عدن ــ وكالات وصل رئيس الحكومة اليمنية الجديد، معين عبدالملك، امس “الثلاثاء”، إلى العاصمة المؤقتة عدن، وذلك بعد أسبوعين من تعيينه. وقال مصدر حكومي إن رئيس الوزراء وصل إلى مطار عدن الدولي برفقة غالبية أعضاء الحكومة، قادمين من الرياض. وأشار المصدر إلى أن رئيس الوزراء سيمارس مهامه من العاصمة المؤقتة عدن. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أعلن، منتصف الشهر الجاري، إعفاء رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر من منصبه وإحالته للتحقيق، وتعيين الدكتور معين عبدالملك محله. وينحدر الرئيس الجديد للحكومة اليمنية من محافظة تعز، جنوبي غرب البلاد، وكانت حقيبة وزارة الأشغال العامة والطرق هي آخر المناصب الحكومية التي تقلدها. وخلال الفترة الماضية، عمل رئيس الحكومة اليمنية الجديد، وهو في العقد الرابع من العمر، على عدد من الملفات الحيوية داخل الحكومة اليمنية، أبرزها ملف إعادة إعمار ما دمرته الحرب، مستفيدا من خبرات متراكمة، كأستاذ لفن العمارة الإسلامية بعدد من الجامعات الحكومية اليمنية. ومنذ عام 2013 برز عبدالملك بقوة على الساحة اليمنية، بعد تعيينه عضوا في مؤتمر الحوار الوطني، وترؤسه فريق استقلال الهيئات الوطنية والقضايا الخاصة. على صعيد متصل أكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن انتفاضة نساء صنعاء كانت انعكاسا لحالة القمع والإرهاب والدموية التي تتعامل بها ميليشيات الحوثي الإيرانية مع معارضيها، أو حتى مع أي صاحب رأي في مناطق سيطرتها، كاشفا أن “الانتفاضة الكبرى” باتت قريبة. وفي حوار، عبر الهاتف، مع موقع “سكاي نيوز عربية”، كشف وزير الإعلام اليمني عن ممارسات الميليشيات الإيرانية والتطورات الميدانية على الجبهات، إضافة إلى استخدام الأطفال دروعا بشرية وخلافات الحوثيين الداخلية. وقال الإرياني إن انتفاضة المرأة اليمنية في صنعاء وبعض المدن الأخرى التي رفعت خلالها شعارات “ثورة الجياع”، تعد بمثابة نواة لانتفاضة عارمة لجميع فئات الشعب اليمني في الفترة المقبلة. وأضاف أن التظاهرات السلمية التي دعت إليها النساء في صنعاء وبعض المحافظات كشفت عن ردة فعل هستيرية للميليشيات الإيرانية، وأظهرت هشاشة هذه الجماعة الإرهابية، بعد أن أطلقت كتائبها النسائية “الزينبيات” لقمع التجمعات النسائية بالعصي والهراوات الكهربائية “في سابقة خطيرة لم يسبق حدوثها على مر تاريخ البلاد”. وعبر وزير الإعلام عن استيائه “إثر حملة تشويه وإساءة بالغة لحرائر اليمن عبر المنابر الإعلامية للانقلابيين التي لم تراع أي اعتبارات دينية أو اجتماعية وتجاوزت كل القيم والأعراف في اليمن من خلال البذاءات التي تم إطلاقها”. وتحدث وزير الإعلام اليمني عن موقف القبائل من الاعتداءات التي طالت النساء قائلا: “للأسف الشديد لا يزال موقف المشايخ والقبائل إزاء الاعتداءات التي تعرضت لها النساء من قبل ميليشيات الحوثي حتى الآن سلبيا ولم يثر أي ردود فعل، رغم كونها تمثل انتهاك للعادات والتقاليد والأعراف اليمنية، التي تصون المرأة وتحرم المساس بها”. وأردف قائلا: “هذا الصمت لن يطول وسيتخذ مشايخ وأبناء القبائل في مناطق سيطرة المليشيات الانقلابية موقفا مشرفا في الوقت المناسب”. وتعرضت القبائل اليمنية كغيرها من فئات ومكونات الشعب اليمني لهجمة شرسة من قبل الميلشيات الحوثية، وتم قتل واعتقال العديد من شيوخ القبائل المناهضين للانقلاب وتم تفجير منازل الكثير منهم، يؤكد الإرياني. وأضاف “الميليشيات الإيرانية تسعى لنشر الخلافات والضغائن بين صفوف أبناء القبائل حتى لا يلتفتوا لممارساتهم وانتهاكاتهم، التي لن تصمد طويلا أمام إرادة الشعب اليمني الذي بات يدرك أن خلاصه سيكون بالانتفاض والثورة على الميليشيات الحوثية وتطهير اليمن منها ومن أفعالها المشينة”. وعلى صعيد العمليات الميدانية تواصل قوات الجيش الوطني اليمني تقدمها في المعارك ضد الميليشيات الانقلابية في جبهات عدة بالساحل الغربي، حيث تكبدت الميليشيات الحوثية عشرات القتلى والجرحى. وأفادت مصادر ميدانية لـ”قناة العربية” بأن المعارك، التي تدعمها مقاتلات التحالف العربي امتدت إلى الأحياء الواقعة شمالي مطار الحديدة ، ومحيط الجامعة. وبالتزامن توغلت قوات ألوية العمالقة في منطقة الكيلو 16 عند المدخل الشرقي للحديدة، وصدت محاولات هجومية فاشلة للميليشيات في مربع كيلو 10 بمنطقة كيلو 16. بينما شنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع للمليشيات في منطقة كيلو 16 وكيلو 10 شرقي المدينة، قتل خلالها نحو 30 عنصرا من المليشيا وأصيب العشرات. أما في صعدة، فقد تمكن لواء العروبة في الجيش اليمني، من السيطرة على مرتفعات جديدة وهامة على جبهة الملاحيط ، مركز مديرية الظاهر شمال غرب محافظة صعدة الحدودية. وجاء هذا الانتصار بعد معارك عنيفة، خاضها الجيش الوطني ضد ميليشيات الحوثي في المنطقة. من جهته، قال اللواء عبد الكريم السعدي، قائد لواء العروبة، إن قواته بدعم من التحالف، تمكنت من قطع خطوط إمداد الميليشيات، الرابطة بين الملاحيط و جبال مران ، حيث معقل زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي. إلى ذلك، أكدت مصادر ميدانية أن الجيش تمكن خلال المعارك في الساعات الماضية، من دحر محاولة تسلل للميليشيات، باتجاه مواقع الجيش، واستعادة مواقع كانت تتمركز فيها الميليشيات. يذكر أن قوات الجيش الوطني، تخوض منذ أشهر عدة، معارك متواصلة، تمكنت خلالها من استعادة السيطرة على معظم مناطق مديرية الظاهر، والتقدم نحو مرتفعات مران التي تعد واحدا من أهم المعاقل العسكرية للميليشيات في صعدة. فيما يواصل النظام الإيراني تسليح وكلائه “الحوثيين” في اليمن، وتشجيعهم على تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف السفن وشحنات النفط في البحر الأحمر، ما يشكل تهديدا للملاحة الدولية التي تعبر ممر التجارة الدولية الحيوي. وفي تقرير نشرت مجلة “ذا ترومبيت” الأمريكية، قالت إن مليشيات “الحوثي” يمكنها أن تهدد شحنات النفط الهامة، حيث أظهر فيديو أصدرته وسائل إعلام “حوثية” عناصر المليشيات بحوزتهم ألغام بحرية ويهددون بزرعها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. واعتبرت، أن الفيديو يمثل دليلا إضافيا على أن إيران تسلح مليشيات “الحوثي”، واستراتيجيتها للتأثير والسيطرة على اليمن والدول المجاورة المطلة على البحر الأحمر والبحر المتوسط الجنوبي. ووفقا للمجلة، يتفق محللون على أن الحوثيين على الأرجح ليس لديهم القدرة التقنية على بناء ألغامهم الخاصة، وينطبق الشيء نفسه على الأسلحة المتقدمة الأخرى التي يستخدمونها، مثل الصواريخ الباليستية، ما يؤكد أن إيران هي المورد الرئيسي. من جانبه، أعرب نجيب غلاب، رئيس مركز الجزيرة للدراسات، عن اعتقاده بأن إيران تشجع الحوثيين “على تنفيذ أعمال إرهابية من خلال قوارب مفخخة وصواريخ تستهدف ممر التجارة الدولية في البحر الأحمر”. وأوضح أن هذا يعزى إلى أن “إيران تريد إظهار قدراتها البحرية الإرهابية من خلال الحوثيين على الساحل الغربي”. وأشارت المجلة إلى أن تصرفات إيران تؤثر على أوروبا أيضا، حيث تعتبر شحنات النفط التي تمر عبر مضيق “باب المندب” حيوية بالنسبة للاقتصاد الأوروبي. ووفقًا للبيانات التي جمعتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ونشرتها وكالة “بلومبرج”، فقد مر 4.8 مليون برميل نفط وبترول عبر المضيق في عام 2016، أكثر من نصفها كان متجهاً شمالًا نحو أوروبا. وحذرت المجلة من أنه إذا أصبح البحر الأحمر غير قابل للعبور بسبب الألغام، سيتعين على الناقلات تغيير مسارها حول قارة أفريقيا بأكملها. في غضون ذلك أكدت قبائل خولان الطيال، إثر مؤتمر جمعها، أنها جزء من النسيج الاجتماعي اليمني وداعم رئيسي لسلطات الدولة. وجدد المؤتمرون من قبائل خولان، التأييد والمساندة لكل الجهود الوطنية التي تبذلها القيادة الشرعية بقيادة عبدربه منصور هادي. وثمن مؤتمر قبائل خولان “بطولات وتضحيات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية”، مطالبين كل أبناء القبيلة وجميع القبائل اليمنية والقوى والأحزاب السياسية لبذل المزيد من التكاتف وتغليب مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات المناطقية والحزبية. من جانبه، قال عبدالقوي الشريف، محافظ صنعاء وشيخ قبيلة بني ظبيان إحدى قبائل خولان، إن موقف تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية مع اليمن “تاريخي وعروبي”. وشكر ظبيان التحالف على دعمه الشعب اليمني وتقديمه التضحيات من أجله، مضيفاً: “مواقف التحالف التاريخية لن ينساها اليمنيون”. وشدد على أن “اليمن هو العمق الاستراتيجي للجزيرة العربية”، موجهاً رسالة للحوثيين أن “صنعاء ستعود للحضن اليمني.. أقول للحوثيين: لا بد من صنعاء وإن طال السفر”.
مشاركة :