استبق بيب جوارديولا موقعة توتنهام ومان سيتي في قمة الجولة العاشرة بالبريميرليج، بتصريح أبدى خلاله أقصى درجات احترام المنافس، فقد أشار إلى أن الفريق اللندني هو فريقه المفضل في البريميرليج، بل أضاف أنه يتعلم الكثير من طريقة أداء هذا الفريق على وجه التحديد، وبعد أن حقق مان سيتي فوزاً صعباً بهدف نظيف أحرزه رياض محرز مستعيداً قمة البريميرليج، أكد المدرب الإسباني أنه حقق الفوز على القوة البدنية الهائلة التي لم يسبق أن واجه مثيلاً لها طوال مسيرته التدريبية، ولكنه في الوقت ذاته أقر أن السيتي يحتاج إلى التحسن، وخاصة فيما يتعلق بالقدرة على قتل المباريات الصعبة، واستغلال فرص التسجيل التي تتاح له. وتابع جوارديولا: لقد انتصرنا على الفريق الأقوى بدنياً، لم يسبق لي مواجهة كيان كروي بمثل هذه القوة البدنية، فريق توتنهام لديه سيسوكو، وكين، وداير، وسانشيز، وديمبلي، وغيرهم، وهؤلاء جميعاً يتمتعون بقوة بدنية هائلة، مما جعل المباراة معقدة إلى حد كبير، وعلى الرغم من ذلك أهدرنا فرصاً سانحة لقتل المباراة، كما أن أرضية ملعب ويمبلي لم تساعدنا كثيراً، لقد كانت مباراة جيدة فوق أرضية ملعب سيئة، ولكننا في نهاية المطاف تفوقنا على هذه الصعوبات وحققنا فوزاً مهماً. مان سيتي عاد سريعاً وفي غضون ساعات لقمته التي يسيطر عليها، ليؤكد أنه يسير بخطى واثقة للاحتفاظ بلقب الدوري، على الرغم من حدة وصعوبة المنافسة مع ليفربول الذي يشاركه في نفس الرصيد بـ 26 نقطة من 10 مباريات، وكذلك تشيلسي وآرسنال وتوتنهام الذين يتمسكون بالبقاء في دائرة القمة والمنافسة على اللقب حتى النهاية، وبعيداً عن تصدر سيتي لجدول الترتيب، فقد حقق الفريق رقماً قياسياً تاريخياً، فقد أصبح أول فريق من خارج لندن يحقق الفوز في 5 مباريات متتالية على فريق لندني في عاصمة الضباب. مان سيتي فاز في آخر 5 زيارات له للندن على أندية العاصمة، مما جعله يكتب تاريخاً جديداً لم يعرفه البريميرليج من قبل، كما أن فريق السيتي لم يعرف الهزيمة على الأراضي اللندنية في آخر 7 مباريات محققاً الفوز في 6 منها، والتعادل في مباراة واحدة، واللافت أنه تفوق وعاد بالفوز في آخر 5 مباريات على التوالي، مما يجعل البلو مون يحتل عاصمة الضباب عملياً، فقد تحولت ساحات وملاعب لندن بجميع أنديتها إلى ملعب خاص للسيتي الذي يبدو خلال هذه المباريات وكأنه بين جماهيره في استاد الاتحاد. وأصبح مان سيتي في تغيير معادلة التنافس بين أندية لندن وتلك الأندية القادمة من خارجها، ليكون وريثاً لجاره الكبير مان يونايتد الذي كان يشكل الكابوس الأكبر لأندية العاصمة، كما أن فوز مان سيتي بلقب الدوري 3 مرات في آخر 7 سنوات، وتحديداً في 2012 و 2014و 2018، يؤكد أنه أصبح التهديد الأكبر لأندية عاصمة الضباب، وخاصة تشيلسي الذي يحمل لواء الدفاع عن سمعة الكرة اللندنية في السنوات الأخيرة. المشهد الأكثر تأثيراً في المباراة يتصدره النجم الجزائري رياض محرز، ليس لأنه يواصل رحلة التألق مع السيتي ويصنع الفارق، ويبرهن على أحقيته بثقة جوارديولا فحسب، بل لأنه أحرز هدف الفوز، ورفع يديه للسماء تعاطفاً مع الملياردير التايلندي الراحل فيتشاي سريفادانابرابا مالك ليستر سيتي، الذي رحل على إثر تحطم الطائرة المروحية التي كان يستقلها من ملعب فريق الثعالب السبت الماضي. ويرتبط محرز بفريق ليستر سيتي الذي صنع نجوميته، بعد أن قاده لتحقيق الإعجاز الكروي الأكبر في تاريخ البريميرليج، فقد فاز بلقب الدوري موسم 2015-2016 على حساب القوى الكروية الكبيرة، ولعب محرز وكانتي وفاردي دوراً محورياً في معجزة ثعالب ليستر، إلا أن الملياردير التايلاندي الراحل فيتشاي سريفادانابرابا هو الرجل الأكثر تأثيراً في تاريخ هذا النادي، وفي تحقيق الحلم الذي يرقى إلى حد الإعجاز. فقد حصل فيتشاي على ملكية النادي عام 2010، ليتحول معه من مجرد فريق الدرجة الثانية إلى بطل لأقوى دوري في العالم عام 2016، وتبلغ ثروة الراحل 5 مليارات دولار جعلته يدخل قائمة أغنى 400 رجل في العالم، ويدين محرز بالكثير لمالك ليستر الراحل الذي وافق على انتقاله لصفوف مان سيتي، في صفقة من شأنها تغيير مسيرة ومصير النجم الجزائري للأبد.