أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، الأربعاء، عن وقف عملياتها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة "شرق الفرات" في شرق سوريا، بسبب الهجمات التركية في شمال البلاد.ونقلت "روسيا اليوم" عن "قوات سوريا الديمقراطية" القول في بيان، إن تركيا صعدت من تهديداتها وهجماتها عند الحدود شمالي سوريا.وتابعت أن الهجمات التركية استمرت منذ مساء الثلاثاء باستهداف مباشر لمعبر مدينة تل أبيض الحدودي في شمال سوريا، مما أدى إلى مقتل أحد حراس المعبر وإصابة آخر.وأضافت قوات "قسد" في بيانها "إننا في قوات سوريا الديمقراطية نعتبر هذه الهجمات دعما مباشرا تقدمه الدولة التركية لتنظيم داعش وجاءت بتنسيق مباشر معه ومتزامنة مع الهجمات العكسية التي ينفذها التنظيم في منطقة هجين في شرق سوريا مؤخرا".وتابعت "نحيط الرأي العام العالمي علما بأن هذا التنسيق المباشر بين هجمات الجيش التركي في الشمال وهجمات تنظيم داعش في هجين ضد قواتنا قد أدى إلى إيقاف معركة دحر الإرهاب مؤقتا، والتي كانت تخوضها قواتنا في آخر معاقل التنظيم في شرق سوريا "، مشيرة إلى أن استمرار هذه الهجمات سيتسبب في إيقاف طويل الأمد للحملة العسكرية ضد تنظيم "داعش".ودعت "قوات سوريا الديمقراطية" المجتمع الدولي للتنديد بما وصفته بـ"الاستفزازات" التركية ومطالبة التحالف الدولي بإظهار موقف حازم لردع تركيا عن هذه الاعتداءات ومحاولاتها الإبقاء على تنظيم "داعش" وتقديم الدعم له، حسب البيان الذي أصدرته قوات "قسد".وفي 29 أكتوبر، أعلن المتحدث باسم "البنتاجون" شون روبرستون، أن الولايات المتحدة على اتصال مع تركيا وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" لتهدئة الأوضاع في شمال شرق سوريا. وقال روبرستون في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية:"نحن على دراية بتصريحات تركيا عن هجوم وشيك في شمال شرقي سوريا، واتصلنا مع تركيا وقوات سوريا الديمقراطية لتهدئة الوضع هناك". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن الثلاثاء الموافق 29 أكتوبر، أن بلاه عازمة على القضاء على المسلحين الأكراد، في شرقي نهر الفرات في شمال شرقي سوريا.وقال أردوغان في كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا:"استكملنا خططنا وتحضيراتنا للقضاء على الإرهابيين في شرق الفرات"، لافتا إلى أن " تركيا بدأت التدخل ضد ما سماها جماعات إرهابية في سوريا خلال الأيام الأخيرة".وتشن تركيا عمليات عسكرية منذ أشهر في مناطق من شمال سوريا بدعوى محاربة حزب العمال الكردستاني التركي المحظور ووحدات حماية الشعب الكردية السورية، اللذين تتهمهما أنقرة بالإرهاب، في حين يرد الأكراد باتهام تركيا بدعم تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.وفي 28 أكتوبر، اندلعت اشتباكات بين مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية التي عمل ضمن قوات "قسد"، والجيش التركي في منطقة عين العرب الحدودية السورية مع تركيا، وزعمت وسائل إعلام تركية أن الاشتباكات اندلعت بعد تحركات مشبوهة للمسلحين الأكراد، وأن الجيش التركي قام بقصف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية بمنطقة شرق الفرات في سوريا.وكانت مصادر سورية، أفادت في 28 أكتوبر، بأن تنظيم "داعش" الإرهابي تمكن من استعادة السيطرة على كامل بلدتي السوسة والباغوز في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور في شرق سوريا، بعد معارك عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد".يذكر أن "قسد" خاضت منذ العاشر من سبتمبر الماضي معارك ضد داعش في آخر الجيوب، التي يتحصن فيها بمناطق السوسة والباغوز وهجين بريف دير الزور الشرقي، وخلفت المعارك 496 قتيلا في صفوف داعش، و270 مقاتلا من قوات سوريا الديمقراطية، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
مشاركة :