آخر راكب.. يُلاحق معاناة اللاجئين السوريين في الأردن

  • 11/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فى فيلمها القصير «آخر راكب» عام ٢٠١٣، حاولت المخرجة الأردنية الشابة وداد شفاقوج، أن تجسد أحوال اللاجئين السوريين المتجهين إلى مخيم المعتري، وما يعتريهم من معاناة جراء الممارسات والسلوكيات التى يواجهونها من المهربين وتجار البشر رغم محاولات الأجهزة المختصة فى تعقبها والتصدى لها.من تلك السلوكيات التقطت «شفاقوج»، نماذج لأفراد وجماعات باستخدامها أسلوب الكاميرا الخفية، وبدأت فى السعى إلى لقاء أحد السوريين الراغبين فى الخروج، والذى كشف لها أمام الكاميرا عن كيفية القيام بمحاولات التهريب لعدد من قاطنى المخيم إلى خارجه، وفى ذلك مقابل مادي؛ ثم تنتقل الكاميرا لتنقل جهود الجمعية الهاشمية للإغاثة فى تأمين المخيم وتزويدهم بالسلع الاستهلاكية والخضراوات والملابس أيضا مع دعمهم بالخيم، ونقلت فى الفيلم بعضهم يقوم ببيع تلك السلع من خلال الأسواق الرائجة التى تمتد خارج المخيم، ويساعدهم فى تلك التجارة السماسرة والتجار الذين يبحثون عن تلك السلع. لم تكتف الأردنية الشابة فقط بنقل تلك الأحداث، ولكنها حاورت المسئولين عن أمن المخيم، وقاموا بالكشف لها عن أساليب أولئك الأفراد التى تتجاوز الأسس والأحكام، التى تنظم الحياة فى المخيم؛ ما يجعل الفيلم يشكل وثيقة سمعية بصرية تتحول شيئا فشيئا، إلى ما يشبه صراع الكاميرا، مع إيقاعات رتيبة فى الشارع غايتها الطمع والجشع والتربح دون وجه حق.ورغم أن مدة الفيلم قصيرة، فإنه يحفل برؤية إخراجية تتسم بطبيعتها الهادئة والمجزئة لبلوغ مسار جمالى لا يحيد عن أبعاد ودوافع إنسانية؛ حيث يجرى الاشتغال على السيناريو المكتوب بتقنية الصحافة الاستقصائية، التى دأبت عليها كاتبة النص الكاتبة الإعلامية حنان خندقجي؛ وأتاح الارتجال للمخرجة وهى بين المخيم تبحث عن مفردات وعناصر موضوعها مستخدمة الكاميرا الخفية، فسحة الارتجال، رغم اعتنائها الدقيق فى اختيار كادرات الصورة خلال الاستماع لشهادة الأشخاص، كما منحت المخرجة أهمية خاصة للون والصوت، وأيضا الموسيقى والمونتاج فى تكثيف عالى المستوى. الفيلم هو تجربة جديدة للمخرجة التى سبق أن قدمت التيمة ذاتها مسبقا فى أكثر من فيلم روائى وتسجيلى قصير، مثل «هوية» عام ٢٠١١، والذى كان عن مجهولى النسب القاطنين فى مراكز إيواء الأيتام؛ حيث ابتعدت عن إثارة الشفقة أو العاطفة المجانية طيلة مجرى أحداث الفيلم، لكنها أرادت إطلاق دعوة إلى تفهم الظروف الحالكة، لهذه البيئة الصعبة الاستثنائية، التى وجد فيها مستغلوها ملاذا لتحقيق أطماعهم وسطوهم.

مشاركة :