لم يعش طفولته وبراءتها أو شقاوتها، وارتدى ثوب الرجولة مبكرا ونزل إلى سوق العمل، ليتحمل مسئولية أشقائه الأصغر عمرا وأسرته، تلك مشاهد من حياة «عبدالرحمن»، ١٦عاما، سائق ميكروباص.مشاهد مؤلمة رأها عبدالرحمن منذ صغره، بعدما انفصل أبوه عن أمه وترك البيت وتزوج بأخرى، تاركا مسئولية رعاية الصغار خلفه ليتحملها عبدالرحمن، الذى قرر ترك التعليم والمدرسة، فهم وكما يقول: «ليس لديهم بعد الله سواه» ويضيف قائلا: «أنا الأكبر وهم كلهم صغار وأمى كبيرة لا يمكنها العمل، تركت المدرسة من أجلهم ونزلت الى سوق العمل، فى البداية عملت «تباع» على سيارة أجرة، ومع الوقت تعلمت قيادتها على يد صاحبها، خاصة بعدما عرف ظروفى وأننى أحمل هم تربية أخواتى لأننى العائل الوحيد لهم، وهم كلهم يدرسون».ويضيف قائلا: «أواجه كثيرا من المشكلات فى عملى، فهناك مضايقات رجال المرور، والمشاجرات مع السائقين، خاصة أنى الأصغر عمرا ويستهينون بى، لكنى أتجاوز كل ما يحدث لأعود إلى أمى وأسرتى آخر اليوم بجنيهات تكفينا شر مد اليد وسؤال الأهل والجيران، ويكفينى دعاء أمى لى حينما أقدم لها رزق يومى القليل، وقتها أشعر أن الله راض عنى لأننى لم أتخلى عن أسرتى».ويستطرد عبدالرحمن قائلا: «لله الحمد راض بنصيبى فى الحياة وسعيد بعملى، رغم أنى كنت أحلمباستكمال تعليمى، لكن مسئولية أخواتى وأمى الأهم بالنسبة لى، وحينما أرى أشقائى وهم يواصلون تعليمهم، ويطلبون منى شيئا، تغمرنى فرحة وسعادة لا حدود لها، وأتمنى من الله أن يحقق أحلامهم، فأحلامهم هى حلمى أيضا، وأتمنى أعيش حتى أراهم فى وظائف ومناصب كبيرة «دكتور أو مهندس» أما أنا فيكفينى دعوات أمى ورضا الله عنى».
مشاركة :