هل يتجرأ تويتر على إلغاء إعادة التغريد

  • 10/31/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يحاول تويتر مراجعة خدماته والارتقاء بالصالح العام، ويفكر بشكل جدي بإلغاء “الإعجاب” و”إعادة التغريد” اللذين يستغلان أسوأ ما في غرائز المستخدمين، ويسمحان بإعادة نشر المحتوى المسيء والأخبار الكاذبة. واشنطن - أعلن جاك دورسي الرئيس التنفيذي لتويتر أن الشركة تعيد التفكير في كل شيء يتعلق بالخدمة وقد تزيل زر الإعجاب الذي يتخذ شكل القلب من على صفحات الموقع وذلك كجزء من “التزامها بتطبيق معايير المحادثة الصحية”. وأثارت تصريحات دورسي لصحيفة تلغراف مفاجأة لمستخدمي تويتر، رغم أنها ليست المرة الأولى التي يشير فيها إلى شعوره بالإحباط تجاه هذا الزر. وقال دورسي قبل أسابيع قليلة في مؤتمر “وايرد 25” “لدينا زر إعجاب كبير يشبه القلب، والذي من خلاله نحفز المستخدمين على زيادة نشاطهم على صفحات الموقع. ولكن هل ما نفعله هو الشيء الصحيح؟ مقابل المشاركة في محادثة عامة أو محادثة صحية؟ كيف يمكننا تشجيع المستخدمين على المشاركة في محادثة صحية؟”. وكانت شركة تويتر تكافح لسنوات من أجل ترويض إساءة الاستخدام وبناء تجربة أكثر إيجابية للمستخدمين. وفي تغريدة نُشرت في يوليو الماضي، ووفق ما ذكرت تايلور لورينز في تقرير على موقع أتلانتك، تعهدت الشركة بالعمل “للارتقاء بالصالح العام، والانفتاح، والتحضر الحواري على خدمتنا”. وفي وقت سابق من هذا العام، قدمت تويتر أيضًا أداة مرجعية جديدة تسمح للمستخدمين بحفظ التغريدات دون الحاجة إلى ضغط زر الإعجاب. وإلى جانب ذلك، يعدّ زر “إعادة التغريد”، وليس الإعجاب، طريقة المكافأة الأقوى التي اعتمدتها تويتر”. مستخدمو تويتر الذين يئسوا من نيل الشهرة يعيدون نشر تغريداتهم، ويكررون المعلومات وبهدف سرعة الانتشار على تويتر، يضطر المستخدمون إلى التغريد بتعليقات غريبة أو آراء متطرفة أو أخبار مزيفة أو ما هو أسوأ، ويعمدون إلى نشر معلومات وآراء زائفة ومدمّرة في محاولة لتحقيق هدف الانتشار. وتم إنشاء حسابات تويتر على أساس هذه الاستراتيجية. ولكن إذا أراد موقع تويتر حقًا التحكم في آليات المكافآت الخارجة عن نطاق التحكم التي أنشأها، فيجب أن يكون زر “إعادة التغريد” هو أول ما يجب إزالته. ويستغل زر “إعادة التغريد” أسوأ ما في غرائز المستخدمين. إنهم يخدعون مستخدمي تويتر بجعلهم يعتقدون أنهم يساهمون في محادثة صحية من خلال تضخيم وجهات نظر الآخرين. ونظرًا إلى أن تويتر لا تسمح بإجراء تعديلات على نصوص التغريدات، فإن المعلومات التي تنتشر عن طريق تويتر هي أيضًا أكثر احتمالًا أن تكون خاطئة. ووفقاً لبحث نشره “معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا” في مجلة “ساينس”، يقوم مستخدمو تويتر بإعادة نشر الأخبار المزيفة بمعدل ضعف ما ينشرونه من الأخبار الحقيقية. أما مستخدمو تويتر الذين يئسوا من نيل الانتشار والشهرة، فإنهم يعيدون نشر تغريداتهم الخاصة، ويكررون المعلومات. وتم تقديم زر “إعادة التغريد” في البداية من أجل جعل تويتر مكاناً أفضل. وفي ذلك الوقت، أعلن الشريك المؤسس للشركة، بيز ستون “إننا نأمل أن تنتشر معلومات مهمة أو جديرة بالنشر أو حتى مجرد معلومات مشوقة بسرعة عبر الشبكة التي تشق طريقها بفعالية إلى الأشخاص الذين يريدون أو يحتاجون إلى المعرفة”. وكانت هذه هي الطريقة الأولية التي اعتمدتها الشركة لضمان أن المحتوى الأكثر إثارة للاهتمام والأكثر جاذبية من شأنه أن ينتشر وأن يبقي المستخدمين مهتمين أكثر بالمعرفة. ولكن لأكثر من عامين ونصف العام، أطلعت الشركة المستخدمين على تغريدات على أساس خوارزمي لما هو أكثر المحتويات إثارة وتشويقاً، على الرغم من أن جزءا من هذه الخوارزمية كانت تعتمد على بعض سلوكيات المستخدمين من خلال إعادة التغريد. وقد اختبرت الشركة أيضاً بعض المقترحات الجديدة مثل “التغريدات المقترحة”، والتي من خلالها توصي المستخدمين بمتابعتها بناء على اهتماماتهم. من هنا يتضح أن “إعادة التغريد” لا يمثل فقط خطراً، ولكنه عديم الفائدة أيضاً. لذلك، ليس من الغريب أن يصبح المستخدمون متعطشين لرؤية إصدار جديد لتويتر دون زر “إعادة التغريد”. تويتر قد تزيل زر القلب من منصتها الاحتماعيةتويتر قد تزيل زر القلب من منصتها الاحتماعية وفي عام 2013، تم إصدار متصفح جديد لتويتر من دون زر “إعادة التغريد”، وحظي هذا المتصفح بشعبية كبيرة. وفي أبريل الماضي، كتب أليكسيس مادريغال، عن كيفية استخدامه لبرنامج نصي لإزالة “التغريدات المكررة” من صفحته الشخصية وكيف حوّلت تجربته نحو الأفضل. وقال مادريغال “تمثل التغريدات المكررة أكثر من ربع التغريدات على تويتر. وعندما استطعت إزالتهم، كان تجربتي أفضل بكثير. فقد تجنّبت رؤية الأخبار المزيفة والمتكررة التي قد رأيتها بالفعل المئات من المرات. وسمحت لي الفرصة برؤية آراء وتعليقات من أتابعهم بوضوح. لا يزال الأمر غير مثالي، لكنه أفضل بكثير”. وقد قام بن غروسر، وهو فنان وأستاذ في جامعة إلينوي، بإنشاء نسخة مشابهة للمتصفح لكنها أكثر قوة في فبراير الماضي. ويقول غروسر”جزء ممّا يحدث في نشر المعلومات المضللة هو أن الناس يمكنهم تكرار ما قاله شخص آخر. إن إعادة التغريد لها تأثير كبير على ما هو أبعد من ذلك في هذا الصدد”. وأشار غروسر أيضًا إلى أن إزالة الزر “الإعجاب” لن يؤدي إلا إلى جعل زر “إعادة التغريد” أكثر قوة. مضيفا “أخشى أنه إذا قاموا بإزالة زر ’الإعجاب’ أن يلجأ المستخدمون إلى استخدام بعض المؤشرات الأخرى”. وبالطبع، لن يؤدي إزالة زر “إعادة التغريد”إلى منع الأشخاص من الاستشهاد بالتغريدات، ويمكنهم بهذا الأمر الرجوع إلى العصور المظلمة من إعادة التغريد اليدوي، عندما يقوم المستخدمون بنسخ نص التغريدة وإعادة نشره مرة أخرى على حسابهم الشخصي باستخدام الحروف “آر تي”. لكن وعلى الرغم من ذلك، يعد إزالة زر “إعادة التغريد” بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح. هناك علامات تشير قد يكون ومن الواضح بأن دورسي يبدو منفتحًا على الفكرة، فقد حاول القيام ببعض البحث خلال العام الماضي في ما يتعلق بكيفية تحسين المنتج. وقد أظهرت الشركة أيضًا أنها لا تخشى التضحية بسمات مميزة من التطبيق في خدمة ما تعتقد أنها تجربة أفضل. ففي عام 2015، تم استبدال زر “مفضل” بزر “الإعجاب”، كما قام الموقع أيضاً بتطوير آلية التعليقات من خلال إخفاء الرمز “@”. وبعد أن غرد كاني ويست في سبتمبر الماضي عن إزالة “أعداد المتابعين”، استجاب دورسي لتغريدة مغني الراب عبر رسالة نصية قائلا إنه “يفكر بعمق بشأن إزالة زري ’المتابع’ و’الإعجاب’. نحن نريد التغيير. وما كان منطقياً منذ 12 عامًا لم يعد منطقياً هذه الأيام”. وبالنسبة للعديد من مستخدمي تويتر النشطين البالغ عددهم 326 مليون مستخدم شهريًا، لا يمكن إجراء تغييرات في وقت قريب. وقال غوسر “أجد من الغريب أن جاك دورسي قد ألمح إلى تغييرات محتملة منذ فترة من دون محاولة تنفيذ إحداها. أريد أن أرى بعضاً من التنفيذ على أرض الواقع في مقابل استمرار الاقتراح بأنه ربما سيتغير شيء ما”.

مشاركة :