جاكرتا - صفاء العبد-موفد لجنة الاعلام الرياضي: صعد عنابي الشباب استعداداته للمواجهة الصعبة والمهمة التي تنتظره غدًا الخميس والتي يقابل فيها منتخب كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي لبطولة آسيا للشباب بكرة القدم والمتواصلة حاليًا في العاصمة الإندونيسية جاكرتا. وتبدو معنويات لاعبينا في أعلى درجاتها بعد النجاح الذي حققوه حتى الآن في هذه البطولة والذي تكلل بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم" بولندا 2019" بعد أن أصبحوا بين الأربعة الكبار الذين سيمثلون القارة الآسيوية في المونديال العالمي. والواضح هنا هو أن لاعبينا يدركون جيدًا حجم المطلوب منهم من جهد استثنائي وكبير في مباراة الغد كونهم سيواجهون المنتخب الأكثر فوزًا بلقب هذه البطولة (12 لقب) والأكثر خبرة وحضورًا فيها منذ عام 1959 والمنفرد بكونه المنتخب الوحيد الذي كان طرفًا في نهائي هذه المسابقة (16) مرة. وبرغم أهمية مثل هذه الأرقام على المستوى التاريخي إلا أن الحديث الآن يدور عن مباراة جديدة في كل تفاصيلها وربما لا تمت إلى التاريخ بصلة بقدر ما تمت إلى دقائقها التسعين التي ستكون هي من يقرر من هو المنتخب الأجدر بالوصول إلى نهائي هذه النسخة من البطولة التي عدها المراقبون على أنها واحدة من أقوى بطولات الشباب الآسيوية وفقا لما شهدته العديد من مبارياتها خلال الدورين الأول والثاني حتى الآن. وعندما نركز هنا على الدقائق التسعين فذلك يعني أن كل من المنتخبين سيكونان عند خط شروع واحد وأن طموحاتهما مشتركة وكل منهما يسعى لتحقيق الفوز من خلال ما سيبذله من جهد وما يقدمه من مستوى .. ومن هنا نقول إن على لاعبينا أن يتعاملوا مع هذه المباراة بدون أي رهبة خصوصاً أنهم سبق أن قابلوا منتخبات تفوق المنتخب الكوري مستوى وإمكانات خلال رحلة إعدادهم التي امتدت لفترة ليست بالقصيرة وشهدت مشاركات مهمة في أكثر من بطولة ومباريات تجريبية مع منتخبات كبيرة .. وفي هذا الجانب نشير إلى أن الجهاز الفني لمنتخبنا بقيادة البرتغالي برونو ميجيل كان قد عكف بعد انتهاء مباراة تايلند في الدور ربع النهائي الأحد الماضي على محاولة تصحيح بعض الأخطاء وتجاوز تلك الحالات التي لابد من معالجتها وبالتالي محاولة الوصول إلى أفضل جاهزية ممكنة لمواجهة منتخب يتمتع بإمكانات جيدة ويتطلع للفوز باللقب للمرة الثالثة عشرة في تاريخه مع البطولة. وعندما نشير هنا إلى المعالجات فإنما نتحدث عن أخطاء ما زالت حاضرة على الرغم من كل ما قلناه عن نجاحات العنابي في رحلته القارية هذه .. ولعل في مقدمة ما يجب معالجته هو ذاك الذي يتعلق بالشق الدفاعي إذ ما زال منتخبنا يعاني من بعض الثغرات التي لابد من تجاوزها أمام منتخب يتميز بالسرعة والمهارة والتنظيم في تحركاته الهجومية .. وليس من شك في أن المستوى الدفاعي لمنتخبنا يمكن أن يتأثر بشكل ملحوظ بغياب ركيزته الأساسية المتمثلة بقلب الدفاع أحمد سهيل الذي سيغيب عن مباراة يوم غد بسبب حصوله على إنذارين .. ولكن وبرغم ذلك يبقى الأمل قائمًا بلاعبينا الآخرين لكي يعوضوا عن مثل هذا الغياب مع التذكير بأن مثل هذه الحالات الواردة جدًا في كرة القدم كثيرًا ما أفرزت إمكانات جيدة بين اللاعبين البدلاء عندما يسعون إلى استثمار فرصة الظهور لتأكيد جدارتهم وهذا ما نتمناه طبعًا إلى جانب ما يمكن أن يحدده الجهاز الفني من واجبات على مستوى التنظيم الدفاعي الذي نرجو أن يكون في أفضل مستوى وأن لا تتكرر تلك الهفوات التي شهدناها أكثر من مرة وكان من بينها ما حدث في الشوط الثاني من مباراتنا أمام إندونيسيا في الدور الأول ومباراتنا أمام تايلند في الدور الثاني .. وفي تقديرنا أن منتخبنا إذا ما نجح في الارتقاء بمنظومته الدفاعية إلى المستوى المطلوب فإنه سيكون قادرًا على تقديم مباراة جميلة جدًا أمام كوريا وهو ما يمكن أن يفتح له الطريق لتحقيق الفوز والصعود إلى المباراة النهائية بإذن الله.نصف النهائي والنهائي خارج جاكرتامنتخبنا يعود إلى مدينة بوجور للمرة الثانية يعود منتخبنا الشبابي إلى مدينة بوجور التي سبق أن تواجد فيها قبل مباراته مع الصين تايبيه في دور المجموعات وذلك بعد أن اختارت اللجنة المنظمة نقل مباراتي الدور نصف النهائي والمباراة النهائية إلى تلك المدينة التي تبعد عن العاصمة جاكرتا نحو ساعتين عن طريق البر .. ويبدو أن خروج المنتخب الإندونيسي من البطولة بخسارته أمام اليابان في الدور ربع النهائي الأحد الماضي هو من دفع نحو نقل المباريات المتبقية إلى بوجور بدافع التسويق لتلك المدينة التي تمتلك أحد الملاعب المهمة في إندونيسيا وهو ملعب بكانساري الذي كان قد افتتح عام 2014 ويتسع لـ" 30 " ألف متفرج.. ومع أن المسافة ليست بعيدة بين جاكرتا وبوجور إلا أن الزحمة المرورية تجعل الانتقال من وإلى هذه المدينة مرهقة نسبيًا إضافة إلى أن عملية الانتقال بذاتها من مدينة إلى أخرى ومن فندق إلى آخر تكاد تكون من الأمور المزعجة سواء للاعبين أو حتى المتابعين.تدريب خفيف لمنتخبنا في أجواء ممطرة خضع شباب الأدعم أمس لوحدة تدريبية جديدة على ملعب ميني كابوباتين في مدينة بوجور التي ستشهد آخر ثلاث مباريات في البطولة وهي مباراتي الدور نصف النهائي يوم غد الخميس والمباراة النهائية الأحد المقبل وجميعها ستقام على ملعب بكانساري الذي كان قد شهد مباراة العنابي الثالثة في دور المجموعات مع الصين تايبيه الأربعاء الماضي. وسبقت تدريبات أمس بعض التوجيهات من قبل المدرب البرتغالي برونو ميجيل قبل البدء بالإحماء ومن ثم تنفيذ بعض الجمل التكتيكية المتعلقة بالشقين الدفاعي والهجومي. وغاب عن هذه التدريبات بعض لاعبينا بسبب خضوعهم للاستشفاء من أجل أن يكونوا أكثر جاهزية لخوض الوحدة التدريبية الأساسية المقررة اليوم وهي الوحدة التدريبية التي سيصار من خلالها إلى تحديد الواجبات ووضع آخر اللمسات الفنية من قبل الجهاز الفني وفقًا لقناعاته وقراءاته للمنتخب الكوري وكيفية مواجهته في مباراة العبور إلى نهائي البطولة.
مشاركة :