القرقاوي: محمد بن راشد أرسى اتجاهات جديدة في اتخاذ القرار

  • 11/1/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: سلام أبوشهاباستضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بقصر البطين في أبوظبي مساء أمس، بحضور سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، محاضرة بعنوان «علم اتخاذ القرار: نموذج محمد بن راشد»، ألقاها محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل. كما حضر المحاضرة الدكتورة أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة.ركز القرقاوي في محاضرته على محورين، الأول، صناعة القرار، علم له جوانبه النفسية والفسيولوجية والاجتماعية والإدارية والقيادية، والثاني، فلسفة صناعة القرار لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله. وقال القرقاوي: عندما طلب مني التحدث في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كان عندي عدة خيارات لاختيار موضوع المحاضرة، واخترت موضوع علم القرار، لأنه من الأمور المهمة في حياتنا بعد التنفس، حيث إن اتخاذ القرار من أساسيات عملنا اليومي. وأضاف: نجتمع اليوم في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بناء على قرار اتخذه سموه في العام 2006 بإقامة هذا المجلس، وهو مجلس للعلم والثقافة والأدب والعلوم والمعرفة، وألقيت خلال ال 12 سنة الماضية في المجلس 130 محاضرة، شارك في إلقائها 125 محاضراً من مختلف أنحاء العالم، وسموه حول المجالس إلى مدارس. وتحدث عن صناعة القرار كعلم ومنهج وآليات عمل، مسلطاً الضوء على تجربة وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في صنع القرار، من خلال استعراض مجموعة من أبرز القرارات التي شكلت مرحلة تاريخية وتنموية فارقة في الدولة.وقال القرقاوي: «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رفع بقراراته السقف في الدولة والمنطقة وأرسى اتجاهات جديدة في آلية اتخاذ القرار وتحرك خارج الإطارين الزمني والمكاني لدولة الإمارات».وذكر أنه تفاجأ بأن «قرار الانطلاق إلى قطاع الفضاء كان في ذهن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في الوقت نفسه» مضيفاً: «في نفس الليلة التي ألقى فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان محاضرته لأجيال المستقبل، أمرني صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتحويل محاضرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المستقبلية لاستراتيجية للخمسين عاما القادمة».وأشار القرقاوي في بداية المحاضرة إلى أن البشرية قامت بسبب قرار وأن التاريخ هو نتاج قرارات، مستعرضاً مجموعة من القرارات التاريخية التي أسهمت في بناء دول وحضارات، أو كانت السبب في انهيار أمم ومجتمعات، مشيرا إلى ان الحضارة الإنسانية بدأت منذ 10 آلاف عام، وقبل 4 آلاف سنة تغيرت المعرفة بناء على قرار، وقد بدأت الكتابة في منطقة قريبة من اللاذقية، وأن القوانين هي قرارات، مشيرا في ذلك إلى بيت الحكمة والخوارزميات في العام 812م، ثم الانتقال إلى الجامعات وجامعة القرويين التي كانت بداية للتغير التعليم، كما اشار إلى القرارات التي غيرت المعرفة البشرية منها قرار إنتاج الأجهزة الهاتفية الذكية التي كانت نتاج المعرفة. كما توقف القرقاوي عند مجموعة من القرارات السياسية والمصيرية التي صنعها القادة، والتي مازال العالم يعيش تأثيراتها حتى اليوم، مثل قرار قيام دولة الإمارات، مؤكداً في هذا الصدد أن «القادة هم الذين يصنعون القرارات، والقرارات التي يصنعها القادة تصنع التاريخ».وفي المقابل تحدث عن الجانب الآخر من القرارات السيئة، مشيرا إلى الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، وأن كلفة القرار تقدر بآلاف المليارات في المنطقة، ومازلنا نعيشها تداعياتها إلى اليوم، والمتمثلة في وجود اللاجئين والربيع العربي، والتطرف، أما تكلفة هذا القرار فهي عالية على أمريكا ووصلت إلى نحو 3 آلاف مليار دولار. وتناول المحاضر العديد من النظريات والمقاربات الفكرية حول آليات صناعة القرار، وأنواع القرارات التي يتم اتخاذها، والتي منها القرارات المرتبطة بالحالة النفسية/‏‏ الاجتماعية، والقرارات الإدارية، والقرارات المبنية على الحدس/‏‏ الحاسة السادسة، والقرارات العقلانية، مشيرا إلى أن الإنسان يتخذ نحو 35 ألف قرار في اليوم. واستعرض القرقاوي مجموعة من القرارات التي اتخذها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي غيرت وجه دبي والإمارات، بل والمنطقة ككل، والتي منها: قرارات تقوم على المبادئ: مثل إرساء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبدأ الأجواء المفتوحة في مطار دبي، وهو ما ساهم في ترسيخ مكانة مطار دبي عالميا، مشيرا إلى أن البداية استئجار طيران الإمارات طائرتين مع طيارين من الخطوط الجوية الباكستانية، وتم طلاهما بعلم الإمارات، واليوم 15% من الناتج القومي يأتي من قطاع الطيران، وأصبح مطار دبي أكبر مطار في العالم، وهناك تريليون درهم حجم الطلبات في قطاع الطيران، وتم نقل 108 ملايين راكب، وتمتلك الدولة 483 طائرة. وهناك قرارات تسبق الزمن، وهي والتي سمحت لدبي أن تدخل المستقبل قبل أي مدينة أخرى في المنطقة، حيث كان سموه أول من وضع استراتيجية سياحية لدبي، فخلق قطاعاً جديداً يتمثل في السياحة في قلب الصحراء، واليوم الإمارات تستقبل 21 مليون سائح، ويوجد 143 ألف غرفة فندقية، ويعمل في القطاع السياحي 300 ألف شخص، وبلغ حجم العائد في القطاع السياحي 70 مليار درهم، مشيرا إلى انه في العام 2000 اتخذ سموه قراراً بتنفيذ مارينا دبي، فتم استقطاب مئات المليارات، وتغيرت معالم الإمارة، والدولة، ووصل حجم الاستثمار العقاري إلى تريليون درهم خلال ال 4 سنوات الماضية. وقال هناك أيضا قرارات صادمة، يكون هدفها تغيير مفاهيم أو قلبها أو إحداث تغيير في نمط تعود عليه الناس لمدة طويلة خلال فترة قصيرة.وتحدث عن القرارات الاستشرافية، مثل قرار تأسيس مدينة دبي للإنترنت التي كانت آنذاك فكرة جديدة، في الوقت الذي كان يطالب فيه بعض وسائل الإعلام منع الإنترنت، الذي اصبح اليوم مثل الكهرباء، وكذلك مدينة دبي للإعلام، وقد بدأنا في إنشاء المدينتين من تحت الصفر، حيث حصلنا على قرض بقيمة 200 مليون دولار من احد البنوك البريطانية، والحمد الله نجحنا ويوجد 5 آلاف شركة في مجال اقتصاد المعرفة في دبي، ونتحدث اليوم عن اقتصاد المعرفة، وأصبحت الإمارات عاصمة اقتصاد المعرفة على مستوى العالم كما تحدث القرقاوي عن قرارات إدارة الأزمات، مشيرا إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفي ظل الأزمة المالية العالمية اتخذ قرارات هادئة لبعد نظر سموه وخبرته، مثل قرار استمرار الحلم الإماراتي ومضاعفة العمل خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، لقناعته بأن النمو سيعود وبشكل أفضل، واليوم دولة الإمارات هي ثاني أقوى اقتصاد في العالم العربي.وأشار إلى قرارات لإرساء اتجاهات جديدة، من خلال مشروع مترو دبي الذي بلغت تكلفته 16 مليار درهم، والذي أرسى ثقافة جديدة في الدولة. وأضاف هناك قرارات خارج إطار المكان، مثل قرار تطوير خطوط ملاحية تملكها الإمارات، فتم إطلاق موانئ دبي العالمية عام 2005، التي تدير اليوم أكثر من 78 ميناء حول العالم. وقال هناك قرارات ترفع السقف، مثل وضع استراتيجيات للارتقاء بالعمل الحكومي والعمل لبلوغ الرقم واحد في كل المجالات، واليوم دولة الإمارات تتصدر مؤشرات التنافسية العالمية. وأكد أن الإمارات تستحق أن تكون الأفضل في العالم، ويستحق ابن وابنة الإمارات أن يكونوا الأفضل عالميا. وأضاف هناك أيضا قرارات مرنة قائمة على سرعة العمل والإنجاز، وسرعة مواكبة المتغيرات، وسرعة التكيف مع الظروف.وأشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يؤمن بأن الدول من حقها أن تحلم وأن تكون لديها طموحات ومشاريع ضخمة، وأن قرارات سموه خلقت واقعاً جديداً للشباب العربي، كي يكونوا جزءاً من الحلم الإماراتي العربي.وختم القرقاوي بالقرار التاريخي الذي اتخذه قادة الإمارات، بإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، متوقفاً عند اللحظة التي رفع فيها المغفور له الشيخ زايد وإخوانه علم الاتحاد في 2 ديسمبر 1971، وهو التاريخ ذاته الذي صادف فيه وصول مسبار المريخ السوفييتي إلى كوكب المريخ، في مفارقة تاريخية تستحق التوقف، حيث ستحتفل الإمارات بالذكرى الخمسين لقيامها في العام 2021 بإطلاق مسبار الأمل، كأول مسبار عربي، إلى المريخ؛ لتكون الإمارات بذلك قد انتقلت من دولة لم تكن تملك طرقا إلى بناء أطول طريق نحو المريخ.اختطاف العقل الشرقيأوضح محمد القرقاوي في معرض رده على أسئلة الحضور حول الإشكالية التي تواجه المنطقة في اتخاذ القرار، أن الإشكالية تكمن في اختطاف العقل الشرقي، وخلال السنوات الماضية تم خطف عقول أطفالنا والسيطرة على عقول بعض أبناء المنطقة، من قبل «داعش» التي كانت صدمة وأدخلت أبناء المنطقة في متاهات كثيرة. وقال: في الإمارات يرجع الفضل إلى القيادة، التي تبنت المبادرات ووجهت طاقات الشباب من خلال اتخاذ القرارات البناءة.

مشاركة :