قدّمت هيئة الإذاعة الألمانية، دويتشه فيله، قراءة مغايرة لقرار المستشارة، أنجيلا ميركل، عدم الترشح مجددًا لرئاسة حزبها "المسيحي الديمقراطي"، ومن ثم عدم الاستمرار في موقعها على رأس السلطة في البلاد عقب نهاية ولايتها الحالية في العام 2021. وقالت الإذاعة الألمانية -في تقرير تحليلي لها نشر ليلة الثلاثاء- إن ميركل لا تملّ من الرغبة في ترتيب اللعبة وقيادة الأمور ولو من الكواليس، ومن ثم -وحين أحست أن سقوطها السياسي قد أصبح وشيكًا- قررت أن تبادر هي بالانسحاب، ومن ثم ستستأثر وحدها بفرصة تحضير خليفتها بمكتب المستشارية. وزاد الضغوط على ميركل خلال الشهور القليلة الأخيرة، على خلفية تشاحنات لا أول ولا آخر لها مع شريكها في الائتلاف الحكومي الحزب "الاشتراكي الديمقراطي"، بشأن قضايا اللاجئين ومواجهة الإرهاب وإدارة موارد الدولة الضريبية. وكان من المقرر سلفًا أن يراجع الاشتراكيون موقفهم من الاستمرار في التحالف الحاكم مع ميركل من عدمه في العام 2019، الأمر الذي كان يهدد المستشارة نفسها، إذ إن أي قرار كان سيتخذه حليفها سواء بالانسحاب من ائتلاف السلطة أو حتى على الأقل تعليق العمل فيه من جانبه، سيعني بالضرورة انهيار الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة، ومن ثم نهاية حقبة حكم ميركل. أضف إلى ذلك، أن هزائم حلفاء ميركل الأساسيين -سواء الاشتراكيين الديمقراطيين أو الحزب المسيحي الاجتماعي، في انتخابات البرلمان الملتهبة في عدد من الولايات، وعلى رأسها ولايتا بافاريا وهيسن- قد عجلت بقرار ميركل القفز الآمن من السفينة. ووفق الإذاعة الألمانية، فإن ميركل تدفع وبشدة نحو تصعيد رفيقها السياسي، وذراعها اليمنى الأمين، أنجريت كرامب كارينباور.
مشاركة :