استقبل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في قصر الصافرية امس عددا من أهالي محافظة المحرق، وذلك في إطار اللقاءات التي يحرص عليها جلالته مع رجالات البحرين الكرام من مختلف مناطق المملكة. وتشرف الأهالي بالسلام على جلالة الملك المفدى، معربين عن سعادتهم بلقاء جلالته وعميق شكرهم وامتنانهم على حرصه على تعزيز أواصر التواصل مع أبناء البحرين كافة، وما يوليه من رعاية واهتمام لمحافظة المحرق وتلبية تطلعات واحتياجات أهاليها من خلال توجيهات جلالته السامية. ورحب صاحب الجلالة بالجميع وتبادل معهم الأحاديث الودية، مشيدا بدور رجال ونساء مدينة المحرق العريقة في إرساء دعائم النهضة الشاملة في البحرين وإسهاماتهم المشهود لها بكل اعتزاز وتقدير في تاريخ العمل الوطني، بالتكاتف مع اخوانهم في مدن وقرى البحرين، انطلاقا من حبهم وولائهم لوطنهم، وإن ما يبدر من مواقف وطنية مشرفة من أهل المحرق ليس بغريبة عليهم، وإن مدينة المحرق لها اسهامات كبيرة في تاريخ البحرين العريق في كل المجالات والميادين، وان التاريخ يشهد لأهل المحرق بذلك. وقال جلالة الملك خلال حديثه مع أهالي المحرق إن أبناء المحرق يسيرون على نهج آبائهم، مشيرا جلالته إلى أنه سوف يلتقي بأهل المحرق قربيا في مدينة المحرق. واضاف جلالته أن البحرين تسجل أرقاما عالمية رفيعة في كل المحافل، وإننا نتطلع دائما نحو الأفضل بسواعد أبناء البحرين التي حققت إنجازات كبيرة في هذه المرحلة وأحرزت جوائز رياضية متميزة، ورفع أبناؤها راية وطنهم شامخة بكل فخر في مختلف المحافل الدولية، وإن المستقبل أمامنا زاهر بعون الله وتوفيقه وبجهود الجميع. وبهذه المناسبة، ألقى الشيخ الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح وكيل وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف للشؤون الإسلامية كلمة نيابة عن أهالي محافظة المحرق، قال فيها: سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، أيده الله وبارك عمله ومسعاه. يشرفني -يا صاحب الجلالة- أن أقف بين يدي جلالتكم، لأعبر لكم عن مكنون الحب وعظيم التبجيل والاحترام، المتدفق من قلوب أهل المحرق العامرة بالحب لمليكهم وولي أمرهم، إذ منحوني شرف نقل محبتهم وتوقيرهم وإجلالهم لمقامكم السامي. مثمنين عاليا توجيهاتكم السامية إلى إنشاء القاعة الكبرى لأهالي محافظة المحرق، تلك المدينة الشامخة بعز حكمكم الرشيد وقيادة جلالتكم الحكيمة، لتزداد فخرا بما أطلقتم عليها جلالتكم من أنها أم المدن، والمدرسة الأولى، وقرة عين جلالتكم -حفظكم الله- ثم باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، مترجمة واقع البحرين في حاضرها المتجذر عبر أصالتها العربية في عمق التاريخ الإسلامي، منذ أن اختار أهلها الإسلام طوعا واقتناعا، ليتأكد ذلك عبر حكم آل خليفة الكرام الذين حافظوا على هويتها العربية والإسلامية. سيدي صاحب الجلالة، إن محافظة المحرق التي شرفتموها بحبكم وبأنها المدرسة الوطنية الأولى، تشهد بمعالمها الحضارية الخالدة بأنها قد نالت من اهتمام جلالتكم ما وصل بها إلى هذه القمة المشرفة بين مدن عالمنا الإسلامي، فالمشاريع العملاقة على أرضها، وبين أمواج خليجنا العربي من حولها، كانت ثمرة مشروع جلالتكم الحضاري الذي نقل مملكة البحرين نقلة نوعية، لتصطف جنبا إلى جنب مع الدول المتقدمة، وتأخذ مكانها بين المجتمعات المتحضرة. كما يتطلع أهل المحرق طامعين في كرم جلالتكم إلى الموافقة السامية على استحداث جزيرة تحوي صروحا رياضية وعلمية، وذلك لمعاناتهم في إيصال أبنائهم إلى الجامعات خارج حدود محافظة المحرق، وهي أولى من غيرها في احتضان البطولات والفعاليات الإقليمية والدولية، والمنشآت العلمية الجامعية. سيدي حضرة صاحب الجلالة، إن أهل المحرق الذين يدينون بالولاء والانتماء لقيادتكم الحكيمة ولمملكة البحرين الحبيبة، والذين قدموا عبر التاريخ مواقف وطنية خالدة، يجددون اليوم بين يديكم البيعة بالوفاء والولاء لجلالتكم. وإذ يتشرف أهل المحرق اليوم بتأكيد عهد البيعة والوفاء والولاء لجلالتكم، فإننا نستذكر بكل فخر واعتزاز شهداءنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم فداءا لدينهم ووطنهم، تضحيات زكية سامية قدمها أبناء هذا الوطن ليظل شامخا عزيزا في ظل قيادة جلالتكم. رحم الله شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناته، وجزى الله جلالتكم خير الجزاء على تخصيص يوم للشهيد، وفاء وعرفانا وتخليدا لتضحيات شهدائنا الأبطال.الملــك: المستقبـــل أمامنـــا زاهـــر بعـــون الله وتوفيقــــه وبجهــــود الجميــــعكما نؤكد في هذا المقام الشكر والامتنان والعرفان للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ولدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ودولة الكويت الشقيقة، على المساهمة والمشاركة الغالية في دعم البحرين وضمان أمنها واستقرارها، معبرين عن فخرنا بمشاركة قواتنا المسلحة البواسل إلى جانب الأشقاء في قوات التحالف لاستعادة الشرعية باليمن الشقيق بدعم الدول العربية والإسلامية. حضرة صاحب الجلالة، إن أبناء محافظة المحرق يقفون صفا واحدا خلف قيادة جلالتكم، دفاعا عن وطنهم، وسعيا حثيثا إلى المشاركة في نهضته وتقدمه وتطوره في المجالات كافة، كما يعلنون رفضهم القاطع الإساءة بأي شكل من الأشكال إلى الوطن وقائده وولي أمره، ويؤكدون أن المحرق بمدنها وقراها كافة، برجالها ونسائها، صغارا وكبارا، أنهم سيظلون جسدا واحدا، ورمحا موجها في قلب كل من يحاول شق الصف، وزرع بذور الفتنة والطائفية، بدعم من الخارج من الطامعين المتربصين بهذا الوطن وأبنائه. إنهم يا صاحب الجلالة يعلنونها مدوية، دعوة ضارعة إلى المولى القدير بأن ينصركم الله وأن يؤيدكم، وأن يحفظكم لمملكة البحرين، ويحفظ مملكة البحرين بكم، وأن يوفق جلالتكم لما فيه عز البحرين ورخاء شعبها. إن المحرق أرض العلم والمعرفة تفخر اليوم بأن على أرضها معلما تاريخيا شاهدا بما تمتعت به مملكة البحرين من أجواء الثقافة والعلم والمعارف والانفتاح عبر القرون، سباقة إلى ذلك منذ القدم، فالهداية الخليفية الشامخة تتحدث عن البحرين بتاريخها العلمي والثقافي، وترسم لوحة حضارية على أرضها، في احتفالية المملكة بمئوية التعليم. وستظل مملكة البحرين في ظل مشروع جلالتكم الحضاري طموحة متطلعة إلى تحقيق المزيد من الإنجازات التي شارك أهل المحرق فيها غيرهم من أبناء الوطن، فصاغوها أسطرا من ذهب في سجل تاريخ مملكتنا الغالية. صاحب الجلالة، إن علم البحرين الذي يرفرف خفاقا في كل المحافل الدولية شاهدا على ما قدمه أبناء البحرين من إنجازات تاريخية في عهد جلالتكم الزاهر، سيبقى كذلك بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل حكمتكم -يا صاحب الجلالة- في صياغة مشروع وطني حضاري، تخطى الزمان والمكان ليصنع أمجادا وفخرا وعزا لأبناء البحرين جميعا، في كل المحافل التي تزخر بمشاركاتهم الهادفة البناءة في كل المجالات. إن أهل المحرق جميعا في كل مدنها وقراها، يرفعون أحر التهاني إلى مقام جلالتكم على ما تحقق في عهدكم الميمون من إنجازات على الأصعدة كافة، وبخاصة تلك الإنجازات الرياضية التي حققتها المملكة مؤخرا في رياضة القدرة والترايثلون، وألعاب القوى وغيرها، مشيدين بدور أنجالكم الكرام في ذلك، سمو الشيخ الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى، رافعين التهاني والتبريكات الى مقام سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بمناسبة تحقيق سموه المركز الأول في بطولة العالم للترايثلون. هذه هي البحرين في عهدكم الميمون -يا صاحب الجلالة- تزخر وتفخر وتعتز بإنجازاتها ونجاحاتها، وستبقى كذلك بإذن الله تعالى عالية عزيزة بعز الله، ثم بقيادة جلالتكم وبشعبها الكريم الوفي. صاحب الجلالة، إن مملكة البحرين في عهد جلالتكم أضحت واحة للسلام، ودوحة تتلاقى على أرضها الحضارات والثقافات والأديان، لترسم لوحة تتمازج فيها ألوان الطيف البشري، بتعدديته وتنوعه، إذ تأكد ذلك بتوجيهات جلالتكم وعمق نظركم الثاقب الحكيم، تحقيقا للتعايش السلمي الحضاري وتعزيزا لمسيرة الوحدة الإنسانية بالتعارف والتآلف والانفتاح. وختاما، نرفع أكف الضراعة إلى الله تبارك وتعالى بأن يكلأ جلالتكم بالليل والنهار على الدوام، وأن يحرسكم بعينه التي لا تنام، وأن ينصركم ويظهركم على عدوكم، وأن يعمكم بفيض كرمه وفضله ومننه، وأن يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعقب لقاء أهالي المحرق بجلالة الملك المفدى، رفع محافظ محافظة المحرق سلمان بن عيسى بن هندي المناعي، باسمه وباسم جميع أهالي محافظة المحرق بمدنها وقراها كافة، خالص الشكر وعظيم الامتنان والتقدير إلى المقام السامي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى؛ على مكرمات جلالته الدائمة لمحافظة المحرق وأهاليها الكرام، وعلى الاستقبال الملكي السامي الذي تمثل بتفضل جلالته باستقبال أهالي أم المدن والمدرسة الوطنية وعاصمة الثقافة الاسلامية لعام 2018، وأكد المحافظ أن هذه الزيارة تعد تشريفا لأهالي المحرق كافة وتأكيدا وترسيخا لمكانة المحرق وأهاليها الكرام لدى جلالة الملك المفدى، وأن المحرق منذ قديم الأزل والى يومنا هذا مازالوا وسيبقون على العهد والولاء لآل خليفة الكرام، يعلنونها بكل حب وإخلاص، ويطلقونها كلمة واحدة من قلب واحد، كلنا ولاء ومحبة لجلالة الملك المفدى. وقال إن ما تشهده البحرين من تطور بفضل رؤية جلالة الملك الحكيمة والثاقبة، وثوابت المشروع الإصلاحي الكبير الذي نلمس منجزاته الان، وهي مقبلة على المزيد من الازدهار في مختلف المجالات، والمشاريع التي يتفضل جلالة الملك المفدى بالأمر بإقامتها تؤكد أن مملكتنا العزيزة تضع المواطنين الكرام في المقام الأول في مجال التنمية، وان صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى دائما ما يؤكد على أولوية المواطن في الحصول على جميع الخدمات والتسهيلات في شتى المجالات، سواء من خلال توفير المسكن الملائم والحياة الكريمة، والتعليم والصحة وتنمية مملكة البحرين في مختلف المجالات. واختتم المحافظ تصريحه قائلا إن لقاء أهالي أم المدن والمدرسة الوطنية مع جلالة الملك سيظل محفورا بالذاكرة وفي قلوب الجميع، والمحرق لن تكون إلا كما عاهدت جلالته، أسرة واحدة وقلبا واحدا محبة للوطن، وولاءها لمليكها وقيادتها وتتشرف بكونها قرة عين جلالته.
مشاركة :