أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس الأربعاء، أنه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في اليمن في غضون شهر، وذلك غداة دعوة أميركية مماثلة. وقال غريفيث، في بيان نُشر على حسابه على موقع «تويتر»: «ما زلنا ملتزمين بجمع الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات في غضون شهر، كون الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاق شامل».كان وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس دعا، الثلاثاء، إلى وقف إطلاق النار في اليمن، ومشاركة جميع أطراف النزاع في مفاوضات تُعقد في غضون الثلاثين يوماً المقبلة. كما طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الثلاثاء، التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بوقف كل الغارات الجوية في المناطق المأهولة والتي قُتل فيها مئات المدنيين منذ بدء علميات هذا التحالف في مارس 2015. وإذ رحّب غريفيث في بيانه بالدعوات الأميركية، أضاف: «أحثّ جميع الأطراف المعنية على اغتنام هذه الفرصة للانخراط بشكل بنّاء في جهودنا الحالية لاستئناف المشاورات السياسية على وجه السرعة». وكانت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي قالت، الثلاثاء، إنّه «حان الوقت لتتوقف» الحرب في اليمن، مكرّرة «استنكارها» للأزمة الإنسانية في هذا البلد. والأربعاء قالت رئيس الحكومة البريطانية تيريزا ماي، أمام البرلمان، إن لندن تدعم الدعوات الأميركية، وإن وزير خارجيتها جيريمي هانت تحدّث مع غريفيث مساء الثلاثاء، واتفقا على «تشجيع الأطراف (...) للدفع باتجاه اتفاق سياسي دائم». وكانت آخر محاولة قام بها غريفيث لتنظيم محادثات سلام في سبتمبر الماضي في جنيف، باءت بالفشل بسبب غياب الحوثيين. وتدخّل التحالف بقيادة السعودية في اليمن دعماً للقوات الحكومية في مارس 2015؛ بهدف وقف تقدّم المتمرّدين بُعيد سيطرتهم على أجزاء واسعة من أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية. ومنذ بدء علميات التحالف، خلّف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل و»أسوأ أزمة إنسانية» على الإطلاق، بحسب الأمم المتحدة. ويقدّم الجيش الأميركي مساعدة لوجستية للسعودية والإمارات، الشريك الرئيسي في قيادة التحالف في اليمن. «بصيص أمل» وقالت المنظمة الإغاثية النرويجية «المجلس النرويجي للاجئين»، في بيان تلقّت وكالة «فرانس برس» نسخة منه: «إن الدعوات الأميركية لوقف الحرب تمثّل بصيص أمل»، مضيفة: «قد يكون هذا هو الاختراق السياسي المطالَب به منذ وقت طويل». والأسبوع الماضي، حذّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، من أن 14 مليون شخص قد يصبحون «على شفا المجاعة» خلال الأشهر المقبلة، في حال استمرّت الأوضاع على حالها في البلد الفقير. وقال لوكوك إن «الوضع الإنساني في اليمن هو الأسوأ في العالم. 75% من السكان (ما يعادل 22 مليون شخص)، بحاجة إلى مساعدة وحماية، بينهم 8,4 ملايين في حال انعدام الأمن الغذائي الخطير، وبحاجة على توفير الغذاء لهم بصورة عاجلة». ويأتي الحديث عن مفاوضات السلام في وقت يستقدم فيه المتمرّدون الحوثيون والقوات الموالية للحكومة تعزيزات إلى داخل مدينة الحديدة ومحيطها.;
مشاركة :