رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، مساء أمس، حفل تكريم الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، الذي اشترك في تكريمه نادي الرياض الأدبي الثقافي، وجمعية الأدب العربي، واثنينية النعيم، ودارة الملك عبد العزيز، وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، حيث بدئ الحفل بالسلام الملكي، ثم آيات من الذكر الحكيم، وذلك بحضور جمع من أصحاب السمو الملكي الأمراء، والمثقفين والإعلاميين، احتفاء بالربيع. وقال رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور صالح بن عبد العزيز المحمود في كلمة ألقاها إنابة عن أعضاء مجلس إدارة النادي : صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، الأستاذ الدكتور محمد الربيع، أيها الحفل الكريم : منذ عهد الملك المؤسس - طيب الله ثراه - وهذا الوطن الشامخ يحنو على أبنائه وبناته، ويعلمنا دروس الحب والوفاء والعرفان، فلقد درجت بلادنا على احترام العلم والعلماء، والاحتفاء بهم وتكريمهم وتقدير جهودهم، وما هذه الليلة المضيئة بالفيصل إلا دليل صادق على هذا، إذ نفخر كثيرا في نادي الرياض مع شركائنا الكرام برعاية أميرنا رجل الثقافة والشهامة راعي هذا الاحتفاء. وأضاف المحمود: أتضاءل حينما أتحدث عن قامة فارعة علما، وأخلاقا، ووطنية، محمد الربيع، فما أنا إلا تلميذ صغير في مدرسته الوارفة الغنية، تتلمذت عليه علما في الجامعة، وثقافة في النادي، وأخلاقا وانتماء في مدرسة الوطن العظيم، وفي كل مرحلة تمر بي معه، كان نعم الوالد والمربي والأستاذ، غيورا على دينه، ووطنه، وهويته، وظل لسنوات طويلة يغرس فينا القيم النبيلة، يبذر الحب ويزرع الخير، وقد حانت ليلة الحصاد، فربح الحصاد أبا هشام، فأسأل الله أن يطيل عمره على الخير، وأن يعيننا نحن تلاميذه على رد صنائعه ومعروفه، وفي ليلة الوفاء أمام راعي الوفاء، ورمز الوفاء أتقدم باسم النادي لشركائنا الذين تقاسموا معنا الحب والوفاء في تكريم أستاذنا محمد الربيع، وهم الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي التي تقع في غرب الوطن، واثنينية النعيم الثقافية الواقعة في شرق الوطن، ودارة الملك عبد العزيز التي تقع في قلب الوطن، فهم شركاء الحب والوفاء لأنهم أثبتوا أن مؤسسات الوطن مهما اختلفت مواقعها تسعى دائما إلى هدف نبيل مشترك، تنكر ذاتها من أجل تحقيقه، وأشد على أيديهم كي يواصلوا هذا الطريق النبيل الي سلكوه، خدمة لديننا ووطننا وهويتنا وتاريخنا ورمزنا أيضاً، مختتما كلمته بأن تشريف أمير الرياض وسام عز وافتخار على جبين العمل الثقافي وتكريم للثقافة وأهلها، وللوطن عامة وأبنائه المثقفين. ثم ألقى صاحب «اثنينية النعيم» صالح بن محمد النعيم كلمة استهلها بالشكر والعرفان لراعي الاحتفال، أمير منطقة الرياض، ومشيدا بالمؤسسات التي تكاملت في تكريم الربيع، مضيفا في كلمته: يشرفنا الاحتفاء بتكريم الربيع، الذي يعد قامة وطنية أضاءت للكثير من الدارسين والباحثين الكثير، الذين تتلمذوا على يديه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والذين أشرف على رسائلهم العلمية، في جامعة الإمام وغيرها من الجامعات، إلى ما أسهم به خلال رئاسته لنادي الرياض الأدبي الذي جعل منه شعلة من النشاط، فتنوعت معه برامج النادي من أنشطة وإصدارات، وحينما تشارك اثنينية النعيم، في هذا التكريم، إنما هي تكرم رمزا من الرموز، التي استنارت بأفكاره شباب بلادنا، وفي البلاد العربية طيلة عقود، بكل حب ووفاء، وتفان وإخلاص، فإلى جانب عطاءاته العلمية، فقد تميز في مشاركته في اللجان العلمية والبرامج الأدبية والثقافية المختلفة، إذ تجلت جهوده في إسهامات ومؤلفات علمية ونقدية تزخر بها المكتبات، ولا يزال عطاؤه مستمرا في مجالات الثقافي في بلادنا، ومن خلال مشاركاته في الوطن العربي، وأشار النعيم في خلال كلمته، إلى أن علاقته بالمحتفى منذ عقود إبان رئاسته لنادي الرياض الأدبي، مشيدا بما أمد به الربيع الاثنينية من مؤلفاته الشخصية وما قدمه لها من مطبوعات النادي، ما يجعل من الاحتفاء به ردا للجميل لما قدمه من إهداءات لا تستغرب منه، وقد نذر نفسه للثقافة والأدب والعطاء، في مجالات النقد والأدب، وأسهم في مجالات علمية وأدبية ونقدية في مملكتنا خاصة، وفي الوطن العربي عامة. أما كلمة الجمعية السعودية للأدب العربي، فقد ألقاها رئيس مجلس الجمعية الدكتور ظافر بن غرمان العمري، الذي قال في كلمته : لقد انبثقت الفكرة لتكريم المحتفى به لما رأته الجهات المكرمة له، من إسهامات في خدمة الوطن والثقافة، التي تظل جديرة بالتقدير لرجل عرفناه بالأدب خلقا، وعلما، ومنهجا، حتى أصبح شخصية أدبية لامعة في المملكة العربية السعودية، وفي الوطن العربي كافة، فقد أيقنا أننا لسنا وحدنا من نكرم الربيع، عندما احتفى به ورعى احتفاله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، بل الدولة نفسها، تكرمه في هذا الحفل ممثلة في أمير منطقة الرياض، وتكرم في الوقت نفسه كل أديب ومثقف مخلص لوطنه، وعندما تشارك الجمعية في تكريم هذه القامة السامقة وصاحب الحضور المشرف الثقافي، وجهوده العلمية في التعليم والإعلام والثقافة، وهي محطات انخرط بها الربيع قبل أكثر من أربعين عاما، لمنحه العضوية (الشرفية) للربيع، تقديرا واحتفاء بعطاء وإسهاماته. ثم ألقى المستشار بالديوان الملكي، المشرف العام المكلف على دارة الملك عبد العزيز، الدكتور فهد السماري كلمة قال فيها : التكريم نهج نبيل وخلق كريم درجت عليه بلادنا الراقية والوفية، وسارت عليه قيادتنا الرشيدة منذ عهد الملك المؤسس - طيب الله ثراه - وصولا إلى العهد الزاهر في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - والتكريم هو اعتراف من الوطن بعطاء مشكور، وتميز ظاهر من رجل منح وطنه سخاء العطاء، فجاوبه الوطن برد الوفاء، وهذه سمة من سمات الأمم العظيمة، التي ارتقت سلم المجد، ولا شك أن وطننا الغالي يأتي في طليعة الأمم في صدق المحبة والوفاء وكرم العطاء، لنكرم أحد أبناء الوطن المخلصين، الصديق والزميل الربيع، الذي سعدت بالعمل معه والقرب منه على مدى أعوام ليست بالقصيرة، إذ وجدته عالما واسع الثقافة، غزير المعرفة، محبا لتراثه، عاشقا لوطنه ، مخلصا في عطائه، صادقا في أخوته، متفانيا في عمله، متفانيا في خدمة لغة القرآن الكريم، لديه ميزان عادل لا يختل، ورغبة صادقة في جودة العمل، وهمة عالية لا تكل ولا تمل، إذ ألف المؤلفات العلمية، وأسهم في تطوير الدراسات العليا، وأثرى النشاطات الأدبية، وله إسهامات بارزة في عضوية الكثير من المراكز والهيئات والجمعيات والمجامع العلمية، التي أفادت من رؤاه الثاقبة، وطرحه المهني، وثقافته الواسعة وبعد نظره، وحماسته الشديدة لكل ما يخدم هذا الوطن الغالي، ويسهم في تقدمه. ثم ألقى المحتفى به كلمة شكر فيها راعي الحفل والجهات المكرمة له، قائلا : أشكر راعي الحفل تشريفه وتكريمه لي خاصة، وللمثقفين في المملكة عامة، برعايته لهذا المحفل، الذي يدل على الوفاء والتقدير لمواطن نذر حياته وفكره وقلمه، لخدمة التعليم والثقافة والأدب في بلادنا الغالية، كما أشكر الجهات المكرمة على ما طوقوا به عنقي من عقد التكريم والوفاء وبوسام التقدير ورمز المحبة، في الوقت الذي تعيشه بلادنا في عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - نهضة شاملة وتطورا مذهلا ومكانة عالية عالمية في ظل رؤية واضحة المعالم تركز على بناء الإنسان والنهوض بالوطن والسعي إلى رقيه وتقدمه، ومما لا شك فيه أن الثقافة والأدب من أهم عوامل البناء والتقدم والتطور والإبداع، وللمثقفين في بلادنا الغالية دور كبير في هذه النهضة الشاملة المباركة. ومضى المحتفى به في كلمته قائلا : على المثقفين واجبات كبيرة فنحن في حاجة إلى مراجعة دقيقة شاملة لثقافتنا المعاصرة، فيجب أن نسعى في ظل قيادتنا الراشدة إلى ثقافة جديدة تقوم على أسس ودعائم واضحة المعالم، ثقافة تقوم على محاربة التطرف والتخلف والغلو، ثقافة تقوم على التسامح والانفتاح، ثقافة تقوم على قبول الرأي والرأي الآخر، ثقافة تقوم على الحوار الهادئ البناء بين مختلف شرائح المجتمع ومكوناته، ثقافة تقوم على وحدة الوطن وتماسك نسيجه الاجتماعي، ثقافة تقوم على التمسك بالثوابت والانفتاح على المتغيرات، وعلينا نحن الأدباء والمثقفين أن نبتعد عن التعصب والحزبية، وأحادية الرأي، وعن التصنيف والدخول في النيات، وكل ذلك سيوصلنا إلى ثقافة الاعتدال والوسطية، وإلى ثقافة التآخي والمحبة وثقافة المحافظة على المكتسبات الوطنية، وروح الولاء والانتماء للوطن والدفاع عنه، ولن نصل إلى ما نتمناه لثقافتنا وفكرنا، إلا إذا اعتمدنا في ذلك على مرتكزات صلبة، على العلم لا على الخرافة والوهم، وعلى إيجاد مناخ ثقافي يستقطب كل الطاقات العلمية، والثقافية والفنية لأبناء الوطن المخلصين والمبدعين، مؤكدا أن على المثقفين أن يكونوا عند طموح قيادتنا الراشدة، مختتما كلمته بكلمات مشرقة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز التي جاء منها : - الكلمة سلاح خطير، وخطورتها عندما تكون سلعة تباع وتشترى! - إنني احترم صاحب الرأي وإن خالفني فيه، أحترم من يسعى إلى الحقيقة! - نرحب بالنقد ، بل نعتبره شيئا إيجابيا، وشيئا ضروريا. ثم قام راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز بتكريم المحتفى به، الدكتور محمد الر بيع، وتكريم الجهات المنظمة، وهي كل من : اثنينية النعيم، تسلم درع التكريم محمد بن صالح النعيم؛ والجمعية السعودية للأدب، تسلم درع التكريم الدكتور ظافر العمري، وتكريم الجهات التي عمل بها، وذلك بتقديم درع لدارة الملك عبد العزيز تسلمه الدكتور فهد السماري، ودرع للجامعة السعودية الإلكترونية تسلمه الدكتور الموسى، ودرع لمكتبة الملك عبد العزيز العامة تسلمه الدكتور عبد الكريم الزيد، وتكريم مركز الملك فهد الثقافي بدرع تسلمه نائب مدير المركز الأستاذ إبراهيم الجابر، كما قدم سموه للمحتفى به شهادة العضوية الشرفية للجمعية السعودية للأدب، وتكريم لفندق مداريم لرعايتهم حفل العشاء. وقد شهد الحفل تقديم فيلم عن المحتفى به، وقصيدة بعنوان (الأب الحاني) للشاعر الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم العتل.
مشاركة :