عاد ريك مشار زعيم المتمردين في جنوب السودان إلى العاصمة جوبا، اليوم الأربعاء، للاحتفال باتفاق سلام بعد مرور أكثر من عامين على اضطراره للفرار من البلاد بعد اندلاع قتال عنيف في المدينة. وجاء مشار مع زوجته وعدد قليل من معاونيه ولكن بدون أي من أفراد قواته. والتقى مع غريمه منذ فترة طولة الرئيس سلفا كير وعدد من الزعماء الإقليميين الذين مارسوا الضغوط على مدى سنوات على الرجلين لإنهاء الحرب الأهلية. وقال مشار مخاطبا آلاف الأشخاص الذين تجمعوا للاحتفال بالاتفاق الذي وقعه مع كير وجماعات أخرى الشهر الماضي “نحن نحتاج للسلام”. وقال جوما خميس (27 عاما) الذي كان بين المحتشدين “ندعو حقا أن يصمد اتفاق السلام هذه المرة”. واستاءت القوى الإقليمية والغربية على حد سواء من فشل اتفاقات سابقة للسلام ولوقف إطلاق النار. وسقط جنوب السودان في أتون الحرب الأهلية أواخر عام 2013 بعدما عزل كير مشار من منصب نائب الرئيس. واندلعت اشتباكات بين قوات موالية لكير وأخرى موالية لمشار في جوبا في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام. وسرعان ما اتسع نطاق القتال المدفوع بأسباب عرقية مما أجبر ملايين على الفرار وأودى بحياة مئات الألوف. ووقعت اشتباكات متفرقة منذ التوقيع على الاتفاق الأخير لكن العنف توقف بدرجة كبيرة. واستضاف كير احتفال اليوم قرب النصب التذكاري للزعيم الوطني جون قرنق، في المكان نفسه الذي احتفلت فيه البلاد باستقلالها عن السودان عام 2011 بعد حرب استمرت عقودا بين الشمال والجنوب بسبب التناحر الديني والعرقي والتنافس على النفط. ووقف زعماء من أوغندا وإثيوبيا والسودان ومصر يشاهدون الرقصات التقليدية. وفر مشار إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة عام 2016 بعد نشوب قتال عنيف من جديد في العاصمة جوبا قوض اتفاق سلام سابق وأودى بحياة المئات. وسافر بعد ذلك إلى جنوب أفريقيا حيث وُضع قيد الإقامة الجبرية حتى أوائل هذا العام. وتحت ضغوط من حكومات في شرق أفريقيا ومن الأمم المتحدة ومانحين غربيين، وقعت جماعة مشار وفصائل أخرى متمردة والحكومة اتفاق سلام الشهر الماضي يعود مشار بموجبه إلى منصب نائب الرئيس.
مشاركة :