استحوذت "سابك" بنتائجها القوية غير المتوقعة إلى حد كبير للتسعة أشهر 2018، على أنظار وإعجاب المحللين الماليين الذين فاقت نتائج "سابك" المميزة توقعاتهم في وقت أتت الأرباح المرتفعة 18.3 مليار ريال بنسبة 24 % عن أرباح الفترة المماثلة 14.7 مليار ريال نتيجة أعمال تطويرية ضخمة نفذتها بنجاح في تحول جذري بإعادة هيكلة شاملة لوحدات عملها الاستراتيجية والمركزية وتطوير موثوقية وأداء مصانعها في المملكة وخارجها وخاصة التي في أوروبا والتي نجحت الشركة في دمج وتوحيد عمل عدد منها والتخلص من أخرى مترهلة غير تنافسية مستنزفة لموارد الشركة مع تطوير تقنيات الإنتاج وسلاسل الإمداد التي ساهمت في خفض التكاليف لتجني "سابك" ثمار هذا العمل الجبار في نتائج الفترة الحالية حيث درت مبادرة استراتيجية إعادة الهيكلة مبلغ 1.1 مليار ريال. وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة اللقيم بنحو 25 % مقارنة بالفترة المماثلة وارتفاعها بنسبة 13 % عن الربع الثاني، إلا أن الشركة زادت إنتاجها بأكثر من 3 ملايين طن خلال الفترة لتساهم بإيرادات كبيرة بلغت 128,8 مليار ريال مرتفعة بنسبة 17,7 %، في وقت ساهمت الطاقات الإنتاجية الجديدة من المشروعات المنجزة مؤخراً في زيادة الكميات المباعة التي تزامنت مع ارتفاع أسعار معظم منتجات الشركة مع نجاح الشركة في إنجاز مشروعات توسعية في أوروبا لمشروعين إنتاجيين استراتيجيين في مجمع "سابك" خيلين للبتروكيميائيات في هولندا، التابع لشركة "سابك أوروبا" للبتروكيميائيات، والتي أضافت طاقة جديدة من البولي بروبلين وفق تقنية مبتكرة بطاقة إنتاج تصل إلى نحو 360 ألف طن متري سنوياً. فيما ركزت الشركة على خطط حكومة المملكة الاقتصادية باستغلال موادها الخام الأساسية لدعم الصناعات التحويلية لتشييد الصناعات التحويلية حيث أضاف مشروع الشركة السعودية للميثاكريليت "سماك" المملوكة مناصفة مع شركة "ميتسوبيشي" طاقة إنتاجية سنوية قدرها 40 ألف طن متري من بولي ميثيل الميثاكريليت، و210 آلاف طن من ميثيل الميثاكريليت وتشكل هذه المنتجات جزءا من مجموعة منتجات تهدف من خلالها (سابك) تعزيز نمو قطاع الصناعات التحويلية على الصعيدين المحلي والعالمي، بما في ذلك صناعات السيارات، والإلكترونيات والأجهزة الكهربائية. كما ساهم في دعم أداء الشركة الإيجابي نجاح الشركة بشكل خاص في إعادة هيكلة وحدة البلاستيكيات المبتكرة التي ترتكز أغلب أعمالها في منتجات المواد الداخلة في صناعة السيارات وتحولها إلى وحدة المنتجات المتخصصة، ضمن سلسلة نجاح المبادرات التحولية لأعمال الشركة، بإضافة باقة من المنتجات المتخصصة في كوريا والولايات المتحدة وأوروبا والتي لعبت دوراً رئيساً في استراتيجية 2025م. وشكلت عمليات "سابك" في أوروبا وأمريكا عوائد ضخمة مدعمة بمشروع شحن غاز الإيثان من هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية إلى المملكة المتحدة لمدينة تيسايد التي تحتضن وحدة تكسير أوليفينات تابعة لـ"سابك" حيث ساهمت الإمدادات في دعم تنافسية الشركة وعوائدها. وساهم مشروع دعم شركات "سابك" بالغاز في ينبع الصناعية من شركة غاز التابعة لسابك في تعزيز إمداداتها ببناء وحدة لتوليد النيتروجين بوفورات أمنة بطاقة حوالي 50 ألف متر مكعب في الساعة. فضلا عن الدعم الذي قدمته شركة "بتروكيميا" المملوكة بزيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع الأوليفينات الأول للإيثيلين إلى 180 % من الطاقة الأصلية التي أنشئ عليها عام 1981 إضافة لمشروع توسعة محطة استخراج البيوتاديين بنسبة 60 % لتصل إلى طاقة إنتاجية 197 ألف طن سنوياً. كما يحسب لسابك تعاملها الحكيم مع اللقيم الذي استطاعت أن توجه للقطاعات المهمة التي تعزز تنافسية الشركة وهيمنتها العالمية بالمرتبة الأولى في تنوع حقيبة منتجاتها في وقت يعزو هذا التميز في التعامل مع مواد اللقيم إلى نجاح عملية إعادة الهيكلة في الشركة والتي سمحت بدورها في تعزيز سرعة اتخاذ القرارات التي تمنح الاستجابة لمتطلبات السوق ومختلف تقلبات الصناعة بمرونة أعلى مكن الشركة من توظيف مواردها وخبراتها العالمية لدعم استراتيجية المملكة 2030.
مشاركة :