انحسار الثروة الحيوانية يطال الكوكب برمته وتشتد وطأته في بعض المناطق، وباحثون يحذرون من خسارة المواطن الطبيعية والزراعة المكثفة والأنشطة المنجمية والتنمية الحضرية وتسببها في إزالة الغابات واستنفاد الأراضي.باريس – خسرت الأرض تحت ضغط الأنشطة البشرية 60 من حيواناتها البرية، بحسب الصندوق العالمي للطبيعة الذي تتفاقم حصيلة الخسائر في كلّ نسخة جديدة من تقريره. وقال مدير الصندوق ماركو لامبرتيني إن "الحفاظ على الطبيعة لا يعني حماية النمور وحيوانات الباندا والحيتان التي نحبها، فالمسألة أوسع نطاقا بكثير، إذ لا مستقبل سليما ومزدهرا للإنسان على كوكب اختلّ مناخه واستنزفت محيطاته وتدهورت أراضيه وأفرغت غاباته، على كوكب جُرِّد بكلّ بساطة من تنوعه الحيوي". ويطال انحسار الثروة الحيوانية الكوكب برمته وتشتد وطأته في بعض المناطق، كتلك المدارية، بحسب ما جاء في النسخة الثانية عشرة من تقرير "كوكب حيّ" التي نشرت الثلاثاء والقائمة على تتبّع 16700 نوع (4 آلاف فئة). وكانت النسخة العاشرة من هذا التقرير قد كشفت عن تراجع بنسبة 5 % بين 1970 و2010. ويعزى هذا التدهور المتواصل إلى خسارة المواطن الطبيعية والزراعة المكثفة والأنشطة المنجمية والتنمية الحضرية، وهي كلّها تتسبب بإزالة الغابات واستنفاد الأراضي وتحريف استخدامها. تستعين منظمات غير حكومية مدافعة عن حقوق الحيوانات بالتكنولوجيا لمكافحة عمليات التهريب التي تؤدي إلى تراجع أعداد الأجناس الحيوانية. وتواجه الثروة الحيوانية والنباتية في الغابات الاستوائية والتي تتمتع بأحد أهم مستويات التنوع الحيوي في العالم، تهديدا جراء عمليات التهريب المدرة لأرباح طائلة والتي تطال حيوانات مثل قردة اورانغ اوتان وآكل النمل الحرشفي. وتقدر قيمة الاتجار غير القانوني بالأجناس المهددة بحوالي 23 مليار دولار على المستوى العالمي. وللتصدي لهذه الآفة، بدأ مدافعون عن الطبيعة استخدام أدوات جديدة لمحاولة حماية الأجناس النادرة والمهددة. وتستخدم جمعيات حفظ الثروة الحيوانية والنباتية برمجيات معلوماتية تسمح بتحديد الطرق المستخدمة من المهربين واستخراج بيانات من أجهزة الكترونية ضبطت لدى المهربين.
مشاركة :