الفيلسوف كانط

  • 11/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الانسان عند كانط يكون غاية وليس وسيلة في أساس نظرته الفلسفية ذلك يعني عدم احتقار كرامته الانسانية لدى الآخر حتى ولو كان هذا الآخر خادما أو خادمة في المنزل (!) ويُعد كانط اكبر فيلسوف في حراك الفلسفة في العصور الحديثة ومعروف ان كانط ولد في مدينة «كونبغ سبيرغ» شمال ألمانيا ويُعد كانط من عائلة فقيرة متواضعة وقد رُبي على مكارم الاخلاق منذ نعومة اظافره الشيء الذي ترك في نفسه أعظم الأثر حتى نهاية حياته ذلك ما أتى على ذكره (هاشم صالح) في جريدة الشرق الاوسط ويعود الفضل إلى أمه التي حدبت على تربيته فالمرأة بشكل عام لها دور في خلق رجال عظام في المجتمعات وقد قيل وراء كل رجل عظيم امرأة (...) ويعرف عن كانط الوفاء للآخر وبالتحديد جان جاك روسو الذي قال عنه انه وضعني على الطريق الصحيح في الفلسفة ولأن جان جاك روسو وضع الاخلاق فوق العلم (...) ويطيب للسائل ان يسأل: الاخلاق فوق العلم أم العلم فوق الأخلاق من يُحدد من الاخلاق تحدد العلم أم العلم يُحدد الأخلاق؟! كان اشكالية: الأولية للمادة أم الاولية للفكر وبالرغم من هذه الاشكالية التاريخية في الفلسفة: الأولية للفكر أم الأولية للمادة (؟!) ومعلوم ان كانط المثالي يُثري الحياة المادية والفكرية في فلسفته المثالية (...) ويؤكد هاشم صالح قائلاً: هذا «وقد انخرط كانط في مناقشات فلسفية مع كبار مفكري أوروبا وكانت المسألة المطروحة آنذاك تخص التنوير وكيفية الخروج من الفهم المتزمت والظلامي للدين المسيحي (وهو ما يندرج على الجميع) وهي ذات المشكلة التي تُشغل المثقفين العرب اليوم وقد نشر كانط في جريدة برلين نصه الشهير عام (1784) وكان إيمانه الفلسفي بوجود الله قد حرره من القلق في النهاية القصوى أو الخوف من الموت.. ويرى كانط ان التعصب الديني هو سبب الشرور والحروب المذهبية التي مزقت ألمانيا وعموم أوروبا وقد جرت بين المذهبين الاساسيين الكاثوليكي والبروتستانتي وذهب ضحيتها ملايين الاشخاص من كلا الطرفين وبالتالي فينبغي التخلي عن المفهوم القديم والظلامي للدين وتبني مفهوم يندرج ضمن إطار العقل وعندئذ تحصل المصالحة التاريخية بين العلم والايمان أو بين الفلسفة والدين وقد ساهم كانط من خلال مؤلفاته في تحقيق هذه المصالحة الكبرى: نُضيف أن كانط كان مؤسسًا للفلسفة المثالية الالمانية أي الفلسفة التي تؤمن بأهمية الأفكار والمثل العليا وانها قادرة على تغيير الحياة وتحسينها نحو الأفضل وبالتالي فكونوا مثاليين ايها الاصدقاء ولا تخافوا من المثالية ولكن كونوا واقعيين أيضًا (!) أقف أمام مثل الدعوة رافضًا توجهاتها الفلسفية المثالية في الادعاء الباطل لمثل هذه الدعوة (...) المتناقضة في ذاتها: «لا تخافوا من المثالية وكونوا واقعيين ايضًا» ذلك ما ترفضه وتدينه النظرية الفلسفية المادية الجدلية لماركس الذي دفع بها واقعًا ماديًا جدليًا في البيان الشيوعي (!) وتدلل الفلسفة الماركسية اللينينية في تجنب الرفض المطلق للفلسفة المثالية فليس كل مطلق هو مطلق بالضرورة في ذاته (...) علمًا ان ماركس شيد نظريته الماركسية من أفكار ورؤى فلاسفة مثاليين في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا (!).

مشاركة :