملان يضغطان على نمو الطلب العالمي على النفط إلى الجانب النزولي. أحدهما هو ارتفاع أسعار النفط، وفي العديد من الدول يرتبط هذا مباشرة بأسعار المستهلكين. والثاني هو تباطؤ زخم النمو الاقتصادي العالمي». وقال بيرول، إن تأثير ارتفاع أسعار النفط سيتفاقم في جنوب شرق آسيا في حين يرتفع الطلب سريعاً بينما ينخفض الإنتاج، مما سينجم عنه أن تصبح المنطقة مستورداً صافياً للنفط والغاز والفحم. ورغم احتمال التباطؤ، يقول بيرول، إن التوقعات العامة لاستهلاك الوقود هي استمرار النمو. وقال «الطلب العالمي على النفط سيواصل النمو حتى في ظل زيادة السيارات الكهربائية إذ إن هذا أمر تهيمن عليه قطاعات البتروكيماويات والطيران من بين قطاعات أخرى». كما ذكر بيرول أن الطلب على الغاز الطبيعي المسال سيزدهر. وذكر أن تجارة الغاز الطبيعي المسال عالمياً قد تتجاوز 500 مليار متر مكعب يومياً بحلول 2023 لتنمو بمقدار الثلث في السنوات الخمس المقبلة. وقال بيرول، إن ثلاث دول فحسب، قطر وأستراليا والولايات المتحدة، ستورد 60 في المئة من الغاز الطبيعي المسال عالمياً بحلول 2023. العقود الصينية ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط المقومة باليوان الصيني في ختام التداولات، عقب تصريحات المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، ورغم انخفاض نظيرتها المقومة بالدولار، تزامناً مع ترقب المستثمرين لمستجدات الصراع التجاري بين واشنطن وبكين. وعند إغلاق جلسة الثلاثاء في بورصة شنغهاي للطاقة، زادت العقود الآجلة للخام تسليم ديسمبر بنسبة 0.35 في المئة أو بمقدار 1.9 يوان لتنهي الجلسة عند 541.1 يوان للبرميل (77.76 دولاراً). بريتيش بتروليوم على صعيد الشركات، أعلنت مجموعة «بي بي» النفطية البريطانية (بريتيش بتروليوم) تضاعف صافي أرباحها في الربع الثالث من العام على وقع الارتفاع الحاد الذي شهدته أسعار الخام. وارتفع صافي الأرباح بعد الضرائب إلى 3.35 مليارات دولار (2.9 مليار يورو) في ثلاثة أشهر حتى سبتمبر، مقارنة بـ1.77 مليار دولار في العام السابق، بحسب بيان صادر عن الشركة. وتضاعفت كذلك الأرباح الناتجة عن تكلفة الاستبدال، التي تستثني التقلبات في قيمة مخزونات النفط الخام إلى 3.8 مليارات دولار. وقال كبير موظفي الشؤون المالية برايان غيلفاري في بث عبر الإنترنت، نشر إلى جانب النتائج: «ما نراه هو زخم ترافق مع تنفيذ الاستراتيجيات» مشيراً كذلك إلى أن زيادة النشاط في إتمام مشاريع أساسية ساهم في تحسن أداء المجموعة. وارتفع سعر برميل نفط برنت في / سبتمبر ليبلغ أعلى مستوى له منذ أربع سنوات متجاوزاً 82 دولاراً للبرميل على وقع المخاوف المرتبطة بانقطاع أو انخفاض الإمدادات من إيران بعدما بلغ سعر البرميل نحو 50 دولاراً صيف العام الماضي. وازدادت عائدات «بي بي» كذلك لتبلغ 79.5 مليار دولار. وأرجع الرئيس التنفيذي للشركة بوب دودلي «العائدات القوية وتنامي تدفق النقود» إلى «تركيزنا على العمليات الآمنة والموثوقة وتنفيذ استراتيجيتنا». وستمول «بي بي» عملية شراء بقيمة 10.5 مليارات دولار لعمليات شركة التعدين العملاقة «بي إتش بي بيليتون» المرتبطة بالنفط الصخري الأميركي والغاز، وسيتم ذلك نقداً بشكل كامل بفضل ارتفاع أسعار النفط. وقال غيلفاري «بينما بقيت أسعار النفط عند هذه المستويات، نتوقع أن نمول العملية نقداً بشكل كامل». وأضاف «في هذه الحالة، سيستخدم برنامج بيع الأصول بقيمة خمسة إلى ستة مليارات دولار المرتبط بالصفقة لخفض الديون». ويفتح الاتفاق التاريخي الذي سيتم إتمامه الأربعاء صفحة جديدة لـ«بي بي» في الولايات المتحدة بعد كارثة خليج المكسيك التي وقعت عام 2010 عندما تسبب حادث في إحدى منصات الشركة بتسرب نفطي ضخم وأسفر عن مقتل 11 شخصاً قبالة لويزيانا وبأسوأ كارثة بيئية في تاريخ الولايات المتحدة.
مشاركة :