احتفى المنتدى الثقافي للشيخ محمد صالح باشراحيل “يرحمه الله”، في أمسية ثقافية جديدة بالباحث الأستاذ علي عبدالجليل علي وقراءة في كتابه “الجاحظ رائد البيان العربي”، وسط حضور كبير من النخب الفكرية والثقافية والأدبية. وأشاد رئيس مجلس إدارة المنتدى الشاعر الدكتور عبدالله محمد باشراحيل، بالأستاذ علي عبدالجليل علي ، مثمنا جهوده العلمية وما قدمه من بحوث ودراسات. وأعرب الدكتور باشراحيل، عن أمنيته له بالتوفيق في أطروحة الدكتوراه، مؤكدًا أن الجاحظ أخرج لنا أدباً مختلفة ألوانه”. وأضاف “ألمحت في هذا المؤلف للأستاذ علي عبدالجليل، فوجدت أن محاضرنا قد طاف بنا في معارج النقد ومعارج الكلمة والمعنى والإبداع والتراث الذي خلفه لنا ذلك العالم العلامة الجاحظ وحين تعرضت بالقراءة لهذا المؤلف وجدت أن المحاضر قد تناول الجاحظ في كل دقائق حياته ثم عرج ثقافة الجاحظ الشمولية وكان لي ملاحظة لو قدر لباحثنا أن يعطيها شيئاً من الاهتمام لكان هذا الكتاب من الكتب التي تدرس في مراحل التعليم كافة وصولاً للمرحلة الجامعية”. وأشار إلى أن “الشواهد التي نثرها كانت لماماً وكنت أتمنى أن نرى شواهد من أدب وبيان الجاحظ والذي يعنيني أنه أدرج في هذا المؤلف الكثير من هذه الشواهد وكان من الأولى أن يستمتع القارئ بقراءات لبعض شواهد من النصوص ليستفيد منها القارئ والدارس والباحث”. وتابع الدكتور باشراحيل “لا أنسى أن أشيد بهذا الجهد الذي يستحق الثناء والإشادة والتقدير للباحث فالتعرض لشخصية مثل الجاحظ ليس بالأمر السهل فهو شخصية معقدة الاتجاهات ومتنوع النظرات وقد أشاد بعلمه كبار النقاد وكبار العلماء على مر العصور منذ العصر العباسي إلى هذا اليوم”. واسترسل “أعتقد ولست جازماً أن ما زاد في علمه ومعرفته وثقافته اتصاله بالحكام والكبار في عصره مثل المأمون الذي وافق هواه وكذلك الجاحظ وافق هوى المأمون لأنه معتزلي وهذا ما أعطاه قوة ليسبر أغوار الخلائق وأسرار الكون ويتعمق في نتاجه وكان مفتاحه القرآن والذي لم يشر إليه هو”. وبيّن أن “هذه المفاتيح أعطت للجاحظ بعداً ثقافياً ليتدبر في كثير من الأمور كالخلق والإنسان والحيوان كعلوم لم يسبقه إليها أحد”. وتوجه باشراحيل، بالشكر إلى “الباحث علي عبدالجليل علي فالشروحات والعروضات التي قدمت في هذا المؤلف كثيرة وتستحق الإشادة وتفيد لمن أراد أن يعرف قدراً من التراث، لأن الجاحظ مدرسة بل هو جامعة ولا زال المحققون يكتبون عن هذه الشخصية الفذة”. وبدأ المحاضر علي عبدالجليل، كلمته أمام الحضور، بمقدمة تعريفية عن حياة الجاحظ وأبرز المحطات التي عاشها، موضحا أن “الحديث عن الجاحظ حديث ذو شجون وما جعلني أقوم على كتابة الجاحظ أنني استحضرت هذه الشخصية في حياتنا اليومية وتوثقت الصلة والعلاقة من خلال البحث العلمي عبر الدراسة الأكاديمية”. وتطرق الباحث علي عبدالجليل إلى السيرة الذاتية للجاحظ والعلمية اسمه وكنيته ومراحل نشأته، ذاكراً أن الجاحظ استعلى على ما كان يضايقه بعلمه وموسوعيته وأخذ من كل علم بطرق مختلفة فقد مثل نظرية النحلة خير تمثيل. وأبرز أن نشأة الجاحظ في البصرة أكسبته ثقافة مميزة حيث كانت البصرة تموج بحركة علمية وفكرية مميزة ومثرية، مشيرا إلى الكثير من المواقف الطريفة التي صاحبت الجاحظ في حياته لدرجة أنه كان يسخر من نفسه. وأضاف “على الرغم من علمية الجاحظ إلا أنني لا أتفق مع منهجه في الحديث وفي فكره المعتزلي ولعل مصادره المعرفية اقتبسها من مجالسة العلماء وذهابه إلى سوق المربد صقلت مواهبه العلمية فهو لم يهتم بالمصطلحات ولكنه اهتم بالنماذج الحية وقد اهتم بالكتب حيث ألف أكثر من ثلاثمائة وخمسون مؤلفاً وكان البيان والتبيان آخر كتبه وخلاصة فكره وكان تجريبياً يوثق مشاهداته وهذا ما أكسبه الواقعية”. وشارك في اللقاء كل من الأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي، والأستاذ الدكتور سمير الدروبي، والأستاذ الدكتور عالي سرحان القرشي، والأستاذ الدكتور محمد سعيد الحارثي، والأستاذ الدكتور عبدالحكيم موسى، والأستاذ الدكتور عوض الجميعي، والأستاذ عبدالله الزهراني، والشاعر الأستاذ عبدالله جبر، والشيخ الدكتور أحمد بن نافع المورعي. وقبل نهاية اللقاء، قدم الشاعر الدكتور عبدالله محمد باشراحيل درع الشكر التقدير للباحث الأستاذ علي عبدالجليل علي لما قدمه من بحوث علمية ونتاج أدبي ونقدي بما يهدف إلى تقديم دور فعال للحراك الثقافي فاستحق بذلك هذا التقدير، كما قدم له هدية المنتدى المهندس تركي محمد باشراحيل. وفي الختام أعلن الشاعر الدكتور عبدالله محمد باشراحيل عن التبرع بمبلغ ثلاثمائة ألف ريال سعودي من منتدى الشيخ محمد صالح باشراحيل “يرحمه الله” الثقافي وباسم أبنائه ورثة الشيخ محمد صالح باشراحيل تخصص للبحوث العلمية الحديثة والتي لم يسبق لها النشر بمعدل مائة ألف ريال لكل بحث وسوف يقوم المنتدى بطباعتها في مجلد فخم وفاخر لتكون مرجعاً علمياً وثقافياً للمهتمين والدارسين.
مشاركة :