غادر الرئيس عبدالفتاح السيسي العاصمة الألمانية برلين، اليوم الأربعاء، في ختام زيارة لألمانيا استغرقت أربعة أيام، شارك خلالها في القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا في إطار مجموعة العشرين، والتي دعت لها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.شهدت الزيارة إجراء مباحثات ثنائية مكثفة مع الجانب الألماني، في مقدمتها لقاء السيسي مع المستشارة أنجيلا ميركل حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وأيضا لقاءات مع الرئيس الألماني الدكتور فرانك فلاتر شتاينماير، ورئيس البرلمان فولفجانج شويبله، إلى جانب عدد من الوزراء وكبار المسئولين والسياسيين ورجال الأعمال الألمان؛ حيث تم بحث سبل توسيع التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات والسياحة الألمانية في مصر إلى جانب زيادة حجم التبادل التجاري والتنسيق وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك فضلًا عن مناقشة مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات.ووقعت مصر مع ألمانيا عدد من الاتفاقيات الثنائية، تشمل بروتوكول تعاون اقتصاديا بقيمة 129 مليون يورو وذلك خلال انعقاد لجنة التعاون الثنائى بين مصر وألمانيا، وإعلان نوايا بشأن المبادرة المصرية الألمانية الشاملة الجديدة للتعليم والتدريب الفني والمهني والتعليم المزدوج، وإنشاء هيئة لمراقبة الجودة التعليمية وإنشاء أكاديمية لتدريب المعلمين، وإعلان نوايا لتعزيز التعاون في مجال التعليم الجامعي والبحث العلمي، ومذكرة تفاهم للتعاون مع شركة "سيمنز" الألمانية في مجال دعم التصنيع والتدريب المهني وزيادة تنافسية المناطق الصناعية ورفع قدرتها على التصدير، واتفاقية إنشاء الجامعة الألمانية الدولية للعلوم التطبيقية في العاصمة الإدارية الجديدة.وكان قد شارك السيسي، فى قمة مبادرة مجموعة العشرين حول الشراكة مع أفريقيا، وذلك بحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعدد من القادة الأفارقة.وأعرب الرئيس، في مداخلته خلال فعاليات القمة عن خالص التقدير للمستشارة "أنجيلا ميركل"، على استضافة ألمانيا لهذا الحدث للعام الثاني على التوالي، وهو ما يعكس حرصها على دعم جهود التنمية في أفريقيا، عبر مساندة السياسات الرامية لتعزيز الاستثمار المحلي والأجنبي، من خلال مبادرة قائمة على الشراكة مع الدول الأفريقية، تستند إلى إرادة الإصلاح في تلك الدول من جهة، وإلى الدعم الفني والمالي من مجموعة العشرين والمؤسسات الدولية من جهة أخرى، وصولًا إلى بلورة خطة عمل لكل دولة وفق أولوياتها الوطنية، بهدف تعزيز قدرتها على جذب الاستثمارات.وأشار الرئيس، إلى التحديات العديدة التى تواجه القارة الأفريقية، وذلك اتصالًا بتحقيق الاستقرار السياسي، وتسوية النزاعات المسلحة، ومكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف، والتصدي لآثار تغير المناخ، فضلًا عن القضاء على الفقر وتفاقم أعباء المديونية، بالإضافة بالمقابل إلى عدم التنفيذ الكامل للتعهدات التنموية الدولية، والخلل القائم بالمنظومة المالية والتجارية العالمية، وهي جميعها تحديات تستوجب التعامل الجدي معها من قبل المجتمع الدولي، في إطار من الشراكة القائمة على المصالح المتبادلة، وبما يجسد مضمون أجندة الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.وشدد السيسى، على ضرورة الربط بين التعاون القائم في الأطر الدولية من أجل النهوض التنموي بالقارة، وبين مجمل تلك التحديات أو المبادئ المتفق عليها، بما فيها أجندة أفريقيا 2063، وذلك ضمانًا لاتساق الأهداف مع بعضها البعض، مع أهمية مراعاة خصوصية كل دولة وأولوياتها الوطنية.وأعرب الرئيس، عن التطلع بأن تسفر المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا عن نتائج ملموسة، في تحقيق أهدافها الرامية لزيادة حجم الاستثمارات الألمانية والدولية في الدول الأعضاء، بما يسهم في تمكينها من تحقيق نمو متسارع، يعمل على تضييق الفجوة الآخذة في الاتساع بين الشمال والجنوب، وذلك من خلال تقديم ضمانات تأمين للاستثمار ضد المخاطر السياسية، ووضع برامج لتشجيع التكامل الإنتاجي بين الصناعات في مجموعة الـ20 والدول الأفريقية، وإتاحة المزيد من النفاذ أمام المنتجات الأفريقية للأسواق الأوروبية ودول مجموعة الـ20 لإيجاد أسواق كفيلة باستيعاب النمو المستهدف للإنتاج الأفريقي.وعلى المستوى الوطني، أشار الرئيس إلى أن مصر أقرت استراتيجية تنموية تتسم بالشمول والتنوع، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وهي رؤية مصر 2030، التي تتضمن العديد من البرامج والأهداف الرامية إلى وضع مصر ضمن أكبر ثلاثين اقتصادا عالميا بحلول عام 2030، وبناءً عليه فقد تم تنفيذ برنامج وطنى طموح للإصلاح الاقتصادي، بالتعاون مع صندوق النقد الدولى ودعم شركاء التنمية، يشمل حزمة من الإصلاحات المالية والنقدية والتشريعية لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار وإزالة العقبات التي تعوق عمل القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب، وهو ما يتسق مع المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا.كما أوضح الرئيس أن مصر تواصل بكل عزم، تنفيذ سلسلة من المشروعات التنموية الكبرى منذ عام 2014، من أجل دفع معدلات النمو وتوفير فرص العمل وخفض نسبة البطالة وتحفيز الاستثمار، وبالتزامن مع ذلك، تتحرك للتوسع في مشروعات الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، وأبرزها المفاوضات الجارية للربط الكهربائي بين أفريقيا وأوروبا عبر قبرص واليونان، كما يجرى الإعداد لتصبح مصر مركزًا إقليميًا لتداول وتجارة الغاز والبترول على نحو يدعم التنمية الاقتصادية، ويتيح المزيد من الفرص لضخ الاستثمارات في هذه الصناعة.وأكد السيسى، أنه مع اقتراب بدء رئاسة مصر المقبلة للاتحاد الأفريقي، فإن مصر حريصة على الالتزام بشمولية التعامل مع مشكلات القارة، وفي الوقت نفسه التركيز بشكل خاص على قضية الهجرة غير الشرعية، ارتباطًا بأن العنوان الموضوعي للاتحاد الأفريقي لعام 2019 هو "اللاجئون والعائدن والنازحون داخليًا"، علاوةً على ما يقترن بتلك القضية من فرص وتحديات، وآثار تمتد لمختلف المجالات، وكذلك للعديد من مناطق العالم، وعلى نحو يعكس الحاجة الماسة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال، وجدد الدعوة، لضرورة التعامل مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية من منظور متكامل يراعى كل الأبعاد، ويعالج جذور المشكلة الاقتصادية في دول المصدر والعبور، ولا يرتكن إلى الحلول الأمنية التي لا تتجاوز كونها مسكنات مؤقتة، قد يترتب عليها نتائج عكسية.واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، هايكو ماس وزير الخارجية الألماني، في مقر إقامته ببرلين، وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن وزير الخارجية الألماني أكد حرص بلاده على دفع علاقات التعاون مع مصر، وتعزيز التنسيق والتشاور معها، خاصة أن مصر تعد شريكًا هامًا لألمانيا، فضلًا عن دورها المحوري فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية. كما أشاد وزير الخارجية الألماني بالتطورات الاقتصادية التى تشهدها مصر، مؤكدًا حرص بلاده على تكثيف التعاون معها، وتشجيع المزيد من الشركات الألمانية للاستثمار فى مصر، خاصة فى ظل التجارب المتميزة للشركات الألمانية فى السوق المصرية التى تؤكد توفر الفرص الواعدة للعمل والنجاح.وقد أكد السيسي، أن اعتزاز مصر بعلاقاتها مع ألمانيا، مثمنًا المستوى المتميز الذي وصلت إليه تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة، وما شهده التعاون بين الجانبين من دفعة تمثل أساسًا يمكن البناء عليه لتحقيق المزيد من المصالح المتبادلة للجانبين، مشيرًا إلى الحرص على الاستفادة من الخبرات الألمانية المشهود لها بالكفاءة والدقة فى مختلف المجالات خاصة التعليم بمختلف أنواعه. كما أعرب الرئيس، عن حرص مصر على استمرار التنسيق والتشاور مع ألمانيا بما يسهم فى المزيد من التقارب فى رؤى البلدين إزاء الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.وذكر المتحدث الرسمى أن وزير الخارجية الألمانى حرص خلال اللقاء على الاستماع لرؤية الرئيس فيما يخص تطورات الأوضاع الإقليمية، وآخر مستجدات الأزمات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد الرئيس أن التطورات والتحديات التي تواجه الشرق الأوسط، والتى باتت تهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، لاسيما الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن والصومال، تتطلب مواصلة تكثيف جهود المجتمع الدولي للتوصل إلى حلول للأزمات القائمة، مشيرًا إلى الجهود المصرية فى هذا الإطار، فضلًا عن جهودها في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. كما شدد السيسي، على أهمية الدفع قدمًا بعملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشيرًا إلى ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل بين الجانبين، يُنهي الصراع بشكل دائم، ويُفسح المجال لدول المنطقة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلع إليها شعوبها.واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، هورست زيهوفر، وزير الداخلية الألماني، وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أشاد بالتقدم الذي تشهده العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا، لا سيما في مجال التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والتطرف، معربًا عن التطلع إلى مزيد من التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، فى إطار ما يتوفر لدى مصر وألمانيا من رغبة لدفع التعاون المشترك إلى آفاق أرحب.من جانبه، أكد وزير الداخلية الألماني ترحيبه بزيارة الرئيس إلى برلين، مؤكدًا الحرص على تعزيز التعاون مع مصر فى مجالات التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين، كما أعرب وزير الداخلية الألماني عن تقديره للإنجازات التي حققتها الحكومة المصرية على مسار الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، وترسيخ الأمن والاستقرار خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع نجاح مصر فى وقف الهجرة غير الشرعية من سواحلها وتحقيق تقدم ملحوظ فى مكافحة الإرهاب.وقد أكد السيسي ترحيبه بالتعاون القائم بين البلدين فى إطار اتفاق التعاون الأمني الموقع بين البلدين في يوليو 2016، فضلًا عن التعاون القائم في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، والذي شهد تطورًا كبيرًا بعد توقيع اتفاق التعاون في مجال الهجرة في 27 أغسطس 2017، مشيرًا إلى أهمية تكثيف التعاون فى مجالات التدريب وبناء القدرات وتبادل المعلومات وتوفير المعدات، بما يساهم فى تعزيز القدرات المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ويحافظ على استدامة الجهود المصرية الناجحة فى هذا الصدد، خاصة أن هاتين الظاهرتين باتتا خطرًا يهدد استقرار المنطقة وأوروبا والعالم. كما أكد الرئيس، في هذا الإطار ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولى، وتبنى استراتيجية شاملة تسعى إلى علاج جذور تلك المشاكل، عبر دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية.استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أندرياس شوير، وزير النقل والبنية الرقمية الألماني، اليوم الأربعاء، بمقر إقامته في برلين.وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أشار خلال اللقاء إلى الأولوية المتقدمة التي تحتلها موضوعات تطوير وتحديث منظومة النقل بجميع أنواعه، فى إطار خطط وبرامج التحديث والتنمية المصرية، وخاصة تطوير وتحديث منظومة السكك الحديدية ورفع كفاءتها.واستعرض السيسي، المشروعات القومية العملاقة التي تم تنفيذها بالفعل، والاستثمارات التي تم ضخها في مصر لتطوير شبكة الطرق القومية والموانئ وتحسين البنية التحتية المرتبطة بقطاع النقل، فضلًا عن التطورات الخاصة بتنمية محور قناة السويس، وكذلك بناء مدن جديدة وفي مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، وما يرتبط بذلك بتوفير مختلف الخدمات وفي مقدمتها خدمات النقل.وأكد الرئيس، تطلع مصر للتعاون مع الجانب الألماني، والاستفادة من خبراته الرائدة فيما يتعلق بدعم الجهود المصرية لتحديث قطاع السكك الحديدية ورفع جودتها وقدرتها الاستيعابية، وتعزيز نظم حماية السكك الحديدية، فضلًا عن التعاون في مجال تطوير نظم النقل المتكاملة متعددة الوسائط والذكية والصديقة للبيئة، بهدف تيسير حركة تنقل الأفراد ونقل البضائع.وأشار الرئيس، إلى خطط الحكومة للتحول الرقمي وما يرتبط بذلك من فرص للتحديث والتطوير في مختلف القطاعات وفي مقدمتها الاتصالات، معربًا عن التطلع للتعاون مع الجانب الألماني فيما يتعلق بالاستفادة من الثورة الرقمية، وتطبيقاتها المختلفة لتحسين ورفع كفاءة الخدمات والأنشطة المرتبطة بالبنية التحتية وتحفيز الاستثمار والتكنولوجيا المتقدمة.وأكد وزير النقل والبنية الرقمية الألماني، حرص بلاده على تطوير علاقاتها مع مصر فى مختلف المجالات، مشيرًا إلى استعداده لدراسة سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي فى مجال النقل والبنية الرقمية، فضلًا عن دعم مصر فى سعيها لتحقيق التنمية.
مشاركة :