مع الأيام الأولى من العام الجديد 2015 بدأ عدد من الفضائيات المصرية بتنفيذ سياسة تقشف في النفقات. ومن الواضح أن هذا التقشف يعود إلى الخسائر التي لاحقت هذه الفضائيات أخيراً خصوصاً مع تراجع العائدات الإعلانية بدرجة كبيرة فضلاً عن العمالة الكثيفة في المحطات. وفي شكل رئيسي بات واضحاً أن برامج «التوك شو» التي كانت المحطات تعتمد عليها، لم تعد تحقق مكاسب مالية لكثرتها ولملل المشاهد من مضمونها، وأيضاً لهدوء الحالة السياسية والأمنية في مصر. محطة «on tv» بدأت بالفعل تخفيض عدد العاملين من خلال الاستغناء عن عدد كبير من الفنيين والمعدين ومديري الإنتاج في المحطة، إضافة إلى عدد من العاملين في قناة on tv live نظراً لوجود خطة دمج البث التلفزيوني للقناتين على مدار عدد من ساعات اليوم. أما شبكة تلفزيون «المحور»، فخفضت موازنتها الشهرية، وألغت قناتي «المحور2» و»المحور دراما» مع توقف عدد من البرامج مثل «آن الأوان»، مع هالة سرحان. كما ألغت المحطة برنامج «باختصار» الذي كان يقدمه معتز بالله عبدالفتاح بسبب ارتفاع موازنته وعدم وجود عائد إعلاني منه، ناهيك عن عدم التجديد للمذيعة مها عثمان التي كانت تقدم برنامج «بين اثنين» والفنانة مها أحمد مقدمة برنامج «ربع دستة ستات». ومن ناحيتها تمر مجموعة قنوات «دريم» الفضائية بأزمة مالية، وأشارت مصادر تعمل في القناة إلى وجود أزمة منذ عام تقريباً حيث لم يحصل معظم العاملين على مرتباتهم في مواعيدها الثابتة. كما أن المذيع وائل الإبراشي مقدم برنامج «العاشرة مساء» هدد أكثر من مرة بالرحيل لعدم صرف مستحقاته في شكل منتظم. وفي المقابل، تعيش شبكة تلفزيون «الحياة» حالة من التوتر بعد خسارتها الإعلامي معتز الدمرداش مقدم برنامج «مصر الجديدة مع معتز» على «الحياة 2» الذي تركها بسبب رغبة إدارة الشبكة في خفض راتبه في شكل «لا يتناسب مع خبراته الإعلامية، ونجاح برنامجه». كما أن هناك خلافات بين عدد من جهات الإنتاج وشبكة «الحياة» بسبب الديون المتراكمة منذ سنوات وعدم قدرة الشبكة على سداد ملايين الجنيهات للمنتجين. ومن ناحيتها، دخلت فضائية «التحرير» في أزمة مالية طاحنة منذ أشهر بسبب تأخر صرف مستحقات العاملين بالقناة، ما قوبل بغضب شديد إلى أن قرر بعضهم الرحيل، وعلى رأسهم الإعلامي جمال عنايت الذي قرر أخذ فترة راحة من القناة ويسعى حالياً إلى إنهاء تعاقده مع إدارة القناة في شكل ودي. وفي المقابل، تُطرح علامات استفهام حول موقف عدد من المذيعات في القناة مثل ريهام السهلي وجيهان منصور كونهما تأثرتا أيضاً بالحالة المادية الصعبة التي تعيشها محطة «التحرير». كما أن فضائية «الفراعين» تعاني منذ فترة طويلة أزمة مالية كبيرة حتى أن العاملين فيها لم يحصلوا على مستحقاتهم منذ فترة طويلة، وهذا الأمر يعلنه دائماً رئيس القناة توفيق عكاشة في برنامجه في شكل أدهش المشاهدين. وإضافة إلى هذا كله، تدرس بعض الفضائيات المصرية خلال الفترة المقبلة خفض أجور مقدمي البرامج بسبب تردي الأوضاع المالية. ومع تزايد مؤشر بورصة الانتقالات، من المتوقع انتقال عدد من المذيعين إلى فضائيات أخرى. وإن كانت قناتا mbc مصر والنهار تتمتعان باستقرار مالي ما سوف يجعل منهما محور اهتمام نجوم برامج التوك شو. ونذكر أخيراً أن أجور ضيوف برامج المنوعات في الفضائيات المصرية ستشهد تراجعاً كبيراً خاصة أنها تكبد ميزانية البرامج مبالغ كبيرة فيما لم تعد أسماء هؤلاء النجوم قادرة على تحقيق نسب مشاهدة عالية أو جذب الإعلانات، ما يعني أن لا بديل أمام هؤلاء النجوم سوى الموافقة على خفض أجورهم. كذلك فإن ميزانيات شراء المسلسلات الجديدة ستتراجع في شكل كبير كونها تكبد الفضائيات المصرية خسائر كبيرة وصلت إلى ما يقرب من 390 مليون جنيه في العام الماضي.
مشاركة :