فاجأني خبر وفاته، وحرَّك الخبر مكامن الحزن في نفسي، وأشعل التأثر بموته الصدمة عندي من جديد مع وصول خبر وفاة أخي العزيز الأستاذ الكبير عبدالله بن حمد الحقيل. ** كان دمثاً في خلقه، مريحاً في أحاديثه، محباً وصادقاً في حبه لكل من ربطته به أخوة أو صداقة أو زمالة، وكان من خصاله أنه يؤثرهم بتواضعه على نفسه. ** هكذا كان المرحوم، وجهاً مألوفاً لكثير من الناس، وقلماً رشيقاً مقروءاً لا يغيب، ومناقشاً متمكناً في كل شأن ثقافي، ما لا يمكن لمن يجالسه إلا أن يشعر بالرضا لعلاقته بالأستاذ الكبير. ** ألّف الكتاب، وأصدر الديوان الشعري، وكتب المقالة، فكان مكتبة بنشاطه الفكري والثقافي، ورحالة بإصداراته العلمية، مع أنه لم ينصف، ولم يأخذ حقه كباحث ومحقق وكاتب متنوِّع في مختلف العلوم والمعارف. ** كانت مقالاته مزيجاً من هذا وذاك، تتماشى مع القديم والجديد، في عبارات سلسة، ودون تكلّف، حيث كان يتعامل كتابياً بما يستجيب ويلبي رغبة القراء بمختلف مستوياتهم التعليمية والثقافية. ** وها هو يغادر الحياة بهدوء وسكينة، وبما يشبه المفاجأة، فيغيب عنا ذلك الوجه المشرق، وتلك الابتسامة الجميلة، إلى عالم أجمل وأرحب، إلى جنات النعيم - إن شاء الله - فقد كان قلباً أبيضَ، وإنساناً ورعاً، يخاف الله، ويحب الناس. ** رحم الله أبا خالد، الأستاذ عبدالله الحقيل، فقد كان نعم الأخ العزيز، الذي وإن ترحمنا عليه، فسوف يبقى خالداً في نفوسنا، ونحن لا نعزي أسرته فقط، وإنما نعزي أنفسنا بهذا الفقد الكبير، فهو خسارة كبيرة، ولكن هذه مشيئة الله، والحمد لله على كل حال.
مشاركة :